قاعدة سودانية: الانقلابات المسنودة من الخارج دائما فاشلة

تنجح الانقلابات المنطلقة داخليا.. وعندما تكون موجهة ضد حكومات ديمقراطية

TT

يعتبر السودان من اكثر الدول الافريقية الموبوءة بالانقلابات العسكرية، فيما يسجل المحللون العسكريون أن كل الانقلابات العسكرية ضد النظم الديمقراطية نجحت وتسلم منظموها مقاليد الحكم في البلاد، ولم ينجح اي انقلاب عسكري ضد نظام عسكري، كما فشلت كل الانقلابات التي وجدت الدعم والسند من دول أو جهات خارجية. ويشيرون في هذا الخصوص الى محاولة الانقلاب العسكري على نظام الرئيس الاسبق جعفر نميري في عام 1976 التي نظمها تجمع المعارضة المنطلق من ليبيا، وبدعم كبير من طرابلس وفشلت على عتبات الخرطوم بعد يومين من المعارك الضارية. ومن أسباب الفشل، طبقا للمحللين العسكريين، ان القوات التي أتت من الخارج بقيادة العميد محمد نور سعد لاحتلال العاصمة لا تعرف شيئا عن معالم العاصمة، فضلا عن انها لم تجد السند المطلوب من عناصر في الداخل كان من المتفق ان تقوم بذلك الدور لحظة وصول القوات الى الخرطوم. كما ان المسافات التي قطعتها تلك القوات من ليبيا الى السودان عبر الصحراء الكبرى جعلتها غير قادرة على القتال بفاعلية لدى وصولها، وجعلتها تعاني من النقص في الدعم اللوجستي.

وشهد السودان عددا كبيرا من الانقلابات، نجح منها اثنان فقط هما انقلاب مايو 1969 الذي قاده نميري ضد حكومة الصادق المهدي المنتخبة، وانقلاب الإنقاذ الوطني الذي قاده عمر البشير ضد حكومة الصادق المهدي الثانية المنتخبة، عام 1989. وفشلت كل المحاولات الأخرى. وتسلم الفريق ابراهيم عبود مقاليد السلطة في البلاد بعد ان سلمها له المدنيون طواعية في خمسينيات القرن الماضي. ونجح الرائد هاشم العطا في الانقلاب على نميري عام 1972، ولكنه لم يبق في السلطة غير 3 أيام، ليعود نميري الى السلطة. وهي الحركة التي كان يساندها الشيوعيون، وانتهت بإعدام قادتهم البارزين. ومن الامثلة التي يقدمها المراقبون لعدم جدوى الانقلابات العسكرية المعدومة والمسنودة من الخارج، فشل المحاولات التي تمت من قبل تجمع المعارضة بدعم من دولة اريتريا في النصف الاول من التسعينات من القرن الماضي للاطاحة بحكم الرئيس عمر البشير عبر «الانتفاضة المسلحة» التي تتحرك من شرق السودان لتحتل العاصمة الخرطوم. ويعقد المراقبون مقارنة بين أحداث يوليو(تموز) 1976، وأحداث أم درمان، السبت الماضي، بأن كلا من تجمع المعارضة، الذي قاد المحاولة الاولى، والعدل والمساواة التي فجرت الاخيرة، يسعيان الى الاستيلاء على السلطة من خلال قوى مسلحة تحركت ضد أنظمة جاءت في الأساس بانقلابات عسكرية، الى جانب التأثير الإقليمي الكبير على العمليتين، كما أن ليبيا وفرت للأولى قدراً غير قليل من الدعم والمساندة.