انقطاع التيار الكهربائي يهدد حياة آلاف المرضى

غزة تغرق في الظلام لليوم الثاني على التوالي

TT

غرقت معظم مناطق قطاع غزة في ظلام دامس جراء توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع عن العمل لليوم التالي على التوالي لرفض السلطات الإسرائيلية السماح بتزويدها بالوقود اللازم لتشغيلها. واعتمدت العائلات الفلسطينية في الكثير من مناطق قطاع غزة على الشموع في إضاءة المنازل، في حين لم يعد بالإمكان تشغيل مولدات الكهرباء لنفاد السولار والبنزين. وفي نفس الوقت، ظلت أجهزة الإضاءة التي تعمل بالغاز بدون عمل لنفاد الغاز من معظم المنازل الفلسطينية. وشرح عبد الكريم عابدين، مدير عام سلطة الطاقة الفلسطينية، أن سلطات الاحتلال ترفض تزويد محطة توليد الكهرباء بالوقود، متذرعة بأن هناك عوائق أمنية في معبر «ناحل عوز» الذي من خلاله يتم تفريغ الوقود المخصص للمحطة. يذكر أن اسرائيل تسمح بتزويد القطاع بكميات محدودة من الوقود الخاص بمحطة توليد الكهرباء، بحيث لا تحتفظ المحطة باحتياطي كافٍ من الوقود.

من ناحيتها، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية من مغبة تأثير انقطاع التيار الكهربائي على الخدمات الطبية وحياة المرضى. وقالت في بيان صادر امس إن انقطاع التيار الكهربائي يهدد حياة مرضى الكلى الذين يحتاجون لعمليات غسيل الكلى، والتي تحتاج الى وجود تيار كهربائي، الى جانب مرضى الامراض الصدرية الذين يحتاجون لأجهزة تنفس تعتمد على الكهرباء، بالاضافة الى الخطر الذي يتهدد حياة المواليد الجدد الذين تعتمد رعايتهم على وجود التيار الكهربائي. واشارت الوزارة الى أن انقطاع التيار الكهربائي سيؤدي الى تلف كميات كبيرة من الأدوية التي يتوجب حفظها في ثلاجات. وأكدت الوزارة أن الأمر الذي يزيد الأمور تعقيدا هو عدم وجود وقود كاف لتشغيل المولدات الكهربائية الخاصة بالمستشفيات الرئيسية، وتحديداً مستشفى «دار الشفاء» لوقت طويل. واضافت الوزارة أنه في حال تواصل انقطاع التيار الكهربائي، فإن مولدات الكهرباء ستتوقف عن العمل، الأمر الذي سيؤدي على الفور الى وفاة مئات المرضى الذين يرقدون في أقسام العناية المكثفة واقسام الأمراض الصدرية وأمراض الأطفال.

من ناحية ثانية، ذكرت مصادر فلسطينية أن انقطاع التيار الكهربائي سيؤدي الى إلحاق خسائر كبيرة بالمرافق الاقتصادية المتهاوية أصلا في القطاع، حيث توقف العدد القليل من المصانع الذي واصل العمل رغم الحصار، الى جانب تكبد اصحاب المحلات التجارية خسائر كبيرة جراء تلف بضائعهم التي يتم تخزينها في الثلاجات.