داعي الإسلام الشهال: إذا خربوها سنخربها وسنقاتل بشراسة.. النائب السابق ضاهر: بدأنا بتشكيل تكتل عسكري يواجه حزب الله

50 من صقور التيارات الإسلامية يجتمعون لتحضير رد على «حزب الله»

TT

كشف النائب اللبناني السابق خالد ضاهر ان الحركات الإسلامية السنية في شمال لبنان بدأت بتشكيل تكتل سياسي وعسكري بمقدوره أن يواجه ما قام به حزب الله في بيروت ومناطق لبنانية أخرى. وفي اتصال لنا معه قال ضاهر «لقد عقدنا لقاءً اليوم (أمس) بعيداً عن وسائل الإعلام، ضم ما لا يقل عن 50 شخصية من صقور القيادات الإسلامية للقيام بعمل في مواجهة انقلاب ما يسمى ميليشيا حزب الله، واتفقنا على حملة تصعيدية ومبرمجة لرفض ما ارتكب من اعتداء بحق السنة ومفتي الجمهورية والوزراء والنواب خصوصاً النائب سعد الحريري». وعندما نقول لضاهر ان ثمة من يعتبر انكم تدّعون ما لا يوجد لكم على الأرض من قوة، يجيب: «الأيام ستثبت لهم ما عندنا من قوة قادرة على إعادة التوازن إلى لبنان. نحن لسنا بديلاً عن الجيش ولكننا عامل مساعد ليكون السلاح للدولة. سلاحنا سلاح مقاوم أيضاً وعندما يتم سحب السلاح الذي يقاوم إسرائيل نسلم أسلحتنا معهم». وعن نوعية السلاح الذي تمتلكه هذه الجماعات ومن يمدها به قال «سيكون عندنا السلاح الكافي لمكافحة هؤلاء الأشرار الذين استباحوا بيروت، وكل الناس تمدنا بالسلاح، هذا غير ما نمتلكه من مخزون كبير من الإيمان والعقيدة».

ورغم ان ضاهر يؤكد ان اجتماع التيارات الإسلامية أمس ضم ممثلين عن كل الجهات، بما فيها التيار السلفي وأن التنسيق بينها كامل، إلا ان مؤسس التيار السلفي في لبنان، داعي الإسلام الشهال الذي دعا إلى «النفير العام» بين شباب أهل السنة، في بيان له، بدا أقل حدة من الضاهر وهو يتكلم في مكتبه في منطقة ابي سمراء في طرابلس أمس. وقال الشهال: «نحن دعونا إلى تعبئة في كل المناطق اللبنانية نفسية ولوجستية، فإذا استمرت الأزمة وهدر الكرامات ومحاولة الهيمنة والسيطرة، فمن حقنا الدفاع عن النفس. لقد بدأت مجموعات تتكتل، كل في منطقته، لتكون في النهاية مجموعة دفاعية واحدة تلتزم بالضوابط الشرعية والأخلاقية».

