رئيس وزراء المغرب يدعو لتوقيع اتفاقية التبادل الحر بين الدول المغاربية

الفاسي يثمن قرار خادم الحرمين منح المغرب 500 مليون دولار

TT

دعا حزب الاستقلال المغربي، الدول المغاربية الى نهج سياسية واقعية، لتحريك عجلة قطار شمال أفريقيا المتوقف في منتصف الطريق، مشيرا الى ضرورة تسريع التجارة البينية، الأمر الذي يقتضي إزاحة الحدود، والتخفيف من الحواجز الجمركية، وإرساء سوق تجارية مغاربية.

وقال عباس الفاسي، أمين عام حزب الاستقلال، ورئيس وزراء المغرب، «إن دول الاتحاد المغاربي عليها ان تتكيف مع التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم، وان تواكب حركية التكتل والاندماج التي تعيشها مختلف المناطق، على أساس أن يرتكز بناء المغرب العربي على فضاء موحد ومفتوح، يتيح حرية تنقل الأشخاص، والممتلكات بين الاقطار الخمسة، والانخراط في حوار مسؤول وبناء موجه نحو المستقبل».

وأوضح الفاسي، الذي كان يتحدث، مساء اول من أمس، في اجتماع مع اعضاء المجلس الوطني للحزب (أعلى هيئة تقريرية) بالرباط، أن الدول المغاربية مطالبة بالتوقيع على اتفاقية التبادل الحر، وتوفير البنى التحتية، ووضع مخططات للتنمية المندمجة، وإقرار عملة موحدة، والتنسيق في السياسات الخارجية، والتعاطي الجدي مع تحديات العولمة وظاهرة الارهاب، ومتطلبات الامن الجماعي.

وأعلن الفاسي أن التنظيمات الحزبية لدول المغرب العربي ستعقد اجتماعها المقبل في طرابلس بليبيا، لاستكمال العمل الذي انطلق في الاجتماع الاخير الذي عقد بمدينة طنجة (شمال المغرب)، إذ تم الاحتفال بذكرى مرور نصف قرن على دعم الثورة الجزائرية، ضد الاستعمار الفرنسي، وبناء وحدة المغرب العربي على أسس متينة، وهي الأسس التي رتبت في مؤتمر طنجة الذي عقد في ابريل (نيسان) 1958.

وأشار الفاسي الى أن التنظيمات الحزبية لدول المغرب العربي ملمة بأهمية إعمال النقد الذاتي، ومحاسبة النفس عن التأخر الحاصل في مسعى يرمي الى تحقيق حلم الشعوب المغاربية، مشيرا الى ان جهد حزب الاستقلال ورفاقه في المغرب وباقي دول المنطقة على مواصلة الحوار البناء.

وفي موضوع ذي صلة، أعرب الفاسي عن أمنيته أن يستضيف المغرب مقر «الاتحاد من اجل المتوسط» الذي أطلق مبادرته، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، حتى يقوم المغرب بدوره المتقدم في خدمة التقارب والتفاعل بين ضفتي المتوسط، من جهة، وضفتي المتوسط والدول الإفريقية جنوب الصحراء، من جهة أخرى.

وفي السياق نفسه، أكد الفاسي أن المغرب مستعد للجولة الخامسة من مفاوضات مانهاست حول الصحراء، على اساس القرار الاخير لمجلس الامن، وخلاصة مبعوث الامين العام للامم المتحدة بيترفان فالسوم، الذي أعلن صراحة أمام المنتظم الدولي «أن استقلال الصحراء ليس خيارا واقعيا»، والذي ثمنته دول كبرى دائمة العضوية في مجلس الامن، واخرى ذات وزن على الصعيد الدولي.

وثمن الفاسي قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لمساعدته المغرب بمبلغ 500 مليون دولار، للتخفيف من انعكاسات الارتفاع المستمر لفاتورة النفط، ما شكل دليلا جديدا على قوة التضامن بين المملكتين المغربية والسعودية، ومتانة علاقتهما.

وشدد الفاسي على شيئين متلازمين في سياسية حكومته، تتجلى في عدم التفريط في مواصلة الاصلاحات الكبرى لعدد كبير من القطاعات، مثل التعليم، والفلاحة، والصحة، والطاقة، والسكن الاجتماعي، والبنى التحتية، وضخ أموال لدعم القدرة الشرائية للمواطنين، مبرزا أن حكومته قررت على ضوء نتائج الحوار الاجتماعي، الرفع من الحد الأدنى للجور بالقطاع الصناعي والخدماتي والتجاري والفلاحي، بنسبة 10 في المائة، والرفع من سقف الدخل المعفى من الضريبة على الدخل من 24 ألف درهم سنويا الى 27 ألف درهم، ثم 30 ألف درهم بحلول يناير (كانون الثاني) 2010، والزيادة في أجور الموظفين المرتبين من السلم 1 الى السلم 9، ابتداءا من الاول من يوليو (تموز) المقبل، وتسريع ترقية أعوان الدولة المرتبين من السلم 1 الى السلم 4 التي سيتم حذفها، وتسوية أوضاع موظفي قطاع التعاون الوطني.