التيار الصدري: تسليم المطلوبين في مدينة الصدر يكون بموجب قوائم الحكومة

القوات الحكومية تستعد لدخول المدينة بعد انتهاء مهلة الـ 4 أيام التي حددها اتفاق وقف النار

طفلة عراقية تنظر حولها في مطبخ منزلها الذي أصيب بأضرار جراء سقوط قذيفة في مدينة الصدر أمس (أ.ف.ب)
TT

فيما تنتهي اليوم المهلة التي حددها الاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في مدينة الصدر بين التيار الصدري والائتلاف العراقي الموحد بترخيص من الحكومة العراقية اليوم، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أتباعه الى الالتزام ببنود الاتفاق.

وقال الصدر في بيان خطه بيده: «في حال التزام الحكومة بالبنود الموقعة من قبل الإخوة المخولين من قبلنا، فعلى الإخوة المؤمنين الالتزام بما يصدر من المخولين وطاعتهم». وحسب وكالة الأنباء الألمانية، طالب الصدر اللجنة المشرفة على الاتفاق بـ«تطبيق الاتفاق بما يضمن للشعب العراقي والمقاومة العراقية عزتهما» قائلا «نهيب بالقوى الدينية والسياسية أن تأخذ على عاتقها إنجاح المساعي السلمية لإنهاء إراقة الدم العراقي فهي مسؤولية الجميع».

وكان مقتدى الصدر قد كلف خمسة من كبار مساعديه، وهم الشيخ محمد رضا النعماني والشيخ صلاح العبيدي وفاضل الشرع ووليد الكريماوي والنائب نصار الربيعي، بالإشراف على تطبيق الاتفاق. وتضمنت وثيقة الاتفاق 16 مادة أبرزها وقف إطلاق النار اعتبارا من 11 مايو (أيار) ولمدة أربعة أيام في مدينة الصدر، وإنهاء المظاهر المسلحة وإزالة العبوات والألغام من الطرقات. كما ينص الاتفاق على دخول القوات العراقية مدينة الصدر وممارسة مهامها «بعد انتهاء الأيام الأربعة لبسط سيطرة الدولة وفرض سيادة القانون ومتابعة المظاهر غير القانونية». وبحسب الاتفاق يتم منع استهداف المناطق المدنية والأجهزة والمؤسسات الحكومية ومكاتب الأحزاب ، بما فيها المنطقة الخضراء، بهجمات تنطلق من مدينة الصدر. وتعهد التيار الصدري، بموجب الاتفاق، بعدم امتلاك أسلحة متوسطة وثقيلة، لكنه طالب بتعويض المتضررين من المعارك وإعادة المهجرين وأن تقوم لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي بمتابعة شؤون المعتقلين من أبناء التيار.

وحول الآليات التي ستتخذ من قبل التيار الصدري لتسليم الأسلحة ورفع العبوات وتسليم المطلوبين، قال صلاح العبيدي المتحدث باسم التيار الصدري انها مجرد آليات قابلة للحذف او الزيادة، مؤكدا أن القصف العشوائي الذي تنفذه القوات الاميركية ضد ابناء مدينة الصدر قد جعل من هذه الاتفاقية محل تساؤل من قبل الاهالي، لكنه أصر في حديثه مع «الشرق الاوسط» على الاستمرار في تنفيذ بنودها التي أبدى فيها الائتلاف العراقي الموحد حسب قوله ايضا تفهما وتعاونا كبيرين وانه لا يشك أبدا في مصداقية الطرف المفاوض.

وقال العبيدي «ان 19 شهيدا قد وقعوا نتيجة القصف الجوي الاميركي خلال يومين فقط، وان هناك خروقات من قبل الجيش العراقي في مداهمته لمنطقة الحبيبية واعتقال المطلوبين؛ فقد كان هناك ضرب وإهانة وهذا ما لم يتم الاتفاق عليه ضمن الآليات التي نظمت مع الائتلاف». وأشار العبيدي الى ان تسليم المطلوبين سيتم من خلال القوائم التي يفترض ان تكون مع العناصر الامنية العراقية وهي تداهم اماكن المطلوبين، مؤكدا ان المظاهر المسلحة قد اختفت من المدينة تماما على الرغم من وجود بعض الخروقات هنا وهناك من بعض الأشخاص الذين سيتابعهم التيار الصدري. وقال العبيدي ان القوات العراقية ستقوم برفع العبوات الناسفة من شوارع مدينة الصدر على اساس ان تتم مصادرتها من قبلهم، ونفى العبيدي وجود محاكم شرعية في مدينة الصدر، وقال ان التيار يرفض مثل هذه الممارسات وان الجميع يقعون تحت طائلة القانون. وأضاف أن الجدار العازل في مدينة الصدر لم يتم التطرق اليه في المفاوضات بين الفريقين «لأنه من صلاحيات الحكومة، ولو ان فيه تعسفا كبيرا»، كما اكد أن المحادثات لم تتطرق ايضا الى حل جيش المهدي او تسليم سلاحه.

من جهته، أكد فريد الفاضلي القيادي في «جيش المهدي» أن المظاهر المسلحة «قد اختفت من المدينة تماما، لكن وجود القناص الأميركي يثير رعب الناس ويحد من حركتهم». وأشار الفاضلي في تصريح لـ«الشرق الاوسط» الى ان قصفا عشوائيا من قبل الطائرات الاميركية يتم على المدينة ولم يتوقف حتى بعد الاتفاق على وقف اطلاق النار، مطالبا الحكومة العراقية بالتدخل ووقف القصف الاميركي للمدينة. وأضاف ان عملية تسليم المطلوبين هي آلية من المفترض ان تقوم بها القوات العراقية عند دخول المدينة دون اختراق لحقوق الانسان حتى بالنسبة للمطلوب لها قانونا، وان عملية رفع العبوات الناسفة من الطرقات تتم وفق آلية اخرى متفق عليها.

الى ذلك، قال تحسين الشيخلي المتحدث باسم خطة فرض القانون في بغداد، إن دخول مدينة الصدر لم يحدد وقته بعد وان مفاوضات ولقاءات مع اطراف من التيار الصدري تتم هذه الأيام لتحديد الآلية الجديدة لدخول المدينة بعد فترة الهدنة وان التفاصيل ستتوضح بعد انتهاء الهدنة مباشرة.