ارتفاع حصيلة قتلى زلزال الصين إلى 12 ألفا.. و18 ألفا ما زالوا تحت الأنقاض

هزة ارتدادية بقوة 6 درجات تضرب المناطق نفسها تثير الذعر بين السكان

عمال إنقاذ صينيون يحاولون أمس إخراج تلميذ من تحت الأنقاض في مدرسة ابتدائية بمدينة هانوانغ التابعة لمحافظة سيشوان جنوب غربي الصين (أ.ب)
TT

ارتفعت حصيلة قتلى الزلزال الذي ضرب الصين أول أمس، الى 12 ألف شخص، في وقت أعلنت فيه السطات الصينية ان اكثر من 18 ألف شخص لا يزالون تحت الانقاض في مدينة ميان يانج المجاورة لمقاطعة وينتشوان مركز الزلزال. وقالت وكالة الصين الجديدة للانباء (شينخوا)، أنه تأكدت وفاة 3629 شخصا منهم.

وتوجهت قوات الجيش الصيني سيرا على الأقدام أمس إلى البلدات والقرى الواقعة قرب مركز زلزال. وذكرت حكومة إقليم سيتشوان، إنه أكثر من 12 ألف شخص لقوا حتفهم منذ وقوع زلزال شدته 7.8 درجة بحسب مقياس ريختر تسبب في أضرار واسعة. ووقعت هزة ارتدادية بلغت شدتها 6.1 درجة على مقياس ريختر في وينتشوان عصر امس.

وأعطى رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو، الذي يزور سيشوان أوامره للقوات بتنظيف الطرق المؤدية الى وينتشوان وهي منطقة جبلية تقع على بعد نحو مائة كيلومتر من العاصمة الاقليمية تشنجدو. وقال وين: «الامر الاكثر أهمية هو انقاذ الارواح. نريد انقاذ الناس المحاصرين. ما دامت لدينا أياد فإننا نستطيع اعادة بناء مصانعنا، ونستطيع بناء مدن أفضل».

وتسببت الأضرار الناجمة عن الزلزال في قطع الطرق المؤدية الى المنطقة الواقعة على بعد نحو 1600 كيلومتر جنوب غربي بكين. ولكن الأمطار والسحب الكثيفة فوق الاقليم الذي يشتهر بوجود محمية لحيوانات الباندا به، حالت دون هبوط الطائرات الهليكوبتر العسكرية، التي أرسلت الى المنطقة.

وذكرت وكالة شينخوا أن قوات المظلات التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، ألغت عملية انزال من جراء العواصف.

وعرض التلفزيون لقطات توضح الدمار الذي لحق بطرق سريعة ولقطات لانهيارات أرضية تسد الطرق. وفي دوجيانجيان الواقعة بمنتصف الطريق بين تشنجدو ومركز الزلزال، كان هناك دمار مع تحول مبان الى حطام وانتشار الجثث في الشوارع. وتجوب القوات وعربات الإسعاف الشوارع، ووصلت شاحنات عسكرية قادرة على رفع أشياء ثقيلة. ووقف العديد من السكان بجوار منازلهم المحطمة، وهم يحملون ممتلكاتهم بين أذرعهم، في حين توجه آخرون الى الخيام وسط هطول أمطار غزيرة. وعمل رجال الانقاذ طول الليل في انتشال الجثث من تحت أنقاض منازل ومدارس ومصانع ومستشفيات دمرها الزلزال، الذي هز سيشوان ومناطق أخرى بشتى أنحاء الصين وشعر به السكان في بانكوك وهانوي.

وفي دوجيانجيان دفن 900 تلميذ تحت أنقاض مدرسة منهارة مؤلفة من ثلاثة طوابق. وقالت وكالة شينخوا ان وين انحنى ثلاث مرات مبديا حزنه قبل انتشال بعض من أول 50 جثة يجرى انتشالها من تحت الانقاض. وحاول أقارب مذعورون شق طريقهم وسط صف من الجنود، الذين يطوقون المدرسة لمعرفة معلومات عن أبنائهم.

وتابعت شينخوا أن في مدرسة ثانية في دوجيانجيان نجا أقل من مائة تلميذ من بين 420 تلميذا. وتلت الزلزال سلسلة من التوابع التي هزت المنطقة طول الليل. وقالت شينخوا ان الاتصال انقطع بمجموعة مؤلفة من 15 سائحا بريطانيا قرب مركز الزلزال، وعلى الارجح في محمية ولونج لحيوانات الباندا، التي انقطعت خطوط الاتصال بها من جراء الزلزال. وانخفض المؤشر الرئيسي للبورصة في الصين بعد الزلزال، مما أدى الى وقف التعامل في أسهم 66 شركة. الا أن محللين قالوا انهم لا يتوقعون أن يكون هناك أثر اقتصادي كبير للكارثة، رغم أنها قد تعني نقصا في الامدادات، مما قد يزيد التضخم الذي اقترب بالفعل من أعلى مستوياته منذ 12 عاما.

وأعلنت قيادة الحزب الشيوعي في الصين، أن التعامل مع اثار الزلزال وضمان ألا يهدد الاستقرار الاجتماعي، سيكونان على رأس أولويات الحكومة. والزلزال الذي هز سيشوان هو الاسوأ في الصين منذ زلزال تانجشان عام 1976 الذي ضرب شمال شرقي الصين، وأودى بحياة ما يصل الى 300 ألف شخص. وعلى عكس ما يحدث الآن فإن الحزب الشيوعي فرض في ذلك الوقت تعتيما على المعلومات بشأن حجم الكارثة.