وفد الجامعة في بيروت غدا.. والمعارضة ترحب وتنتظر ترجمة الحكومة «للتسوية»

سعد الحريري «صامد» في قريطم.. وينفي مغادرته لبنان * موسى لـ«الشرق الأوسط» : لا شروط مسبقة للحوار بين القيادات اللبنانية

لبناني يمر بالقرب من ساتر ترابي اقامه مسلحون في احد شوارع بيروت وخلفه قوات للجيش اللبناني أمس (أ.ب)
TT

تنتظر بيروت وصول وفد الجامعة العربية اليها غداً، كما هو متوقع، لاطلاق جولة اتصالات قد تفضي الى انهاء القطيعة القائمة بين اركان الاكثرية والمعارضة، في ضوء تمسك الاخيرة بقيام الحكومة بـ«ترجمة التسوية» القاضية بالغاء القرارين المتعلقين بشبكة اتصالات «حزب الله» وإقالة رئيس جهاز امن المطار العميد وفيق شقير اللذين كانا الشرارة لانفجار الاحداث الاخيرة. وقال مصدر في المعارضة لـ«الشرق الاوسط» ان عدم تجاوب الاكثرية قد يفتح الباب مجدداً امام «الخراب». لكنه نفى تحديد مهلة زمنية قصيرة لقيامها بذلك.

وقد تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالا هاتفيا من الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ابلغه خلاله ان اللجنة العربية المكلفة من مجلس الجامعة ستحضر صباح الاربعاء الى مطار بيروت وأنها ستلتقي فور وصولها رئيس المجلس، ثم تزور على التوالي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وقائد الجيش العماد ميشال سليمان والنائب ميشال عون ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري.

وقد اتصل موسى للغاية نفسها بالرئيس السنيورة والنائب الحريري الذي كان نفى معلومات عن مغادرته بيروت، مؤكداً انه «صامد في قريطم» حيث مقر اقامته.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية إن اللجنة الوزارية العربية التي قرر اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير إرسالها إلى لبنان، ستصل إلى بيروت في غضون 48 ساعة.

وأوضح موسى، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أنه أجرى عدة اتصالات مع القيادات اللبنانية التي أبدت استعدادها للتعاون مع اللجنة الوزارية التي ستزور بيروت، مشيرا إلى أنه تجرى حاليا مشاورات مع اللجنة الوزارية العربية قبل سفرها.

وأعرب الامين العام عن أمله في الوصول إلى التهدئة ومن ثم الترتيب للحوار والخروج بنتائج عملية تؤدي الى تنفيذ المبادرة العربية ببنودها الثلاثة. ونفى وجود شروط مسبقة تفرضها الموالاة على الحوار مع حزب الله، وقال: «لا توجد شروط مسبقة للحوار بين القيادات اللبنانية».

وكان مجلس الجامعة العربية قد قرر في اجتماعه الطارئ الذي عقده في القاهرة أول من أمس، تشكيل لجنة وزارية برئاسة قطر والأمين العام للجامعة العربية، وعضوية كل من الجزائر وجيبوتي وسلطنة عمان والأردن والإمارات والمغرب واليمن والبحرين، للعمل على الإحاطة بالأزمة اللبنانية والالتقاء بالقيادات اللبنانية للوصول إلى حل.

وأشار موسى إلى أنه أجرى اتصالات مكثفة مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وأبلغه بنتائج الجهود التي تبذلها الجامعة العربية لاحتواء التوتر المسلح في لبنان، موضحا أنه تلقى كذلك اتصالات من كل من وزراء خارجية فرنسا واسبانيا وايطاليا حول سبل انهاء الازمة اللبنانية بدون تصعيد.

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية قد التقى صباح أمس وزير الخارجية اللبناني طارق متري قبل مغادرته القاهرة حيث استعرضا الخطوات المقبلة وكيفية الخروج من الازمة في لبنان.

