موسى لـ«الشرق الأوسط»: نحمل «أنتيبيوتك» لعلاج الأزمة اللبنانية

الوفد الوزاري العربي مجتمعا مع وليد جنبلاط في بيروت أمس (إ.ب.أ)
TT

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أنه يرتب للقاء يجمع المعارضة والموالاة في لبنان، واصفاً في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس من بيروت، الأجواء هناك بأنها «إيجابية»، وقال «إن جميع الأطراف اللبنانية تتعاون مع اللجنة الوزارية العربية وتبدي تجاوباً معها».

وقال موسى الذي يزور لبنان حالياً على رأس لجنة وزارية عربية شكلها الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب يوم الأحد الماضي بالقاهرة، وكلفها التعاطي مع الأزمة هناك وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء اللبنانيين، قال إن الأمور تسير بشكل طبيعي، وإنه عقد لقاءات منفصلة مع كل من فؤاد السنيورة رئيس الحكومة اللبنانية، ونبيه بري رئيس مجلس النواب، ووليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي، ويجري في اللحظة الحالية (ساعة الاتصال عصر أمس) حواراً مع قائد الجيش العماد ميشال سليمان. وأضاف «إن لقاءات اللجنة تتواصل في بيروت (أمس) واليوم».

وعما إذا كان قد التقى ممثلين لحزب الله أو المعارضة قال «إنه يستكمل اللقاءات مع مختلف الأطراف تباعاً»، مشيرأ إلى أن الجميع «يتعاون مع اللجنة».

وكان موسى توقع قبل توجهه إلى بيروت بساعات قليلة نجاح اللجنة الوزارية العربية في مهمتها ببيروت، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن اللجنة تحمل معها إلى بيروت «أنتيبيوتك» (مضادا حيويا)، وليس أسبرينا (مسكنا)». وتحدث موسى عن إجراءات عاجلة قال «إنه لا بد من اتخاذها»، غير أنه لم يحدد تلك الإجراءات واكتفى بالقول «لا مخرج للأزمة إلا بتنفيذ المبادرة العربية ببنودها الثلاث (الرئاسة، والحكومة، وقانون الانتخابات)، ولا مفر من التوصل إلى توافق الآراء ـ الذي قد يبدو صعباً في هذه المرحلة ولكن قد تتداعى الأمور بشكل يدعو كل الأطراف لإعادة حساباتهم لإنقاذ لبنان». وحول موقف العماد ميشال عون الذى يرى بأن المبادرة العربية مجرد «أسبرين» ولا تحل الأزمة، علق موسى مازحاً «اللجنة العربية الوزارية تحمل معها «أنتيبيوتك». إلى ذلك أعرب مراقبون للتحركات ذات الصلة بالملف اللبناني عن اعتقادهم بصعوبة انتخاب رئيس للبنان حالياً، قائلين لـ«الشرق الأوسط» إنه بالنظر للتطورات التي جرت هناك خلال الأيام الماضية فإن التصرف الأقرب للواقع هو تسلم الجيش للحكم فى لبنان. وتحدث المراقبون عن أن الفرص تضيق أمام التدخل العربي، بمعنى أنه إذا لم ينجح العرب فى فترة زمنية معقولة وقصيرة، في حل الأزمة، ربما تنتقل القضية اللبنانية إلى إطار دولي، وقالوا «إن ذلك يبدو بوضوح في التقارير الواردة من نيويورك ومن عدد من العواصم الكبرى، حيث تستعد دوائر أوربية وأميركية لطرح الوضع في لبنان على مجلس الأمن».

وترى المصادر أن المبادرة العربية «عطلت تصعيد الأزمة الحالية لمدة عام ونصف العام وقطعت الطريق على التدخل الخارجى وعدم فرض اية حلول خارجية، كما عطلت أية انفجارات كانت محتملة في لبنان».