صربيا: الأحزاب المؤيدة لأوروبا تفوز في الانتخابات.. وتتحضر لامتحان تشكيل الحكومة

أوروبا ترحب بالفوز وتؤكد أن بلغراد تتجه نحو الانضمام إلى الاتحاد

TT

شكلت نتائج الانتخابات البرلمانية الصربية مفأجاة حيث فازت الاحزاب الليبرالية المنفتحة على اوروبا في وقت كان من المتوقع فوز الاحزاب الراديكالية التي تؤمن بالقومية الصربية، خصوصا بعد اعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا وهو أمر أغضب بلغراد.

وجاء فوز الاحزاب الليبرالية في الانتخابات الصربية بعد نحو أسبوع على موافقة البرلمان الاوروبي إعفاء المواطنين الصرب من دفع رسوم تأشيرات الدخول الى دول الاتحاد الاوروبي، وبعد نحو شهر على توقيع اتفاقية الاستقرار والتقارب مع اوروبا التي تمهد لضم صربيا الى الاتحاد الاوروبي. وبعد فرز نحو 80 في المائة من الاصوات، اعلنت اللجنة الانتخابية ان الحزب الديمقراطي بزعامة الرئيس الصربي بوريس طاديتش حصل على 37 في المائة من الاصوات مقابل 28 في المائة للحزب الراديكالي الصربي بزعامة توميسلاف نيكوليتش. إلا ان حزب طاديتش لم يتمكن من تحقيق الاغلبية التي تمكنه من تشكيل حكومة بمفرده، مما يعني انه سيضطر الى تشكيل ائتلاف يضم فيه الاحزاب الراديكالية. وبعد اعلان النتائج الأولية، اكد طاديتش ان «الحزب الديمقراطي سيلعب دورا اساسيا في الحكومة الصربية المقبلة»، معترفا بان المفاوضات المقبلة لتشكيل الحكومة الجديدة ستكون «صعبة». وأضاف: «السكان أثبتوا أنهم مع الطريق الاوروبي وسنحافظ على كوسوفو»، وأكد أن «الانتصار الحقيقي هو يوم تشكيل الحكومة». كما أعرب عن استعداده لإجراء مشاورات مع جميع الاحزاب السياسية.

من جانبه، أشار نيكوليتش إلى أن أياً من الاحزاب لم يحصل على النصاب الذي يمكنه الزعم بأنه أولى بتشكيل الحكومة الجديدة بما في ذلك طاديتش، وأعلن عن مشاورات مع الحزب الديمقراطي الصربي لتشكيل الحكومة. وأمام جميع الفرقاء مدة ثلاثة أشهر لتشكيل الحكومة أو إجراء انتخابات جديدة. وفي رد فعل على تصريحات طاديتش حول الاحتفاظ بكوسوفو، قال رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاتشي: «على الرئيس الصربي أن يدرك بأن كوسوفو أصبحت دولة مستقلة، عليه التوجه إلى بروكسل ونسيان كوسوفو». ورحب زعماء اوروبا بفوز حزب الرئيس الصربي، وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إن «النتائج الأولية تؤكد تقدم القائمة التي يتزعمها الرئيس طاديتش، وأن صربيا اختارت بشكل واضح أوروبا».

وأجرى كوشنير اتصالا هاتفيا بطاديتش لتهنئته على النتائج. وأصدرت السفارة الاميركية في بلغراد بيانا هنأت فيه سكان صربيا من مختلف العرقيات على الانتخابات الديمقراطية، وقالت ان «الناخبين أكدوا أنهم أوروبيو التوجه وأنهم جزء من الغرب الموحد»، وأن «الولايات المتحدة ترغب في استمرار تعاونها مع الشعب في صربيا وقادته الديمقراطيين لمنع العودة إلى ما قبل سنة 2000». وقالت الرئاسة السلوفينية الحالية للاتحاد الاوروبي في بيان وزع أمس في بروكسل، ان التكتل الاوروبي يرحب بالتقدم الذي حققته الفعاليات السياسية المؤيدة للطروحات الاوروبية في الاقتراع التشريعي العام الذي جرى في صربيا. وجاء في البيان «ان الاتحاد الأوروبي يرحب بالانتصار الواضح للقوى المؤيدة للطروحات الاوروبية، ويأمل تشكيل وزارة صربية ذات توجهات أوروبية صريحة». ووعد الجانب الأوروبي في نفس البيان صربيا بمنحها مكانة العضوية الاوروبية «في نهاية المطاف».

ولكن، وبحسب المراقبين في بروكسل، فان الإشكالات بين صربيا والاتحاد الأوروبي لم تحل بعد، خصوصا بعد ان أعلن الرئيس الصربي ان بلغراد ستحافظ على كوسوفو. كما ان التيار الصربي المؤيد لأوروبا الموحدة لم يسجل سوى انتصار نسبي لا يخوله بتشكيل حكومة بمفرده في بلغراد، مما يعني انه سيضطر للبحث عن تشكيل ائتلاف وزاري يضم القوة المناهضة لاستقلال كوسوفو.

وكان التكتل الأوروبي قد قرر الشهر الماضي على هامش اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين في لوكسمبورغ إعطاء الضوء الاخضر لتوقيع اتفاقية للشراكة والاستقرار مع صربيا شريطة بدئها الفعلي في التعاون مع محكمة الجزاء الدولية لملاحقة مجرمي الحرب في يوغوسلافيا السابقة.