ورفض الشهال ان تكون الرغبة هي في تشكيل ميليشيا على طريقة حزب الله «إلا إذا دعت الضرورة إلى ذلك»، مضيفاً «إذا هدأوا نهدأ، وإذا خربوها نخربها، نحطم كل الحواجز، ولا خطوط حمر حينها أمامنا، وسندافع بشراسة في كل مجال. فنحن إذ ندعو إلى النفير العام فمعنى ذلك أن هناك نذير خطر وشؤم». وإذ يعتبر النائب السابق خالد الضاهر والناطق الرسمي باسم اللقاء الإسلامي حالياً «أن هناك غضبة عارمة في ساحتنا ولن يمر ما حصل من قبل حزب الله مطلقاً إلا باعتذار علني وسحب للمسلحين، وتقديم عمل يوازي في طبيعته ما اقدم عليه الحزب»، رافضا رفضاً قاطعاً مبدأ الحوار مع المعارضة قبل ان تتحقق هذه الشروط، فإن للتيار السلفي على ما يبدو ليونة مختلفة. ويقول مؤسس التيار داعي الإسلام الشهال الذي لا يعتبر نفسه من 14 آذار وإنما هو قريب منهم: «لا مشكلة عندنا في الحوار، والناحية السياسية لا تعنينا. نحن مجالنا وتخصصنا رفع الهيمنة عن الطائفة والبلد حين تفلت الأمور، أما حين تكون على الطاولة لا تعود الأمور من اختصاصنا». لذلك فإن الشهال يعتقد ان الوضع سيميل إلى الهدوء لو استقالت الحكومة أو عادت عن القرارين، اللذين اتخذتهما بشأن نقل العميد شقير من مطار بيروت وشبكة الاتصالات السلكية لحزب الله. «عندها يمكن للقوى الظالمة التي استغلت هذين القرارين أن ترتدع، لأنها ستشعر بالحرج بعدما اتضح أمرها وانكشف». ويضيف الشهال: «هؤلاء استغلوا سلاح المقاومة مادياً ومعنوياً للهيمنة على البلد والطائفة السنية. هذا مشروع سلطوي ومذهبي، إنهم يلغون الطوائف ويضعون أزلاماً لهم لتمثيلها. هذه مسألة باتت معالمها واضحة، إنها محاولة لكسر شوكة الدولة».

وإذ يبدو أن ثمة تبايناً بين التيارات الإسلامية في مدى التنازلات التي يمكن ان تقدم لحلحلة الوضع، إلا ان أي توتر على الأرض قد لا يترك مجالاً للاجتهاد أو الخلاف، فضاهر والشهال، باعتبارهما ممثلين لطرفين إسلاميين، يعتبران ان التيارات الإسلامية تتهيئ للدفاع عن النفس أولاً واخيراً وليس للهجوم على أحد. ويتفق الطرفان ايضاً على أن هذه المواجهة هي ضد سورية وإيران وإسرائيل معاً، وان من يعتدي الآن هم أصحاب المشروع الإيراني السوري الذي يحاول إعادة السيطرة السورية على البلد. وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي يقول الشيخ الشهال: «سيكون التنسيق بين القوى المختلفة طبيعياً من أجل الحفاظ على البلد والطائفة. هذه الطائفة التي كانت مسحوقة في عهد النظام السوري اللبناني الأمني السابق، وهادئة رغم انفها، الآن تتحرك للدفاع عن نفسها، فإن كان استقرار فلا حاجة لعمل عسكري، لكن على النفوس ان تبقى جاهزة للمتغيرات، لذلك دعوت للتعبئة النفسية مع التعبئة اللوجستية، وهذا طبيعي، فلبنان بلد متغير، ويجب ان نتحسب لذلك».

وإذ يبدو ان التيارات الإسلامية تتحرك بشكل اساسي في طرابلس ومناطق الشمال المعقل الأساسي لهذه الحركات، فإن ثمة تأكيداً من قبل الضاهر ان «التعبئة السنية تشمل لبنان كله، وليست حكراً على منطقة دون أخرى». أما لماذا هذا الاستنفار الشمالي وفي طرابلس بشكل خاص، فيما المدينة سنية بامتياز، يأتيك الجواب ان هناك جبل محسن (ذا الصبغة العلوية) وأن المناوشات بدأت، وهؤلاء جزء من 8 آذار الذي يرأسه حزب الله ـ بحسب الشهال ـ والجبل لا يزال بؤرة توتر ويمكن ان يشكل ازمة في طرابلس، فهم يرمون القنابل والصواريخ على الآمنين في منطقة التبانة ذات الغالبية السنية، بسبب موقعهم المشرف عليها». «نحن مع التهدئة ولكن لا لإذلال السنة» عبارة تسمعها تكراراً، مشوبة بغضب وغليان محتقن، لا تعرف كيف سيتم التنفيس عنه. لكن ما هو أكيد ان استمرار الوضع على ما هو عليه سينفجر حتماً في أكثر من مكان، خاصة وان هذه القوى الإسلامية الشمالية ذاقت مراً أيام الوجود السوري في لبنان، وترى في تحرك «حزب الله» عودة لتاريخ ظنوه قد ولى وإلى الأبد.