مقرب من قائد الجيش: الجيش لا يملك عديدا ضخما وما جرى كان أقل الضرر

قال إن القيادات السنية لعبت دورا في إقناع ضباط بعدم الاستقالة

وحدة من الجيش اللبناني تسيّر دورية في شارع يفصل بين حي سني وآخر علوي في طرابلس (أ.ب)
TT

يقول احد المقربين من قائد الجيش العمال ميشال سليمان ان قائد الجيش اللبناني الذي وجهت اليه انتقادات واسعة بعدم المبادرة الى حماية المدنيين في وجه اعتداءات مسلحي المعارضة في بيروت وصولا الى حد تلويح ضباط سنة بالاستقالة، يتفهم الغضب الذي تشعر به شريحة كبيرة من اللبنانيين وخصوصا في الشارع السني الا انه يعتبر ان موقف الجيش شكل اقل قدر ممكن من الضرر لجهة الحفاظ على تماسك المؤسسة العسكرية.

ويقول المصدر المطلع على اجواء العماد ميشال سليمان والذي فضل عدم الكشف عن هويته ان قائد الجيش اوضح في رسالة شخصية بعث بها الى كل ضابط في الجيش موقفه خلال الاحداث شارحا ان الحرب الاهلية لا يمكن ردها بقوة السلاح بل بوعي المواطن كاشفا ان تدخل قيادات سنية حال دون استقالات في صفوف الضباط السنة بعدما اعربت مجموعة منهم عن نيتها الاستقالة كرد فعل غاضب على موقف الجيش من احداث الايام الماضية.

يقول «العماد سليمان يعتبر انه يقف فعلا على مسافة واحدة من الجميع، البعض اعتبر ان الجيش مقصر في حماية مواطنين غير مسلحين في وجه اخرين مسلحين، الجيش حاول ان يشكل قوة فصل بين الفريقين وقد حاول ان يستوعب الصدمة فرجع الى الوراء ثم عاد وأمسك بزمام الامور». ويضيف «لا احد بإمكانه ان يقدر ظروف الجيش الا الذي يعرف ماذا يدور من داخله» متابعا «مؤسسة الجيش هي صورة مصغرة عن الشعب اللبناني بطوائفه وفئاته وكان الخوف كبيرا ان ينقسم الجيش على نفسه في لحظة من اللحظات». وبحسب المصدر نفسه، فان الجيش اللبناني لم يكن لديه العديد الكافي من الجنود لاستيعاب ما جرى وصد مسلحي حزب الله وحركة امل والحزب القومي السوري. ويشرح «الجيش تصرف بحكمة اذ ترك الشعور الغرائزي المستفحل بوقتها يعبر عن نفسه من باب «فشة الخلق» ثم عاد واستوعب الصدمة واخذ زمام الامور واليوم بدأت الامور تأخذ حجمها الطبيعي».

ويشرح «ما جرى كان مدروسا اي ان الجيش يتجه شمالا فتشتعل الامور يمينا ثم يذهب يمينا فتعود وتشتعل المعارك شمالا، ما جرى كان يتطلب اعدادا هائلة من الجنود، لا يمكن للجيش ان يضع جنديا للفصل بين كل لبنانييَن».

ويستنتج «رغم كل شيء نعتبر ان الضرر الحاصل كان اقل بكثير من لو ان الجيش اختار استعمال قوة السلاح ضد فريق» من اللبنانيين.

وعن كيفية ادارة قائد الجيش للاوضاع الميدانية على الارض، يقول «لا اتمنى لأحد ان يكون في موقفه، الكل يريد ان يطلق الجيش النار الى جانبه، كان يتلقى اتصالات من كل الاطراف» مضيفا انه «يتفهم نقمة الناس» مما جرى. ويؤكد ان الحديث عن استقالة ضباط من الجيش من الطائفة السنية وعلى رأسهم نائب مدير المخابرات غسان بلعة امر غير صحيح لم يتجاوز مجرد النية للاستقالة تحت تأثير الغضب.

ويشرح «في رسالته الى الضباط، حاول قائد الجيش ان يشرح ان الحسم لم يكن ممكنا في المعركة وان معالجة ما جرى لا يكون بالتخلي عن المؤسسة العسكرية تعبيرا عن الغضب بل على العكس عبر التمسك بالمؤسسة لتبقى موحدة».

ويضيف «قال بعض الضباط الذين شعروا بغضب كبير ازاء ما جرى انهم هم ايضا يهددون بالاستقالة ردا على التهديدات المستمرة من جانب الشيعة بالانسحاب من مؤسسات الدولة وقد اثيرت الاستقالات في اليوم الاول للمعارك لكن القيادات السنية لعبت دورا كبيرا في اقناعهم بالعودة عن الامر».

ويشدد المصدر على انه لم تحصل بوادر فعلية على انقسام داخل الجيش خلال الايام الماضية مشيرا الى ان قائد الجيش الذي لازم وزارة الدفاع خلال الايام الماضية «بالبذلة العسكرية» يتفهم المرارة التي شعر بها هؤلاء الضباط الا ان «غيرهم شعر بالمرارة نفسها في اوقات ماضية».

وبحسب المصدر، فان العماد سليمان غير مهتم بحظوظه للرئاسة بقدر ما يهمه مصير الجيش شارحا «قبل يومين، ابلغ احد سفراء الدول الكبرى انه غير مهتم بالرئاسة بقدر ما هو مهتم بالجيش، اعتقد ان الموضوع لا يتعلق بالشعبية، العماد سليمان لم يأت من خلفية سياسية بل عسكرية وجاء ترشيحه للرئاسة على اساس انه الاكثر قدرة على فهم التوازنات على الارض، اذا اتفقوا على مرشح توافقي آخر فهو اول من سيؤيده».