حماس: رفض إسرائيل لمقترحات التهدئة المصرية يفرض على العرب رفع الحصار

باراك يلمح للخيار العسكري.. وقريع يقول إنه غير متفائل بالوصول لسلام نهاية العام

فلسطينيتان تقومان بإعداد وجبة شعبية اثناء احتفالات ذكرى النكبة وسط غزة أمس (إ.ب.أ)
TT

اعتبرت حركة حماس أن رفض إسرائيل لمقترحات التهدئة المصرية يجب أن يدفع مصر والعالم العربي لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني. وفي نفس الوقت، شكك احمد قريع، رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، بأن تنجح المفاوضات الجارية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بالتوصل إلى اتفاق سلام حتى نهاية العام الجاري. كما يأمل الرئيس الاميركي جورج بوش، قبل ان يغادر ولايته الحالية. وقال قريع أثناء لقاءه أقاليم فتح المنتخبة في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، «المفاوضات صعبة مع الجانب الإسرائيلي، وربما لن تفضي لاتفاق حتى نهاية العام».

وقال مشير المصري أمين سر كتلة حماس النيابية في المجلس التشريعي الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، إن حركته وبقية حركات المقاومة الفلسطينية لا يمكن ان توافق على الشروط التعجيزية التي طرحتها إسرائيل امس على مدير المخابرات المصرية، اللواء عمر سليمان، الذي نقل أول من امس لتل أبيب مقترحات التهدئة التي وافقت عليها جميع الفصائل الفلسطينية. وشدد المصري على رفض حركته الربط بين قضية الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط والتوصل للتهدئة. يذكر أن إسرائيل اشترطت موافقتها على المبادرة المصرية للتهدئة بتضمينها حلاً لمشكلة الجندي شاليط، والحصول على ضمانات من مصر بمنع السماح بتهريب السلاح والوسائل القتالية من مصر الى قطاع غزة، الى جانب التسليم بحق جيش الاحتلال في ممارسة عمليات الاعتقال والمداهمة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. واعتبر المصري أن إصرار الجانب الإسرائيلي على تضمين مبادرة التهدئة على حل لمشكلة شاليط تمثل «وصفة لإفشال الجهود المصرية». وشكك المصري في جدية النوايا الإسرائيلية بحل مشكلة شاليط قائلاً «لو كانت اسرائيل جادة فعلاً في حل مشكلة شاليط فكان عليها أن توافق على التوصل لصفقة تبادل أسرى يتم بموجبها اطلاق سراح الاسرى الذين تطالب حركات المقاومة الإفراج عنهم». واضاف أن هناك اجماعا فلسطينيا على عدم منح اسرائيل تهدئة مجانية بحال من الاحوال، مشدداً على أن التهدئة يجب أن تتزامن مع رفع كامل للحصار المفروض على قطاع غزة منذ منتصف يونيو (حزيران) من العام الماضي. وأوضح أنه في حال أصرَّت إسرائيل على رفض المبادرة المصرية، فإن كل الاحتمالات ستظل مفتوحة، مؤكداً أن فصائل المقاومة «ستجد السبل الكفيلة بالدفاع عن الشعب الفلسطيني، ومفاجأة اسرائيل من حيث لا تتوقع». الى ذلك، نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في عددها الصادر امس عن مصادر امنية اسرائيلية قولها إنه على الرغم من الشروط الإسرائيلية، إلا أنه من المتوقع أن يتم التوصل لتفاهم نهائي بين اسرائيل وفصائل المقاومة بشأن التهدئة في غضون أسابيع. واكدت المصادر أنه على الرغم من مواصلة حركات المقاومة اطلاق الصواريخ من قطاع غزة، إلا أن حركة حماس معنية بالتوصل لتهدئة في القطاع. من ناحيته تعهد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك لسكان المستوطنات اليهودية في محيط القطاع بوقف اطلاق الصواريخ على مستوطناتهم في غضون أسابيع. وفي زيارة قام بها باراك صباح امس لمستوطنة «يشع» التي تقع شرق غزة، والتي قتل احد سكانها بقصف فلسطيني اول من امس، لمح باراك الى أن إسرائيل تتجه الى شن حملة عسكرية واسعة النطاق على القطاع في حال لم تتوقف حركات المقاومة عن اطلاق الصواريخ.