تونس: جدل إعلامي بسبب تغطية حدث إرهابي على أنه ملاحقة لعصابة مخدرات

TT

يشهد الوسط الإعلامي في تونس جدلاً بعد أن نقل صحافي تصريحات رئيسة تحرير صحيفة خاصة خلال لقاء نظمه معهد الصحافة وعلوم الأخبار حول «واقع الصحافة المكتوبة» طرح من خلالها موضوع «نزاهة الصحافي»، بأن تغطية المواجهات الشهيرة بين قوات الامن ومتشددين سلفيين اواخر 2006، اعتمدت على تقرير أمني أرغم أحد الصحافيين العاملين بالصحيفة على توقيعه.

وتضمن التقرير رواية مفادها أن مجموعة «سليمان» الإرهابية ليست سوى عصابة مخدرات، وحمل العنوان التالي «كل التفاصيل عن المواجهة المسلحة بين قوات الأمن وعصابة المخدرات». وتضمن المقال عناوين فرعية مثل «شهود عيان يروون وقائع المطاردة» و«حجز كميات هامة من المخدرات وقطع السلاح». وتضمنت الجريدة الصادرة يوم 26 ديسمبر (كانون الاول) 2006 مقالا تحت عنوان «حمام الأنف: حجز كيلوغرام من المخدرات داخل حظيرة بناء».

ونفت فاطمة الكراي رئيسة تحرير «الشروق» الرواية التي نشرها الصحافي توفيق العياشي بصحيفة «مواطنون» الناطقة باسم التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات المعارض. وفي ردها على تلك الاتهامات قالت الكراي: «الحقيقة أنه بعد مداخلتي في هذا اليوم الدراسي بمعهد الصحافة، استوقفني طالب السؤال، أو على الأقل من ظننت أنه طالب سنة رابعة صحافة مكتوبة، لأن جمهور الطلبة هو المواكب والمعني باليوم الدراسي، هم طلبة ورشة الصحافة المكتوبة، وطبعا علمت يوم 30 أبريل (نيسان) أن صاحب السؤال لم يكن سوى صحافي في «مواطنون»، ولكنه أخفى صفته». وتضيف: «كان على توفيق العياشي أن يعلم أبجدية أخرى معروفة في المهنة الصحافية وهي إن سألت متكلما أو متدخلا، فانه من واجبك أن تكشف عن هويتك».

وتقول الكراي من ناحية أخرى: «سألني من كنت أحسبه طالبا عن صحيفة «الشروق» لماذا كتبت الصحيفة يوم 26 ديسمبر 2006، تقريرا قالت فيه إن «جماعة سليمان» هي عصابة مخدرات، وعندما تجلت الحقيقة لم تقدم الصحيفة اعتذارها للقراء، فقلت له إن «الشروق» ليست وحدها من بحث في الموضوع وإن التسمية «عصابة مخدرات» قالها مصدر رسمي، وأنه بمجرد أن أحلت المعلومات على مصدر فهو المطلوب منه التوضيح فنحن تناولنا الملف من زاوية مهنية بحتة».

ويقول توفيق العياشي انه بسؤال رئيسة التحرير عن رواية المخدرات التي نشرتها الصحيفة وضرورة اعتذارها للقراء عما كتبته من معلومات خاطئة خلال الورشة العلمية المذكورة، أشارت إلى أن التقرير ورد من جهات أمنية، وتردد الصحافي، المنجي الخضراوي، المختص في تغطية الأحداث لصفحة «المجتمع» في إمضائه ثم قبل الأمر على مضض بعد رفضه في البداية.

وفي اتصال هاتفي مع الصحافي المنجي الخضراوي أشار إلى أن المقال المنشور على صفحات الجريدة قد احترم مصادر الخبر وأورد المعطيات التي أمدته بها الجهات الرسمية في حينها ولا يمكن عمليا التحري من ذلك باعتبار أن الوصول إلى موقع الحدث كان متعذرا. ويضيف الخضراوي: «لقد نقلت شهادات السكان الذين لم يدلوا بالكثير من المعلومات باعتبار أن الوضعية في حينها كانت غامضة ولا ندرك بالتأكيد من يملك المعلومة الحقيقية». وانتقد الخضراوي من أسماهم بالصائدين في الماء العكر الذين تركوا أمهات القضايا على حد تعبيره واهتموا بمشكلة مر عليها الآن أكثر من سنة.