قصفت طائرات حربية تركية في وقت متأخر من مساء اول من امس مواقع لمسلحي حزب العمال الكردستاني في كردستان العراق بعد تعرض موقع عسكري لهجوم، حسبما أعلن الجيش التركي في بيان أمس.
وقال البيان إن القصف «المركز» في منطقة افاسين باسيان استهدف مجموعة تابعة لحزب العمال الكردستاني انسحبت الى هذا الموقع بعد مشاركتها في هجوم عنيف على موقع متقدم للجيش التركي على الحدود في محافظة هكاري مساء الجمعة. وأوضح البيان الذي اوردته وكالة الصحافة الفرنسية، أن القصف بدأ عند الساعة 00. 15 بتوقيت غرينتش من يوم أمس السبت وأسفر عن مقتل عدد لم يعرف بعد من الناشطين وتدمير عدد من مواقع المسلحين. وأكد الجيش في بيانه أنه «سيواصل مكافحة الإرهاب بتصميم متزايد وأي عمل ضد الجمهورية التركية وجيشها سيواجه برد فوري متعدد الأشكال».
الى ذلك، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمني حدودي عراقي بارز، بأن المنطقة في شمال العراق تعرضت الليلة قبل الماضية لغارة جوية واحدة وإطلاق نيران مدفعية. وتابع أنه لم يسقط قتلى أو جرحى في الهجوم.
وكان الجيش التركي قد أعلن أول من امس مقتل 19 من حزب العمال الكردستاني وستة من جنوده في معارك وقصف جوي في جنوب شرقي تركيا بين مساء الجمعة والسبت. وقالت هيئة أركان الجيش على موقعها الالكتروني إن المعارك اندلعت في محافظة هكاري الحدودية مع العراق وإيران عندما هاجم مسلحو حزب العمال الكردستاني ثكنة للجيش. وأفاد عسكريون أتراك بأن حزب العمال الكردستاني استهدف الثكنة للتخفيف من حالة الذعر وتدهور المعنويات لدى مقاتليه، بعد «النكسة الخطيرة» التي تعرض لها ابان القصف المكثف الذي استهدف مواقعهم في شمال العراق في الأول والثاني من مايو (أيار). وأضاف الجيش التركي أن الغارات التي استهدفت جبال قنديل التي تعتبر معقلا لحزب العمال الكردستاني على الحدود مع العراق وإيران، قتلت أكثر من 150 ناشطا في الحزب.
ومنذ منتصف ديسمبر (كانون الاول) شن الجيش التركي حوالي 12 هجوما ضد مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، حيث يتمركز أكثر من ألفي مقاتل، بحسب أنقرة.
كما قام بعملية توغل بري استمرت أسبوعا في فبراير (شباط) في المنطقة نفسها، مما أثار انتقادات بغداد وأكراد العراق. وخول البرلمان التركي الحكومة تنفيذ عمليات طوال عام ضد المتمردين الأكراد خارج حدود البلاد. وتعتبر تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية. وهو يشن منذ 1984 تمردا من أجل انفصال جنوب شرقي الاناضول حيث الأكثرية كردية، أوقع أكثر من 37 ألف قتيل.