قيادي في الائتلاف الشيعي الحاكم: اتفاق مدينة الصدر ليس هدنة بل حل تفاوضنا عليه في طهران

الجيش الأميركي يؤيد «حلا سياسيا» للأزمة.. وإيران تنظر في استئناف محادثاتها مع واشنطن

TT

قال قيادي بارز في حزب الدعوة الاسلامية، إن حل الأزمة بين التيار الصدري والحكومة العراقية، الذي اعلن عنه اول من أمس، تم التوصل اليه اثر المحادثات التي اجراها وفد الائتلاف العراقي الموحد مع الجانب الايراني في طهران الاسبوع الماضي.

واعلنت كل من الحكومة العراقية والتيار الصدري عن التوصل الى هدنة من 14 بندا بين الطرفين لوقف اطلاق النار في مدينة الصدر، ووقف المظاهر المسلحة خلال اربعة ايام.

وقال علي الاديب، احد اعضاء وفد الائتلاف العراقي المفاوض مع ايران، الذي يتألف ايضا من هادي العامري رئيس منظمة بدر والشيخ خالد العطية النائب الاول لرئيس البرلمان العراقي، ان «محور الحديث مع الجانب الايراني كان كيف يمكن استرجاع الحالة الامنية في مدينة الصدر وقد توصلنا الى بعض الافكار مع الجانب الايراني، باعتبار ان الجانب الصدري موجود هناك كي يفاتحوهم بالأمر لتصحيح الوضع».

ومن المعلوم ان مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري يوجد حاليا في مدينة قم الايرانية لغرض الدراسة في الحوزة العلمية في المدينة.

واضاف الاديب، في حوار هاتفي مع «الشرق الاوسط» من بغداد: «لقد ثبتنا بعض الحلول والتصورات مع الجانب الايراني وبالتالي استجابوا (التيار الصدري)، والان اللجنة تجتمع مع اشخاص مخولين من التيار الصدري لمزيد من المباحثات».

وقال الاديب ان ما تم الاعلان عنه يوم اول من أمس هو ليس «هدنة» بين التيار الصدري والحكومة العراقية، «بل هو بداية حل للقضية». واضاف «يمكن حل المسألة بشكل كامل مع التيار الصدري بدءا بمدينة الصدر».

واوضح الاديب ان المحادثات الحالية التي يجريها وفد الائتلاف العراقي الموحد مع وفد التيار الصدري، الممثل بعدد من الشخصيات من بينهم الشيخ صلاح العبيدي، يبحثان الان مسألة الضمانات بين الطرفين لضمان استمرار وقف اطلاق النار والمظاهر المسلحة في مدينة الصدر.

وعن القوات الاميركية ومدى التزامها بالحل الذي تم التوصل اليه بين الجانبين، قال الاديب ان القوات الاميركية لا ترغب بدخول مدينة الصدر، وانه حسب الاتفاق الذي ابرم بين التيار الصدري والحكومة فان الحكومة عليها الا تستعين بالقوات الاميركية.

ويقضي الاتفاق بين الطرفين بان تبسط الحكومة العراقية سيطرتها على مدينة الصدر، معقل ميليشيا جيش المهدي شرق العاصمة العراقية، مقابل اعطاء اعضاء الميليشيا غير المتورطين في القتال ضمانات بعدم إلقاء القبض عليهم.

وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية ان الجانب الاميركي اشار الى ان وفد الائتلاف العراقي الموحد، الذي ارسل الى ايران، يعد اول جهد للحكومة العراقية لمواجهة ايران بأدلة حول تدريب وتمويل وتسليح الميليشيات الشيعية في العراق، غير ان الرحلة تحولت الى «مناورة سياسية» من الممكن ان تساعد العراقيين في الخروج من الازمة السياسية القائمة.

وتقول الصحيفة ان الوفد البرلماني العراقي طلب من ايران ان تمارس ضغطا على الميليشيات الشيعية، التي لها صلات بايران، ونقلت عن الاديب قوله ان الايرانيين قالوا «ان افضل طريقة للتعامل مع الصدريين هو المفاوضات، لا تقاتلوهم ولا تستخدموا القوة معهم».

ومن جانبها، اكدت القيادة الاميركية في العراق دعمها لحل سياسي لاعمال العنف في مدينة الصدر. وقال الكولونيل جيرالد اوهارا المتحدث باسم الجيش الاميركي لوكالة الصحافة الفرنسية، «كما نقول دائما نحن ندعم الحلول السياسية في مدينة الصدر وفي العراق بشكل عام. نأمل في انهاء اعمال العنف التي يرتكبها عناصر مجرمون يعرضون حياة عراقيين ابرياء للخطر».

وفي تطور ذي صلة، قال محمد علي حسيني المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية أمس، إن طهران قد تدرس استئناف المباحثات مع الولايات المتحدة بشأن العراق.

ونسبت وكالة الانباء الالمانية لحسيني قوله في إيجاز صحافي بطهران، إنه إذا كانت الاحوال مواتية فإن إيران سوف تستأنف المباحثات مع الولايات المتحدة بشأن الأمن في العراق.

وكان المتحدث قد ذكر الاسبوع الماضي إن إيران لن تتباحث مع الولايات المتحدة طالما أن القوات الاميركية تستهدف المدنيين العراقيين في قتالهم ضد الميليشيات التابعة لرجل الدين مقتدى الصدر.

ويذكر أن إيران والولايات المتحدة عقدتا بالفعل ثلاث جولات من المباحثات في بغداد، من دون أي نتائج ملموسة باستثناء خطة لم تنفذ حتى الان لتشكيل لجنة أمنية ثلاثية تضم إيران والولايات المتحدة والعراق للمساعدة في تحقيق الاستقرار في العراق.

وكان من المفترض أن يستأنف الخصمان السياسيان اللدودان المباحثات في فبراير (شباط) الماضي، ولكن الاجتماع ألغي وتردد إن ذلك يرجع «لاسباب فنية».

وتتهم الولايات المتحدة إيران بمساعدة المتمردين في العراق، بينما تقول طهران التي تنفي الاتهامات الاميركية إن السبيل الوحيد لاعادة السلام والاستقرار إلى العراق هو أن تقوم الولايات المتحدة بسحب قواتها فورا.