19 قطعة حربية تعبر قناة السويس خلال مايو.. وهو رقم قياسي في تاريخها

مصادر ملاحية مصرية اعتبرتها الممر الأكثر أمنا في العالم

TT

سجلت قناة السويس طفرة غير مسبوقة في عبور السفن الحربية خلال مايو (ايار) الجاري، حيث عبرت القناة منذ بداية الشهر وحتى الآن 19 قطعة حربية، بينها حاملتان للطائرات إحداهما أميركية والأخرى فرنسية. وهو ما بررته مصادر ملاحية مصرية لـ«الشرق الأوسط»، بأنه يعكس نوعا من الثقة في درجة الأمان في قناة السويس. وأضافت أن القطع الحربية المارة خلال نفس الشهر شملت 8 قطع أميركية و5 انجليزية و3 ألمانية، إضافة إلى قطعة واحدة فرنسية وأخرى إسبانية. وأشارت المصادر إلى أن هذا العدد يمثل نحو 8 في المائة من إجمالي عدد القطع الحربية التي عبرت قناة السويس العام الماضي بأكمله. وتشير إحصاءات قناة السويس الى أن حركة مرور السفن الحربية بالقناة قد حققت خلال العام الماضي 2007 نموا بلغ 3%، بإجمالي 239 سفينة مقابل 232 سفينة العام قبل الماضي. ولفتت المصادر إلى استخدام السفن الحربية الأميركية لقناة السويس يعني أنها ما زالت الممر الأكثر أمنا من بين الطرق الملاحية الأخرى بالنسبة لسفن البحرية الأميركية، رغم المخاوف التي أبدتها وسائل إعلام غربية عقب حادث تفجير المدمرة الأميركية «كول» في اليمن عام 2000، بشأن اعتزام بعض أفراد تنظيم «القاعدة» استخدام قناة السويس في تفجير قطع حربية عابرة بواسطة قوارب صغيرة.

وشددت المصادر على أن «قناة السويس مؤمنة بالكامل» ولفتت إلى أن قضية الأمن كانت دائما محور اهتمام الجانبين المصري والأميركي، وكشفت عن تنفيذ هيئة القناة مشروعا يزيد من كفاءة نظام الأمن في القناة من خلال وضع كاميرات مراقبة تلفزيونية متصلة بشاشات عملاقة تركبها حاليا شركة متخصصة داخل مبنى الإرشاد بالإسماعيلية لضمان مراقبة المجرى الملاحي عن قرب وبرؤية أفضل، بدلا من الاعتماد على شبكة الرادار الحالية التي تغطي كل قناة السويس. وسيتم نشر هذه الكاميرات على طول المجرى الملاحي للقناة وذلك فوق أبراج محطات المراقبة الالكترونية و«شمندورات» الإضاءة داخل المجرى الملاحي. وفي غضون ذلك قررت قناة السويس عدم السماح بمرور الوحدات البحرية الخاصة واليخوت الشراعية واللنشات الصغيرة ليلا أثناء مرور القطع الحربية لضمان عدم تكرار حادث السفينة الأميركية «غلوبال باتريوت»، التي أطلق بعض أفرادها النيران على لنش مصري، مما أسفر عن مقتل مواطن مصري يعمل بائع منتجات مصرية للسفن المارة، وإصابة اثنين آخرين خلال شهر مارس (اذار) الماضي.

ويثير مرور القطع الحربية الأميركية بقناة السويس غضب المصريين بسبب انتظارهم ساعات على ضفتي القناة عند مرور القطع الحربية حيث يتم وقف المعديات التي تنقل المواطنين بين ضفتي القناة كإجراء أمني لحين مرور القطع الحربية. وتقول إدارة القناة إنها لا تستطيع منع مرور السفن الحربية من المرور بها بناء على اتفاقية «القسطنطينية»، التي تنظم حركة المرور بالقناة وتؤكد بنودها على أحقية جميع السفن في المرور إلا السفن التي تكون دولها في حالة حرب مع مصر.