واصدرت «المعارضة الوطنية اللبنانية» بيانا رحبت فيه بـ«زيارة اللجنة العربية الوزارية التي كلفها مجلس الجامعة المجيء الى لبنان للاطلاع عن كثب على حقيقة ما جرى والمساعدة على تسوية الازمة السياسية واطلاق الحوار الوطني حول ما تبقى من بنود في مبادرة الجامعة العربية، اي تشكيل حكومة وحدة وطنية والاتفاق على قانون الانتخابات». واكدت «التزامها ما اعلنته حول الغاء المظاهر المسلحة ودعمها الجيش اللبناني ودوره في ضبط الامن وحماية السلم الاهلي».

وبدت لافتة امس الحركة النشطة التي قامت بها القائمة بأعمال السفارة الاميركية في بيروت ميشيل سيسون التي زارت بري والسنيورة والحريري ووزير الاشغال العامة محمد الصفدي. وأفادت مصادر الرئيس بري انه اكد امام سيسون «ان المعارضة لن تتراجع قبل تراجع الحكومة اللاشرعية عن قراريها واعلان قوى 14 اذار موافقتها على الحوار والاتفاق على سلة التسوية السياسية الكاملة».

ورأى رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون «ان المشكلة الحقيقية في السرايا (مقر الحكومة) لا في طريق المطار». وقال: «المطلوب إعادة تكوين السلطة ككل. فالبلد لا يتحمل بقاء (رئيس مجلس الوزراء) فؤاد السنيورة». ورحب باللجنة العربية، قائلا: «لتطلع على أسباب الأزمة الحقيقية، خصوصا أن المعارضة لم تكن ممثلة خلال اجتماع الوزراء الخارجية العرب. ونتمنى أن تكون الحكومة استقالت قبل وصولها حتى نتمكن من التوصل إلى حل حقيقي. فإن المبادرات العربية لا تحل المشكلة، فهي كالاسبرين بينما المطلوب أنتيبيوتيك».

من جهة اخرى، اعتبر عون ان «الأحداث لم تتطور في المناطق المسيحية بسبب ورقة التفاهم» مع حزب الله، مؤكداً ان «لا خطر على المناطق المسيحية». وقال: «وردتنا أخبار من زحلة وجبيل والضاحية الجنوبية أن حزب الله يريد توسيع العمليات في اتجاه المناطق المسيحية، وهنالك ترابط بين هذه المناطق، إنما من قال هذه الأمور يريد خلق الفتنة في المنطقة لإحداث توتر. والبعض أوعز الى بعض العائلات للهروب من الأشرفية. ولكن أؤكد أن الخطر على المنطقة غير موجود. والتفاهم بيننا وبين حزب الله سيدوم إلى أبد الآبدين». وقال: «المسيحيون اليوم ليسوا فريقا. وإذا تعرض لهم أحد تكون جريمة منظمة ضدهم. نحن نتكلم عن أمكنة الوجود المسيحي الفاعل. ولم نتبلغ بعد أن أحدا يريد الاعتداء عليها».

من جهته، اعتبر وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون «ان بيروت تعيش اليوم لحظة سوداء في تاريخها بعد اغتصابها على ايدي مقاتلي حزب الله، وبعدما زج سلاح المقاومة الذي احتضنته الحكومة وبيروت واحتضنه الشعب اللبناني في شوارعها عبر انقلاب اسقط صورة ورمزية وأوسمة حزب الله». وشدد على «ان المطلوب اليوم قبل الغد، وقبل فوات الأوان، انسحاب المقاتلين من شوارع بيروت ومن الجبل، واطلاق حرية الاهالي وحرية الخيارات، وفك الحصار عن المؤسسات الشرعية بما فيها المطار والمرفأ، وايضا تسليم الجيش والقوى الامنية الأخرى مهمة الحفاظ على الامن في بيروت والجبل وكل لبنان والغاء المظاهر المسلحة لأي طرف».