ساترفيلد: إيران تريد أن تثبت هيمنتها على العراق ولبنان

قال لـ«الشرق الأوسط»: على العرب عدم الاعتماد على تقارير مشوهة عن بغداد

TT

أكد منسق وزارة الخارجية الاميركية لشؤون العراق ديفيد ساترفيلد، ان هناك نقاط تشابه في الدور الايراني في العراق ولبنان، متهماً طهران بأنها «تفضل التعامل مع العناصر الراديكالية، بدلاً من التعاون مع الدولة». واضاف ساترفيلد في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» ان «ايران تريد ان تظهر تأثيرها، ان لم تكن هيمنتها، على مناطق عدة في المنطقة، في العراق ولبنان».

وقد حرصت الولايات المتحدة حتى الآن على عدم خلط الملفات الايرانية المختلفة علناً، مفضلة التفاوض مع ايران على الوضع الأمني في العراق من خلال محادثات ثلاثية مع العراقيين والتعامل مع الملف النووي من خلال مجلس الامن. وقال ساترفيلد: «من الواضح ايران تريد ان تظهر تأثيرها، ان لم تكن هيمنتها، في مناطق عدة في المنطقة، في العراق ولبنان وفي ما يخص الفلسطينيين». وعن التقارير حول مشاركة عناصر من «حزب الله» اللبناني في تدريب عناصر من ميليشيات عراقية في ايران، قال ساترفيلد: «نحن نرصد منذ وقت دور حزب الله اللبناني كمساعد لحرس الثورة الايراني وقوة القدس في تدريب العناصر العنيفة من المجموعات الخاصة التابعة لجيش المهدي». وأضاف: «ليس من المفاجئ ان يكون حزب الله الى جوار قوة القدس في زعزعة استقرار دولة في الشرق الأوسط». وعن علاقة التطورات في لبنان بالضغوط التي تتعرض اليها ايران في العراق، وخاصة مواجهة البصرة، قال ساترفيلد: «الحكومة العراقية تحركت لأسبابها الخاصة لمعالجة تحدي سلطة الدولة والعنف الموجه من هذه العناصر الاجرامية ضد مواطني العراق في البصرة». واضاف: أن «نوايا الحكومة العراقية كانت داخلية للعراق»، قبل ان يقول: «اما بالنسبة الى افعال ايران بشكل اوسع في المنطقة، نعتقد ان لدى ايران اسلوب تعامل مشابه في لبنان ومع الفلسطينيين وفي العراق ايضاً». وشرح أن هذا الأسلوب يعتمد على «تأسس علاقة تسعى للتأثير على العناصر الاكثر راديكالية والأعنف في تحدي سلطات الدولة، بدلاً من التعاون مع الدولة مباشرة». وقام ساترفيلد بزيارة مختصرة الى لندن، حيث التقته «الشرق الأوسط» بعد جولة في الشرق الاوسط، شملت زيارة العراق ودول الخليج والاردن ومصر. وقال ان دول مجلس التعاون والاردن ومصر «قالوا بالاجماع ليس فقط لحكومتي، بل للحكومة العراقية انهم يرحبون بتعيين دبلوماسيين عراقيين بأسرع وقت ممكن، ولا شك في ذلك». وعن تعيين السفراء العرب في العراق، كرر ساترفيلد موقف بلاده بأهمية ذلك، قائلاً: «اهمية هذا الموضوع كان سبباً لزيارتي وزيارة غيري مثل السفير (الأميركي في بغداد) ريان كروكر و(قائد القوات الاميركية في العراق) الجنرال ديفيد بترايوس الى السعودية قبل بضعة اسابيع، وستكون هذه القضية على جدول اعمال وزيرة الخارجية (كوندوليزا رايس) والرئيس (الاميركي جورج بوش) خلال زيارتهم الى المنطقة». وأضاف: «لقد ناقشنا خطوات ملموسة (حول تعيين السفراء العرب في بغداد) ولكن سأترك هذه القضية للدول المعنية ان تناقشها». ولكنه اردف قائلاً: «هناك اعتراف وتفهم كامل بأن التقدم يحرز، وهذا يحتاج الى الدعم من اجل المصالح الاستراتيجية للدول المعنية والمنطقة ككل». واضاف: «قضية الثقة والنوايا والاعمال عامل مهم، ويحتاج الى عمل من كلا الطرفين، ولهذا من الضروري ان يكون للدول العربية تمثيلاً في العراق، وحتى يروا مباشرة ما يحدث، بدلاً من الاعتماد على تقارير ثانوية، عادة ما تكون مشوهة وخاطئة وجزئية». واضاف: «الدول العربية محتاجة للتواصل اليومي مع العراقيين، مثلما نفعل ويفعل الايرانيون». وتابع: «من الغلط ان يكون لإيران الوجود الاقليمي الرئيسي الوحيد في بغداد».

