السنيورة: لم أتوقع يوما انقلاب سلاح المقاومة على من حضنوا عائلات المقاومين في بيروت

جعجع: «حزب الله» لن يأخذ منا أي مكاسب سياسية

TT

يشدد رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في احاديثه واتصالاته على اولويات تتمحور حول ضرورة الحفاظ على السلم الاهلي واعتماد الديمقراطية والحوار لحل الازمة الراهنة وتسليم الجيش اللبناني مسؤولية الامن في البلاد وليس اي قوة ميليشيوية أخرى.

وكعادته يتسلح السنيورة في هذه المرحلة بالثبات ووضوح الرؤية حيال ما يشهده لبنان عموما وعاصمته بيروت تحديدا بعد استباحة مسلحي «حزب الله» وحلفائه المناطق السكنية الآمنة. ويؤكد انه لم يكن يتوقع ولو للحظة ان ينقلب سلاح المقاومة ضد أهالي بيروت الذين حضنوا عائلات المقاومين في حرب يوليو (تموز) 2006. كما يشدد على ضرورة فرض الأمن على الجميع وفي كل المناطق وردع المسلحين وإخراجهم من الشوارع وإزالة الاعتصام وعودة الحياة الطبيعية إلى العاصمة وسائر مناطق لبنان بما يدرأ الفتنة. ويقول: «انا كمواطن لبناني لا أسمح لنفسي بحمل سلاح امام منزلي في صيدا بمواجهة شريكي في الوطن، مهما تكن الاسباب. ولا أفهم كيف يسمح المسلحون لأنفسهم بارتكاب ما ارتكبوه في حق المواطنين والوطن». وفي حين ينتظر ما سيسفر عن اللجنة الوزارية العربية من جهود للمساعدة في حل الازمة اللبنانية، يحرص السنيورة على متابعة الشؤون المعيشية مع الوزراء المعنيين. فقد أعطى توجيهاته لمنع حصول أزمات قد يتم افتعالها على حساب المواطن، ما يزيد من معاناته في هذه الظروف المأسوية. وفي حين نفت مصادر السرايا الحكومية ما تردد عن انعقاد مجلس الوزراء قبل وصول اللجنة الوزارية العربية، تكثفت اللقاءات الوزارية لبحث المستجدات ومتابعة التطورات التي تشهدها الساحة اللبنانية أمنيا وسياسيا.

وكان السنيورة تلقى اتصالا هاتفيا من الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى واطلع منه على نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد اول من أمس في القاهرة. وكان موسى قد أعلن أنه يصر مع اللجنة الوزارية العربية على استخدام مطار رفيق الحريري الدولي للقدوم الى بيروت وسلوك طريق المطار بعد فتحها.

واستقبل السنيورة رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي نفى لـ«الشرق الاوسط» ما يشاع عن احتمال نقل سيناريو ما حدث في الجبل الى المناطق الشرقية من بيروت والمتن وكسروان. وصرّح عقب زيارته رئيس الحكومة، يرافقه وزير السياحة جو سركيس، ان قوى «14 آذار» مستمرة في مواقفها ولن يحصل «حزب الله» على مكاسب سياسية ولا استقالة للحكومة وان «لا بحث حالياً في موضوع القرارين الحكوميين الا بعد عودة الوضع الى ما كان عليه. والوفد الوزاري العربي لن يهبط الا في مطار بيروت». وأوضح أنه «خلافا لكل ما يشاع فإن الرئيس السنيورة مصمم أكثر من أي وقت مضى على تحمل مسؤولياته كاملة، وذلك بسبب تصرفات بعض الفرقاء في لبنان». واعتبر جعجع ان «حزب الله اقتبس من اسرائيل العادات السيئة. وهم يخطئون اذا فكروا اننا سنغير قيد انملة من مشروعنا السياسي وأفكارنا. وكل ما فعلوه لن ينفعهم، بل يضرهم. ونحن مستمرون ولن يأخذ الحزب أي مكاسب سياسية منا». وشدد على ان «لا استقالة للحكومة ولا عودة عن القرارات ولا بحث حاليا الا في عودة الوضع الى ما كان عليه». ونفى ان يكون قد تم بحث طلب قوات عربية لحفظ السلام في لبنان. وأشار الى ان «الصورة الكاملة عن اجتماع وزراء الخارجية العرب لم تصلنا. والأجواء لا تزال ضبابية».

كذلك استقبل السنيورة وفدا من مجلس امناء جمعية المقاصد الاسلامية برئاسة أمين محمد الداعوق الذي قال: «لقد طمأننا رئيس الوزراء الى ان الاتصالات التي يجريها مع جميع الافرقاء قد تثمر ايجابا، وقد ينتج شيء عن الاخوان العرب يعيد لبنان الى الطمأنينة». وأضاف: «ان الجمعية وأهالي بيروت وجميع المناطق اللبنانية تشجب شجبا كبيرا هذا الاقتتال في الشوارع الذي اوقف المؤسسات الرعائية والصحية والتربوية والذي سيحدث في عقول الاجيال وقلوبهم شرخا وطنيا كبيرا».