صيغة تفاهم عربية – لبنانية تسمح بإلغاء قراري الحكومة .. وإنهاء «العصيان المدني» والحوار في قطر بغير رئاسة بري

العميد المقال يشرف على أمن الوزراء العرب

TT

وافقت الحكومة اللبنانية على إلغاء القرارين المتعلقين بشبكة اتصالات حزب الله وإقالة رئيس جهاز امن المطار العميد وفيق شقير، الذي يعتبر قريبا من الحزب، بناء على اقتراح من قائد الجيش العماد ميشال سليمان. وتلا وزير الاعلام غازي العريضي بيانا رسميا في ختام جلسة طارئة لمجلس الوزراء، اعلن فيه «موافقة الحكومة على اقتراح قائد الجيش المبين في كتابه الموجه الى وزير الدفاع الوطني (الياس المر)، والمتضمن الغاء القرارين» المذكورين. وبالرغم من ان إلغاء القرارين جاء في اطار اتفاق أوسع تضمن «رفض استخدام العنف المسلح خارج اطار الشرعية الدستورية»، كما أوضحت الحكومة ان القرار جاء «حرصا على المصلحة الوطنية وسلامة المواطنين وتسهيلا لمهمة وفد اللجنة الوزارية العربية وتمهيدا لتنفيذ بنود الحل العربي»، الا ان جذور الأزمة بقيت كما هي فيما يتعلق بإنتخاب رئيس توافقي وبدء حوار وطني. وكان قد عقد الوفد الوزاري العربي «جلسات استماع» لبنانية أمس في مستهل التحرك الذي بدأه في بيروت في محاولة للتوصل الى تفاهم يعيد الوضع الى ما كان عليه قبل اندلاع المواجهات.

ويقضي التفاهم الذي حمله الوزراء العرب بإلغاء القرارين المتنازع حولهما وإعادة الأمور الى ما كانت عليه قبل المواجهات وإعادة إطلاق الحوار، وهو ما طرحته المعارضة شرطا لوقف «العصيان المدني»، مع تسجيل فارق وحيد هو انعقاد الحوار خارج لبنان وبغير رئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تعتبره الأكثرية طرفا في الأزمة. وأكدت مصادر في فريق الأكثرية لـ«الشرق الاوسط» أنها تبلغت «ضمانات من الوفد العربي بعدم ترؤس بري الحوار وبطرح موضوع عدم استعمال السلاح في الداخل على جدول أعمال الحوار».

وفي المقابل، أكدت مصادر الرئيس بري لـ«الشرق الأوسط» أن أولويات المعارضة لا تزال هي نفسها، أي إلغاء القرارين وإعلان قبول الأكثرية العودة الى الحوار، سواء في الدوحة أو في بيروت، ثم تعمد المعارضة رلى إعادة الوضع الى ما كان عليه قبل المواجهات. ووصل الوفد الوزاري العربي على متن طائرة قطرية خاصة حطت اما مبنى كبار الزوار على المدريج رقم 17 الذي كان أثار النائب وليد جنبلاط موضوع مراقبته من كاميرات "جهاء البناء"، الشرارة التي أطلقت المواجهات السياسية، ثم العسكرية.

وكان في استقبال الوزارء على سلم الطائرة وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ، وقد اتخذت تدابير أمنية مشددة بمناسبة وصول الوفد، أشرف عليها قائد جهاز امن المطار العميد وفيق شقير حيث توجه الوفد من الطائرة مباشرة. وبعد مصافحة الوزير المستقيل صلوخ والمستقبلين الى سيارات خاصة كانت اعدت لهم في موكب كبير ترافقه دوريات للجيش اللبناني وسيارة اسعاف عسكرية.

وقد خرج الموكب من المطار مباشرة باتجاه مقر باتجاه مقر رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة، للبدء بالمحادثات. وقد فتح انصار المعارضة طريق المطار من الجهة الشرقية بما يسمح بعبور سيارة واحدة بشكل مؤقت للسماح للوفد بعبور الطريق، ثم أقفلوها بعد ذلك مباشرة. ويشار الى ان العميد شقير كان ساعة استقباله الوزراء العرب مقالا، نتيجة قرار مجلس الوزراء، أي قبل انعقاد الجلسة الوزارية لاعادة النظر فيه.

والتقى الوفد العربي بداية الرئيس بري الذي اقام مأدبة غذاء على شرف اعضائه. ووصف الوزير صلوخ اللقاء مع الرئيس بري بالايجابي، لكنه قال: "ان الوفد العربي الذي وصل بمسعى عربي توفيقي لمعالجة الازمة المنفجرة بين الموالاة والمعارضة، لم يحمل أي شيء انما جاء لاستطلاع ما يجري على الارض ويستمع الى وجهة نظر فريقي النزاع ولمعرفة مطالب كل منهما».

ولفت الى ان بري حمل الوفد مطالب المعارضة المتمثلة اولا بالتراجع عن قراري مجلس الوزراء الاخيرين اللذين فجرا الوضع والمتعلقين بشبكة سلاح المقاومة ورئيس جهاز امن المطار، وثانيا العودة الى طاولة الحوار لمناقشة البندين المتبقيين على جدول الاعمال، وهما تأليف حكومة وحدة وطنية وقانون الانتخابات النيابية فقط.