وافاد ساترفيلد انه استمع الى تصريحات قلق صادرة من الدول العربية التي زارها تجاه التطورات في لبنان. وقال: «نعتقد انه يجب اعطاء الحكومة الشرعية اللبنانية الحد الأعلى من الدعم، في وجه هذا التحدي العنيف للدولة ومصداقيتها». وأضاف: «هذا الدعم متاح من الولايات المتحدة، ويجب ان يكون متاحا من المجتمع الدولي ودول المنطقة». وشدد على ان الخطوات المقبلة واضحة وتبدأ بـ«تحرك لانتخاب رئيس للبنان، فهذا الأمر ليس جديداً ولكن يجب أن يتحرك بأسرع فترة ممكنة». ورداً على سؤال عما اذا قدم اية ضمانات للدول العربية التي زارها حول الاتفاقية الاستراتيجية التي ستبرمها الولايات المتحدة مع العراق، قال ساترفيلد: «على العكس، دول جوار العراق يعتقدون ان الوجود المتواصل للقوات الأميركية وقوات التحالف في العراق، على الاقل في الوقت الراهن، مهم لضمان امن تلك الدولة من التحديات الذي يواجهها، وبالتالي مهم لأمنهم». واضاف ساترفيلد ان هناك تقدما في المفاوضات حول الاتفاقين، من دون الافصاح عن اية تفاصيل حتى تنتهي المفاوضات. وتابع ان المفاوضات تسير بالشكل المطلوب مما يعني «اننا نأمل في أن يتم الانتهاء من التفاوض بنجاح ضمن الاطار الزمني الذي حددناه»، أي بحلول يوليو (تموز) المقبل. وأكد ساترفيلد ان تقدماً احرز في الوضع العراقي الداخلي وزيادة ثقة الحكومة العراقية، لمواجهة العناصر الخارجة عن القانون. وأوضح: «نرى تقدماً ونرى عناصر الحكومة الرئيسية تعمل معا بطريقة أفضل، ونحن متشجعون بسبب الدعم القوي للقيادة الكردية والسنية لرئيس الوزراء المالكي والقوات العراقية، وهم في هذه المعركة». وشدد على اهمية ان يتحول هذا الدعم الى «خطوات صلبة تقدم العملية، ليست فقط عملية المصالحة، بل عملية جعل الحكومة اكثر قدرة على القيام بمهامها». واعتبر ان تعيين وزراء جدد في الحكومة «واحدة من النتائج الصلبة، بالإضافة الى دفع الخلافات السياسية العالقة في العراق مثل عودة السنة الى الحكومة، وتشكيل مجلس الوزراء ونأمل ان يستطيع العراق ايضاً تعيين سفرائه وخاصة في الدول المجاورة». ورداً على سؤال حول اجتماع هيلسنكي، الذي ضم ممثلين عن فصائل عراقية مختلفة، قال ساترفيلد: «المكان الذي تجري فيه المصالحة العراقية هو في بغداد وداخل العراق، الذي يجب ان تجرى فيه وليس خارجه». واضاف: «نشجع كل المهتمين بمستقبل ايجابي للعراق، ان يركزوا جهودهم داخل البلاد».