تجدد الاقتتال في طرابلس وفاعليات المدينة توقع وثيقة لـ«تجنب الاسوأ»

اشتباكات بالقذائف الصاروخية والمدفعية

TT

تأرجح الوضع الامني في طرابلس (شمال لبنان) بين الهدوء الحذر والتصعيد الميداني. فبعد ليل قلق امضاه المواطنون وبعد هدوء نسبي ساد فترة ما قبل الظهر امس انفجر الموقف ظهراً ووقعت اشتباكات بين منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية ومنطقة التبانة ذات الغالبية السنية. واستخدم الطرفان الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والمدفعية. وقد تضاربت المعلومات حول الجهة التي بادرت الى اطلاق النار على رغم انتشار وحدات الجيش على خطوط التماس بين المحلتين.

وذكرت مصادر مسؤولة في محلة جبل محسن انه اثناء تشييع أحد الاشخاص بدأ اطلاق القذائف الصاروخية والرشقات الرشاشة باتجاه المنطقة الامر الذي استدعى الرد على مصادر النار لإسكاتها. وفي المقابل ذكرت مصادر حزبية في محلة التبانة حيث ينتشر انصار «تيار المستقبل» ان اطلاق النار بدأ باتجاه الفريق الآخر عندما لوحظت تحركات عسكرية قرب خطوط التماس مترافقة مع اخبار عن امكانية شن هجوم مفاجئ على التبانة. وقد تضاربت المعلومات ايضاً حول عدد الاصابات لدى الفريقين. كذلك استمر التوتر والحذر في قضاء عكار مع تشييع عدد من الضحايا الذين سقطوا منذ ثلاثة ايام في اشتباك بين عناصر الحزب السوري القومي الاجتماعي وأنصار «تيار المستقبل» في بلدة حلبا وسط تخوف من حصول مواجهات في مناطق اخرى من هذا القضاء.

وفي اطار المساعي لتهدئة الوضع، عقد امس رجال الدين والعلماء اجتماعاً في دار الفتوى في طرابلس برئاسة المفتي مالك الشعار للاطلاع من لجنة المساعي الحميدة على ما حققته في جولتها على قيادات المدينة للتوقيع على وثيقة تهدف الى «تجنيب طرابلس والشمال الاسوأ». وقد وقع على الوثيقة كل من رئيسي الحكومة السابقين عمر كرامي ونجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي ونواب المدينة و«الجماعة الاسلامية» والنائب السابق فتحي يكن ومسؤول «تيار المستقبل» في طرابلس عبد الغني كبارة (شقيق النائب محمد كبارة).

الى ذلك، عرض النائب مصباح الاحدب (قوى «14 اذار») المستجدات الامنية والسياسية في مؤتمر صحافي عقده امس في منزله في طرابلس. وقال: «ان الاحداث التي مرت علينا في الايام القليلة الماضية هي الاخطر منذ الحرب اللبنانية. وهي احداث تؤثر في الصيغة اللبنانية. لقد قاموا بغزو واحتلال بيروت ونكلوا بأهلها. ومن ثم تحولوا الى الجبل وفتحوا معارك كبيرة. وكأن هناك تحصينات يجب ان يستولوا عليها على طريقة ما قاله البعض ليسحبوا الخنجر من ظهرهم. هذا كلام غريب ولم نكن نصدق يوما انهم على اقتناع بان الشريحة الاخرى في البلد هي اسرائيلية وتعامل كعدو».

واضاف: «لقد تحولت الاوضاع الى جرح عميق لدى كل من يؤمن بالتعايش والتواصل مع بقية الاطراف. لقد مزق حزب الله اتفاق الطائف، لكننا متمسكون بهذا الاتفاق الذي اصبح دستور البلد. ان حزب الله يحاول ان يخضع الناس بالقوة. والسؤال هو: هل المطلوب منا اليوم ان نقبل بان تفرض علينا تركيبة جديدة بقوة السلاح؟ طبعا هذا امر لن نقبل به ولن نساوم عليه مهما كانت الضغوطات».