حركة العدل والمساواة: خططنا لاقتحام الخرطوم منذ أكتوبر استجابة لنداءات جماهيرية

مصدر حكومي: تمويل الخطة بلغ أكثر من 500 مليون دولار

TT

كشف مصدر في حركة العدل والمساواة لـ«الشرق الاوسط» ان خطة اقتحام العاصمة السودانية، الخرطوم، بدأت منذ أكتوبر (تشرين الاول) الماضي، خلال مؤتمر تداولي عقد في الاراضي التي تسيطر عليها الحركة في دارفور، فيما قال مصدر مقرب من الحكومة ان ترتيب الخطة أخذ 4 اشهر، وان تكلفتها بلغت 500 مليون دولار، مشيرا الى تورط جهات اكبر امكانات من تشاد.

وقال احد قيادات حركة العدل والمساواة، فضل حجب اسمه، «ان الهجوم على الخرطوم تم وفق خطة وتنظيم محكم»، مشيرا الى ان «البداية كانت هتافات رددها الحاضرون لمؤتمر الحركة التداولي الذي انعقد في اكتوبر بالاراضي المحررة.. وخلال الاستعراض العسكري لقوات الحركة، هتفت الجماهير تطالب بالتوجه نحو الخرطوم.. كانوا يقولون «هذه القوة.. للخرطوم جوة» (بمعنى ان تتوجه هذه القوة الى الخرطوم). واضاف: «فما كان للقيادات إلا ان تستجيب لقواعدها التي تقف خلفها». وقال المصدر ان «قيادة الحركة أوفت بما وعدت به لاقتحام الخرطوم»، معتبراً ان دخول ام درمان تزامن مع الذكرى الخامسة لاندلاع الحرب في دارفور، والذكرى الثانية لاتفاقية ابوجا التي وقع عليها أحد فصائل حركة تحرير السودان بزعامة كبير مساعدي الرئيس السوداني مني اركو مناوي. وقال إن «التوجهيات التي اصدرتها قيادة الحركة الى القوات التي شاركت في اقتحام الخرطوم هي ألا يستهدفوا المدنيين وممتلكاتهم». وتابع «لقد كانوا منضبطين في تنفيذ التوجيهات، وحتى النظام لم يسجل حالة اعتداء على أيٍّ من المدنيين او ممتلكاتهم».

واشار المصدر الى حركات مشابهة مثل تلك التي نفذتها قوى سياسية من احزاب الأمة والاتحادي الديمقراطي والإخوان المسلمين في يوليو (تموز) عام 1976 عندما حاولوا الاستيلاء على الحكم في عهد الرئيس السوداني الاسبق جعفر نميري، والتي فشلت في إزاحته.

وقال «لقد وصفوا ابناء دارفور الذين كانوا جنوداً لتلك الحركة بمرتزقة ليبيا، والآن يصفونهم بمرتزقة تشاديين». واضاف ان حركة العدل والمساواة استطاعت نقل المعركة الى العاصمة، ولن تكون هناك معارك في دارفور.من جهته، قال القيادي الاسلامي المقرب من المؤتمر الوطني الحاكم، الدكتور حسن مكي، إن قوى اقليمية ودولية كانت تعتقد أنها يمكن ان تطيح نظام الحكم في السودان. واضاف ان عملية التخطيط لعملية غزو الخرطوم كانت كبيرة وتحضيراتها أخذت 4 اشهر، وان تمويلها بلغ 500 مليون دولار.

وتابع «هذا المبلغ فوق طاقة الحكومة التشادية، ولا بد من ان جهات اجنبية دفعت تلك التكاليف تقف وراء تشاد»، لكنه لم يحدد تلك الجهات.

وقال ان «الوثائق التي ضبطت بحوزة الذين تم القبض عليهم من جنود خليل ابراهيم تحدثت عن عشرة محاور كان يُفترض الهجوم عليها منها القصر الرئاسي ومقر اقامة البشير، ووحدات اسلحة القوات المسلحة في الدفاع الجوي والمهندسين ومطار الخرطوم»، مشيراً الى ان خللاً عسكرياً وسط قوات التمرد افشل الخطة. وحددها بثلاثة عوامل: الضربات التي وجهها الطيران الحكومي بقصف المتمردين شمال كردفان ومواقع اخرى، ومقتل شخصيات مفتاحية في الحركة خلال المعارك، الى جانب ان المجموعة بالداخل التي كان يفترض ان تقوم بعملياتها لم تستطع المشاركة في العملية. وقال ان خليل ابراهيم ادى دوره في العملية لكن خذلته مجموعته بالداخل التي كانت تعمل كطابور خامس.