إجلاء الرعايا العرب من لبنان يتواصل ودول غربية تنصح مواطنيها بعدم زيارته

السفير السعودي غادر بيروت والكويت خفضت عدد دبلوماسييها

TT

في ظل ما يشهده لبنان من اضطرابات امنية، واصلت امس سفارات عربية عدة اجلاء رعاياها. فيما اكتفت ابرز السفارات الغربية بتوجيه «تحذيرات» و«نصائح» الى مواطنيها في لبنان عبر مواقعها الالكترونية الرسمية. ومن ابرز هذه السفارات الكندية والبريطانية والفرنسية التي نصحت مواطنيها بعدم التوجه الى لبنان بسبب «ما تشهده البلاد من اوضاع امنية مضطربة». وكان سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان عبد العزيز خوجه اعلن انه غادر بيروت «بطلب من المسؤولين في المملكة للتشاور في ما آل اليه الوضع في لبنان، وما ينبغي القيام به من خطوات لبنانية وعربية لانتشال لبنان من أزمته واللبنانيين من محنتهم». واعتبر ان توجهه الى الرياض «للتشاور هو أمر طبيعي على غرار تشاور جميع السفراء مع حكوماتهم». وأوضح ان السفارة «لم تقفل أبوابها» وان طاقمها «يعمل على تقديم الخدمات» مشيرا الى ان «مغادرة قسم من الرعايا السعوديين لبنان أتى في سياق تلافي الأحداث التي دارت أسوة برعايا وجاليات الكثير من الدول». وافاد: «ان المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين تتابع الوضع المقلق في لبنان. وتسعى مع الجامعة العربية ووفدها الى بيروت الى استعجال الحل على قاعدة المبادرة المعروفة. وأتمنى على أهل السياسة في لبنان ان يدركوا خطورة الوضع وان يعملوا على اعادة الحياة الى وطنهم ونبذ العنف والتلاقي على الحل في أسرع وقت لانقاذ بلدهم».

وقال مسؤول الرعايا في السفارة السعودية عقاب المطيري لـ«الشرق الاوسط»: «نعمل منذ الخميس الفائت على اجلاء رعايانا خوفا على حياتهم وتجنبا لتعريضهم للخطر. وقد اجلينا حتى الآن ما بين 800 و850 شخصا من مقيمين وطلاب وزوار. وهناك اعداد لم تغادر بعد».

أما المستشار الاعلامي في السفارة الفرنسية ريمي بواليغ فشكا، في تصريح لـ«الشرق الاوسط»، من «الشائعات التي تم تداولها خلال الايام الاربعة الفائتة» في ما يتعلّق بعمل السفارة الفرنسية على اجلاء رعاياها. وقال: «نحن على اتصال مع مواطنينا في لبنان فواجبنا رعاية شؤونهم. يطلبون مساعدتنا ونحن نرشدهم الى المناطق الآمنة وننصحهم بالبقاء في مواقعهم إذا كانت تضمن سلامتهم. الامر يعتمد على الأماكن التي يتوزعون عليها. لقد نصحنا البعض مثلا بالخروج من احياء بيروت الغربية نحو مناطق آمنة. والبعض الآخر نصحناهم بالبقاء حيث هم». وقال مستشار سفارة دولة الكويت طارق الحمد لـ»الشرق الاوسط» ان سفارة بلاده «بدأت منذ الخميس الفائت اجلاء ما يقارب الـ250 الى 300 شخص يوميا بحافلاتها الخاصة ووسط مواكبة أمنية قام بها افراد السفارة، وذلك بسبب التوتر الذي يشهده لبنان ولان رعايانا منتشرون في كل المناطق اللبنانية». وأضاف: «الى جانب الرعايا الكويتيين ومن بينهم الطلاب عملنا على اجلاء جنسيات مختلفة. فهناك الكثير من اللبنانيين والآسيويين». وأشار الى ان «هذا الرقم يضاف اليه من رافقونا خلال عملية الاجلاء بسياراتهم الخاصة. وهؤلاء اعدادهم كبيرة». ولفت الى ان سفارة الكويت «خفضت عدد دبلوماسييها من القطاعات المختلفة وعددهم ثمانية. وهذا امر طبيعي حين تنخفض نسبة الاعمال بعد ترحيل الرعايا». كذلك، قال لـ«الشرق الاوسط» أحد المسؤولين في سفارة الامارات العربية المتحدة فيما كان يعمل على اجلاء الرعايا، ان «عملية الاجلاء قد استكملت في اليوم الرابع على التوالي. وقد أجلينا بين 60 و70 عائلة، اي ما يقارب نحو 200 فرد». وأضاف: «لقد واجهنا بعض المشكلات، خصوصا في ظل انتشار المسلّحين. ولكن بعدما كانوا يطلعون على جنسياتنا كانوا يتركوننا نمرّ بسلام. طبعا هذا أثار بعض الخوف لدى رعايانا. في اي حال، مر كل شيء بهدوء».

أما السفارة الاميركية فطلبت من رعاياها الاطلاع على موقعها الالكتروني الرسمي لمواكبة التطورات والحصول على احدث المعلومات. وأصدرت بيانا اشارت فيه الى انها تلقت «تقارير عدة حول معلومات غير دقيقة تنشر في وسائل الاعلام». وشددت على انها «المصدر الوحيد للمعلومات الرسمية بشأن الخدمات للرعايا الأميركيين وغيرها من الخدمات القنصلية في السفارة». وطلبت من «المواطنين الأميركيين زيارة موقع وزارة الخارجية الأميركية، حيث توجد معلومات حول التحذير العالمي وتحذيرات حول السفر الى لبنان وتنبيهات أخرى».

وفي هذا السياق، نصحت وزارة الخارجية الكندية مواطنيها عبر الموقع الالكتروني للسفارة الكندية في بيروت بـ«عدم السفر الى لبنان بسبب التوتر السياسي وهشاشة الوضع الامني». وطلبت من رعاياها ان يكونوا جاهزين لمغادرة لبنان و«إبقاء وثائق السفر صالحة». ولاحظت ان «الوضع الحالي يبقى هشا ويمكن ان يتدهور من دون سابق انذار».