حركة تحرير السودان.. في محطات

TT

وعرفت حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد محمد نور في بداية تأسيسها عام 2003 باسم «جبهة تحرير دارفور». وكانت عضويتها مقصورة على بعض أبناء قبيلة الفور الأفريقية، ثم انفتحت على أبناء القبائل الأخرى بالإقليم، قبل ان تطلق على نفسها الاسم الحالي. زعيمها عبد الواحد محمد نور ينتمي إلى قبيلة الفور، بينما يحتل أركو مناوي‏ كبير مساعدي رئيس الجمهورية الحالي منصب أمينها العام، وهو من ابناء قبيلة الزغاوة، ومعظم القادة العسكريين في صفوف الحركة كانوا ضباطا سابقين في الجيشين السوداني والتشادي.

وتهدف الحركة لإزالة التهميش عن إقليم دارفور واستبعاد أبنائه من قسمة السلطة، وانعدام الخدمات الأساسية فيه، كما تنتقد هيمنة ما تسميه بالوسط النيلي على مقاليد الثروة والسلطة في البلاد.‏ اولى عملياتها العسكرية الواضحة للعيان انها قامت باحتلال بلدة «قولو» على سفوح جبل مرة غرب دارفور من أيدي القوات الحكومية نهاية فبراير(شباط) 2003، ثم احتلت بلدة الطينة على الحدود التشادية نهاية مارس (آذار) التالي.

والملاحظ أن حركة تحرير السودان تتشابه إلى حد كبير مع «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، سواء في الاسم المعلن لها أو تقسيم الأدوار بين جناح سياسي وآخر عسكري، أو في المطالب المرفوعة والخطاب السياسي الذي تتخذه جسرا لتحقيق أهدافها.

تعرضت للانشقاقات عام 2004 وانقسمت بشكل اساسي الى حركتين؛ الاولى بزعامة عبد الواحد محمد نور، والأخرى بزعامة مني اركو مناوي. وظل كل واحدٍ من الاثنين يعتبر نفسه الأساسَ، وان الآخر غير شرعي، ولكن الطرفين دخلا بوفدين منفصلين في مفاوضات ابوجا التي انتهت باتفاق سلام ابوجا المعروف ولكن في اللحظات الاخيرة، رفض نور توقيع الاتفاق فيما وقع مناوي المشارك في الحكم الآن في الخرطوم بموجب الاتفاق، فيما ظل خصمه نور في المعارضة المسلحة غير انه التزم بقرار لوقف اطلاق النار وتمترست قواته حول جبل مرة دون ان تقوم بأي نشاط عسكري.

ويرفض نور الموجود الآن في باريس الدخول مع الحكومة في مفاوضات إلا بعد الاستجابة لشروطه من أهمها نزع اسلحة مليشيات الجنجويد المقربة من الحكومة، وترحيل ما يسميهم المهجرين عن اراضي النازحين الذين تركوا بلدانهم بسبب الحرب، ودفع تعويضات مجزية للنازحين.