اللبنانيون يعودون إلى «رحلات العذاب»

في انتظار تجهيز البدائل عن المطار والمرفأ

امرأة محجبة تعبر حاجزا رمليا يسد الطريق الى نقطة المصنع على الحدود مع سورية (أ.ف.ب)
TT

بين انتظار إعادة فتح مطار رفيق الحريري الدولي وانتهاء التحضيرات لاستخدام مطار القليعات العسكري (شمال لبنان) لأغراض تجارية، بدأ اللبنانيون «يتعايشون» مع وسائل سفر «مبتكرة» أبرزها الطائرات الخاصة او اليخوت او الزوارق او التاكسيات باتجاه سورية في «رحلات عذاب» طويلة تذكّر برحلات العذاب التي كانوا يعيشونها إبان الحرب الأهلية اللبنانية، او خلال الحروب الإسرائيلية التي كان المطار دوما على رأس أهدافها.

ومن حسن الحظ ان المطار بحد ذاته لم يتعرض للأضرار، إنما تم عزله بفعل قطع الطريق إليه. وهذا ما أدى إلى حركة شبه نشطة للطائرات الخاصة التي تتسع الواحدة منها لعدد ركاب لا يتجاوز أصابع اليدين. وقد قدمت إحدى الشركات العاملة في هذا الحقل عروضا للسفر من مطار رفيق الحريري الدولي إلى قبرص والعودة منها بكلفة تزيد على 6 آلاف دولار للشخص الواحد، والى باريس بما يتراوح بين 50 الفا و60 الف دولار. ويعزو مسؤول في الشركة هذه الكلفة العالية الى رفع شركات التأمين أقساطها نتيجة الظروف الراهنة التي يعيشها لبنان. غير ان هذا النوع من الرحلات يستدعي من المسافرين إجراء اتصالات مع قاطعي طريق المطار لتسهيل مرورهم، كما يستدعي منهم السير على الأقدام مسافة غير قصيرة.

وهناك «الخيار البري» عبر استئجار سيارة تاكسي من والى سورية او عمان. ولكن هذا الخيار يستدعي أيضا كلفة إضافية بحيث بلغت «تعرفة» نقل الشخص الواحد نحو 400 دولار الى جانب رفع اسعار تذاكر السفر في دمشق وعمان باتجاه أوروبا. ولا نغفل المشقة التي يتحملها المسافر على الطريق عند نقطة المصنع الحدودية بين لبنان وسورية والتي يجري العمل على فتحها.

أما من يود ان يتجنب الأخطار الأمنية او لا يرغب في إجراء اي اتصال سياسي لتأمين الطريق، فقد لجأ الى استخدام اليخوت او الزوارق السريعة الخاصة حيث تدوم «رحلة العذاب» بين مدينة جونية (شمال بيروت) وقبرص نحو ست ساعات، مقابل 1200 دولار للشخص الواحد. ومنذ السبت الماضي وصل الى مرفأ لارنكا السياحي (جنوب قبرص) نحو 20 زورقا نقلت اكثر من 200 شخص، كان بينهم السفير السعودي لدى لبنان عبد العزيز خوجة وأفراد عائلته. ويتجه منظمو هذه الرحلات الى استخدام مراكب اكبر بهدف خفض كلفة الرحلة إلى حدود 350 دولارا للراكب الواحد.

ولتجنب البلبلة التي سببتها تصريحات عدد من الوزراء حول المرافئ البديلة، أعلن أمس وزير الأشغال العامة والنقل محمد الصفدي بان المرافئ تخضع لسلطة وزارته دون سواها وبأن «المرفأين اللبنانيين المرخص لهما باستقبال بواخر الركاب والسفن التجارية هما مرفأ بيروت ومرفأ طرابلس. اما الزوارق واليخوت الخاصة فبإمكانها ان تقصد، فضلا عن مرفأي بيروت وطرابلس، المرفأ السياحي الغربي لبيروت المعروف باسم سوليدير، ومرفأ ضبية المعروف باسم مارينا جوزيف خوري، ومرفأ نادي اليخوت المعروف بـ ATCL. وان جميع هذه المرافئ مجهزة لاستقبال ومغادرة بواخر الركاب العامة والزوارق الخاصة».

واوضح انه «بخصوص الزوارق واليخوت التي تنتظر في مرافئ قبرص، فإن القوانين الاوروبية المطبقة لا تسمح باستعمال القوارب الخاصة لغير اصحابها. ولذلك تمنعها السلطات القبرصية المختصة من نقل الركاب لغايات تجارية. وعليه، أجريت اتصالات استحصلت بموجبها من السلطات القبرصية على اذن للقوارب الخاصة بنقل الركاب من قبرص لفترة زمنية وجيزة». وافاد انه «في ما يخص مرفأ جونيه المقفل في وجه البواخر منذ العام 1996، فقد اعطيت توجيهات لتأهيله ليكون قادرا على استقبال البواخر. وستجري معالجة العوائق التقنية وتجهيز المرفأ باسرع وقت».

وفيما اعتمدت المديرية العامة للامن العام اللبنانية تسهيلات عدة للراغبين في الاستحصال على جوازات سفر جديدة، اعلنت سفارة قبرص في بيروت، في بيان صدر عنها امس: «ان اللبنانيين الراغبين في السفر الى وجهات معينة عبر دولة قبرص او الذين يرغبون في العودة الى لبنان، سيمنحون تأشيرة دخول صالحة لمدة خمسة ايام وذلك عند وصولهم الى اي نقطة دخول شرعية في جمهورية قبرص (مطارات ومرافئ) بحسب ما يأتي: اللبنانيون من حاملي تأشيرة شنغن، اللبنانيون من حاملي تأشيرات الى كل من استراليا وبريطانيا وكندا وايرلندا وسويسرا والولايات المتحدة الاميركية.