الحريري يطل على جمهوره مؤكدا «صموده» في بيروت: الفتنة وقعت.. وما يحصل سيجرنا إلى الحرب الأهلية

« لن يأخذوا توقيعنا على إعادة الوصاية السورية ولو قتلونا»

انصار تيار المستقبل يحتفلون في الشوارع بعد إ لقاء سعد الحريري مؤتمرا صحافيا في بيروت أمس (أ.ب)
TT

شبّه رئيس كتلة المستقبل النيابية، سعد الحريري، ما حصل في بيروت الأسبوع الماضي بأنه «اغتيال جديد» لوالده الرئيس الراحل رفيق الحريري، معلنا أن فريق الأكثرية «لن يقدم أية تنازلات تسمح بعودة النظام السوري الى لبنان». وقال «يستطيعون أن يجتاحوا المنطق والتهديد بالشر المستطير ويقتلونا، لكنهم لن يتمكنوا من الحصول على توقيعنا على صك الاستسلام للنظامين السوري والايراني وتسليم قرار لبنان لهما». وفي أول إطلالة إعلامية له بعد الأحداث التي شهدتها الساحة اللبنانية اتهم الحريري المعارضة بأنها «أرادت قلب المعادلات لعودة النظام السوري»، وقال «وبعد تعطيل المجلس النيابي والسلطة التنفيذية ورئاسة الجمهورية أطلقوا الفتنة الكبرى عبر تعطيل الجيش اللبناني». وقال «كنا ننتظر حربا مفتوحة على إسرائيل فإذا بهذه الحرب تكون على بيروت، فهل بيروت هي من اغتال عماد مغنية؟ في أيار(مايو) 2008 تم تنظيم انقلاب على الشرعية يهدف الى عودة هيمنة النظامين السوري والايراني على لبنان بقوة السلاح».

واعتبر أن الهجوم لم يكن ليحصل دون تغطية إسرائيلية «فكيف يمكن لآلاف المقاتلين أن ينتقلوا من الجنوب الى بيروت والجبل؟»، لافتا الى ان ما حصل قد يكون اول ملامح التقارب الاسرائيلي ـ السوري. وأكد أن المسألة لا تتعلق بسلاح حزب الله فقط، بل بكل السلاح الموجود، وان حزب الله غطى سلاح المجموعات المخابراتية السورية، مشددا على أن أول بند على اي طاولة للحوار يجب أن يكون امن بيروت والجبل والشمال وكل المناطق اللبنانية، «فما معنى الحوار والسلاح موجه الى صدر اللبنانيين».

وكرر الحريري موقف فريق الأكثرية الذي ينطلق من وضع قراري الحكومة في عهدة قيادة الجيش، وقال «نحن سننفذ ما ورد في بيان الجيش في هذا الإطار، ونكلف وحدات الجيش اللبناني لتوقيف المخالفين وبسط سلطة الدولة». ورأى ان موضوع القرارين «حجة أقبح من ذنب ولا يجب ان نحملهما موضوع الفتنة»، وقال «اليوم وقعت فتنة سنية ـ شيعية، ونحن اليوم أمام سؤالين كبيرين: إلى أين؟ فقد احتلوا بيروت، ولكن ماذا حققوا؟ الفتنة وقعت، وكرامات الناس مست، ونفوس الناس احتقنت». ونبه الجميع من أن الذي حدث في هذه الأيام الأخيرة «سيجرنا إلى حرب أهلية، فإذا استمر الوضع على هذا الشكل فسيتم الفلتان وسيكونون هم المسؤولين عن ذلك»، وكرر اتهامه النظام السوري بـ«قتل رفيق الحريري»، مشددا على انه لن يغادر «بيروت وأهلها»، وقال:«أعتقد أن الأمر أكبر بكثير من أن يقرر له حزب الله بل النظامان الإيراني والسوري. لا شيء بالنسبة لنا قد تغير، فالذي حصل سبب مشكلة كبيرة وقد قلنا سابقا إننا ضد استعمال السلاح في لبنان، والذي حصل هو دعوة للاستفاقة قبل حصول حرب أهلية، وفي نهاية المطاف إنه صراع داخلي، وسورية وإيران تزودان حزب الله بالسلاح، فعندما توجه إلى صدور اللبنانيين عندها فإنها قد تكون حربا اهلية ونحن نرفضها، وقد نتراجع عن قراراتنا لحماية لبنان».

وأشار الحريري الى ان الجيش لم يحم المواطنين بل ان المواطنين هم من حافظ على وحدة الجيش اللبناني، لافتا في الوقت نفسه الى أن العماد ميشال سليمان سيبقى المرشح التوافقي مهما حاولوا «حرقه».