الجميل يشترط للعودة إلى طاولة الحوار تعهداً من نصر الله بألا يستعمل السلاح مجدداً في الداخل

دعا إلى إبعاد الفتنة عن المناطق المسيحية

TT

اعتبر رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس السابق للجمهورية امين الجميل، ان ما حصل في الايام القليلة الماضية ليس بسبب شبكة الاتصالات لـ«حزب الله» بل هو «انقلاب على الدستور. وهدفه قلب المعادلة اللبنانية وقلب النظام اللبناني بقوة السلاح». واعلن، في مؤتمر صحافي عقده امس، انه يصر على «ان ينعقد الحوار في اسرع وقت ممكن، اذ ليس لنا سوى الحوار في النهاية» مشترطاً «الحصول قبل اي حوار على تعهد من (الامين العام لحزب الله) السيد حسن نصر الله شخصياً، بألا يستعمل السلاح في الصراع السياسي في لبنان». ودعا الكتائبيين الى مد اليد الى كل الافرقاء في المناطق المسيحية «لتفادي المحنة وتحصين مناطقهم التي لم تصلها الفتنة بعد».

وأكد الجميل تضامنه الكامل مع «كل القيادات التي ما زالت صامدة وما زالت تناضل على رغم الظروف الصعبة. وهي في موقع الاقامة الجبرية وهي صامدة رغم كل التهديدات». وقال: «لا بد من توجيه كلمة تقدير ومحبة إلى النائب سعد الحريري والى وليد بك جنبلاط والى الرئيس فؤاد السنيورة لصمودهم وتحملهم المسؤوليات في اصعب الظروف مع كل معاونيهم والقيادات المتضامنة معهم. ونؤكد لكل أهلنا في الجبل والمتن الأعلى ومنطقة الشوف وعاليه ومنطقة بيروت والجنوب والشمال تضامننا الكامل معهم. نحن نشعر بمعاناتهم لأننا مررنا في نفس المحنة. هناك اناس اليوم من دون طعام. هناك أطفال يبيتون في الملاجئ ويعيشون ظروفا غير طبيعية. نحن نعرف المعاناة التي يمرون بها ونتألم معهم، لكننا نطمئنهم الى ان التضحيات التي يبذلونها والعذاب الذي يمرون به لا بد ان تثمر وينتصر الحق ويعود لبنان أفضل مما كان».

واعتبر «ان ما نعيشه اليوم بصراحة هو انقلاب حقيقي على الدستور وعلى الميثاق وعلى كل التقاليد اللبنانية... حاولوا الانقلاب من خلال العمل السياسي والشروط التعجيزية فلم يفلحوا، فلجأوا الى الانقلاب بقوة السلاح. وهذه جريمة كبرى لا تغتفر. يستعملون السلاح لتركيع الشعب اللبناني وكأنهم لا يعرفونه، الشعب اللبناني لا يركع».

وقال: «نحن نسأل السيد حسن نصر الله: هل هذا هو الوعد الصادق الذي وعد به الشعب اللبناني عندما قال انه لا يستعمل السلاح في الداخل ولا يستعمل السلاح للنيل من صفوف الشعب اللبناني واستقراره؟ هل هذا هو الوعد الصادق؟ نحن نريد إجابة عن هذا السؤال. ولا أعتقد أن المؤسسات الخيرية من المقاصد وغيرها من المؤسسات التابعة لدار الفتوى التي تم التعدي عليها تابعة لإسرائيل أو للعدو الاسرائيلي. ولا أعتقد ان وسائل الاعلام التي اعتدي عليها هي عدو اسرائيلي وتآمرت على لبنان وعلى القضية العربية. وأشجب التعدي على بعض المؤسسات الدبلوماسية فضلا عن التعدي على المطار وكل المرافق العامة الأخرى. وأرى في ذلك قصاصا للشعب اللبناني وليس قصاصا لحكومة السنيورة أو لفريق 14 آذار».

وأكد الجميل: «ان الانتصار الفخ، الانتصار من دون أفق لن يغير في المعادلة اللبنانية. لا يفكرن احد في أنه يمكن ان يوظف الانتصار الوهمي في المعادلة السياسية اللبنانية، فللبنان تقاليد وتركيبة وديموغرافية متنوعة ستكون التحدي الأكبر لهذا المنحى من الأزمة اللبنانية. لا يفكرن احد في انه يمكن أن يوظف هذا الانتصار الوهمي للنيل من انجازات ايا يكن نوعها. ونؤكد أن اقتناعنا لن يتغير. ولن يتمكن احد ان يأتي بمدفعه او مسدسه الى طاولة الحوار. لا يبقى لنا سوى الحوار في النهاية. ونصر على ان ينعقد في اسرع وقت ممكن. وتم اتصال اليوم (امس) بيني وبين الرئيس نبيه بري للتداول في الأزمة الراهنة. نحن نصر مسبقا قبل اي حوار على الحصول على تعهد من السيد حسن نصر الله شخصيا، تعهد امام الرأي العام اللبناني والعربي، الإسلامي والمسيحي، وامام كل الدول ومنها ايران وسورية والسعودية وغيرها. تعهد مضمون بألا يستعمل السلاح في الصراع السياسي في لبنان. هذا هو الشرط الاساسي اذا اردنا الجلوس الى طاولة الحوار. تعهد مضمون بعدم استعمال السلاح مجددا على الساحة اللبنانية من أجل التغيير في المعادلات والتوازنات... نريد وعدا يقول: لا لجوء الى السلاح بعد اليوم. وأي حوار بمعزل عن هذا الالتزام هو حوار عقيم لا يوصل الى نتيجة». وتابع: «الحوار الذي نريده هو حوار من دون محظورات، فلم يعد هناك من موضوع محظور علينا، لا موضوع السلاح، ولا اي موضوع آخر. نحن لدينا مقدسات واحدة هي لبنان ومصلحته وكرامة الشعب اللبناني».

وتوجه الجميل بنداء الى «كل المسيحيين، وخصوصا في المناطق التي لم تصلها الفتنة بعد، لأطلب منهم واطلب اولا من رفاقنا الكتائبيين المسؤولين عن الأقسام والأقاليم والمسؤولين في القرى، ان يمدوا ايديهم فورا الى كل الافرقاء، لاسيما الى القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والى الفاعليات المؤثرة، وان يجتمعوا ويحددوا خطة عمل محلية لتفادي المحنة وتحصين مناطقهم أمام هذا المخطط الرهيب الذي سينال في النهاية من كرامة وحضور كل منهم. وهذا يفترض وقفة ضمير، وقفة وجدان في كل المناطق المسيحية من اجل تلافي الوقوع في الفتنة وعدم الافساح في المجال امام هذا المخطط الجهنمي للنيل من أمنهم واستقرارهم ووحدتهم ومستقبل وطنهم».