براون يحاول نجدة نفسه بإطلاق مبكر لبرنامج حكومته للعام المقبل

انتقادات لرئيس الوزراء باستخدام التشريعات لـ«إنقاذ جلده»

TT

بعد اسابيع من المشاكل السياسية والاقتصادية المتتالية، حاول رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون استرجاع شيءٍ من الشعبية وثقة الشعب البريطاني بقدرته على قيادة البلاد عبر إعلان مجموعة خطط ينوي تنفيذها العام المقبل. وقدم براون عرضاً لمسودة البرنامج التشريعي لعامي 2008-2009 أمام البرلمان البريطاني، وهي عملية عادة يقوم بها رئيس الوزراء في شهر يوليو (تموز) من كل عام. وصرح رئيس حزب المحافظين المعارض، ديفيد كامرون، بأن هذا البيان لا علاقة له ببرنامج الحكومة المقبل بل بمساع قصيرة الأمد لحماية جلده (براون). ورداً على برنامج براون، قال رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي، نيك كليغ، أمام البرلمان ان هذا أسبوع بائس لرئيس الوزراء دفعه لإصدار مسودة البرنامج التشريعي قبل شهرين عن موعدها. وركز براون في برنامجه التشريعي على العائلة والتعليم، وهما موضوعان عادة ما يكسب حزب العمال الحاكم شعبية واسعة في تناولهما. ووعد بأن تكون كل المدارس البريطانية بمستوى عالٍ بحلول عام 2011، بينما قال انه سيعمل على إعطاء كل عامل حق التدريب، وإصدار قوانين لمكافحة العنصرية في العمل. وكان الجانب الاقتصادي رئيسياً في خطاب براون أمام البرلمان أمس، واعداً بمساعدة العائلات المتأثرة بالأزمة الاقتصادية، بالاضافة الى اصدار قانون جديد لتنظيم المصارف. وأعلن براون تخصيص حوالي 300 مليار جنيه استرليني (584 مليون دولار) من المشاريع لدعم القطاع السكاني في البلاد. وكان بنك انجلترا المركزي قد اعلن امس عن اسوأ توقعات اقتصادية منذ تسلم لعمال للسلطة في بريطانيا عام 1997، متوقعاً ارتفاع نسب التضخم وانخفاض أسعار المنازل. ووعد براون بالتركيز على مكافحة الجريمة والعمل على شعور الشعب بالأمن وإعطاء الشعب حق اختيار طريقة مكافحة الجريمة. وتنوي حكومة براون اعطاء صلاحيات اوسع للدوريات الخاصة بالشرطة المتطوعين. ومن المتوقع ان تصدر حكومة براون قوانين جديدة للهجرة، بعضها مثير، وقد تتضمن عدم منح خدمات مجانية طبية للمقيمين غير البريطانيين في تغيير جذري في القوانين البريطانية. وفي محاولة لكسب التأييد الاعلامي والحد من المقالات المنتقدة له، سرب مكتب براون بيان مسودة البرنامج التشريعي مسبقاً للصحف التي نشرت مقتطفات منه صباح امس، وقبل مثول براون أمام البرلمان. وادى ذلك الى انتقاد المعارضة لبراون لاستغلال المناسبة لدعم شعبيته المتدنية. ومنذ الخسارة الواسعة لحزب العمال في انتخابات محلية بداية الشهر الجاري، تشير جميع استطلاعات الرأي إلى ان حزب المحافظين المعارض سيكسب الانتخابات التشريعية في حال إجرائها الآن. من جهته، ادعى رئيس حزب المحافظين ان غالبية مشاريع القوانين المطروحة هي مقترحات للحزب المعارض. واضاف: كل القوانين المطروحة تأتي لتصحيح أخطاء قامت بها الحكومة خلال 10 سنوات الماضية. وتابع كامرون في هجوم على براون شخصياً، قائلاً ان: بيان اليوم هو اعادة انطلاق جديدة لرئيس الوزراء الذي اضطر للاعلان عنها مبكراً مع مصاعبه في تحقيق وعود هذا العام. واضاف: هذا البيان يظهر مشكلة رئيس الوزراء في التعامل مع المشاكل الحالية.