براون يعتمد على خبرته الاقتصادية للدفاع عن منصبه ويرفض «النميمة»

طالب الصحافيين بعدم تحوير التاريخ والالتزام بالقضايا المهمة

TT

كان المؤتمر الصحافي لرئيس الوزراء البريطاني غوردون براون أمس أشبه بالمؤتمرات الصحافية التي سبقت تنحي سلفه توني بلير عن منصبه العام الماضي. فدخل براون مستعداً لمواجهة الاعلاميين الذين ما زالوا يتساءلون عن إمكانية براون على قيادة البلاد، ووعد بالتمسك بمنصبه رغم تدني مستوى شعبيته وتفوق حزب المحافظين المعارض في استطلاعات الرأي. ومن بين حوالي 30 سؤالاً طرحت على براون، كان اكثر من نصفها متعلقاً بإمكانياته الشخصية ومستقبله السياسي، حتى ان أحد الاعلاميين تجرأ وسأله عمن يمكن ان يخلفه. إلا ان براون صمد اثناء المؤتمر الصحافي الشهري الذي استمر حوالي ساعة، وكرر مرة تلو الاخرى «انني الشخص المناسب لقيادة بريطانيا خلال هذه الاوقات الصعبة». ورداً على سؤال حول رسالته لمعارضيه داخل حزب العمال، قال براون: «رسالتي للجميع اننا نمر بوقت اقتصادي صعب ونحتاج الى حكومة تعالج هذه المشاكل»، مضيفاً: «سأبقى اخطط لمستقبل البلاد». وشدد براون على انه يركز على القضايا المهمة التي تهم مصلحة البلاد، موضحاً: «أنا لا اهتم بالنميمة». وكان براون أمس قد بذل جهوداً واسعة للتواصل مع شعبه والحد من تدني شعبيته التي عانت من ضربات متتالية مع مصاعب اقتصادية في البلاد وخسارة كبيرة لحزب العمال الحاكم في الانتخابات المحلية بداية الشهر الجاري. وقام براون بجولة لقاءات تلفزيونية واذاعية صباح أمس، قبل عقد مؤتمره الصحافي الشهري المعتاد. وعند سؤال أحد الصحافيين براون عمن قد يخلفه في رئاسة الحكومة، اجاب: «لقد انتخبني الحزب من دون منافسة ولن ألهو بالامور الاخرى». واضاف: «يستطيع الكثيرون القيام بهذه الوظيفة ولكن سأقوم بها انا». واكد التزامه بمنصب رئاسة الوزراء، قائلاً: «انني اواصل عملي وابني على المدى البعيد»، مضيفاً: «انني مستعد لاتخاذ قرارات غير محببة ولكن ضرورية». وتابع: «السبب الوحيد الذي يجعلني اعمل في السياسة هو انني اريد ان يكون لدى الناس نفس الفرص التي تمتعت بها». وبعد سؤال تلو الاخر حول قدرته السياسية، سأله احد الاعلاميين عن مذكرات زوجة توني بلير، شيري، التي تنشرها صحيفة «ذا تايمز» وتحدثت عن محاولات براون للاستيلاء على السلطة من زوجها، فاجاب براون: «عليكم ان تعرفوا ما حدث... وألا تعيدوا كتابة التاريخ» بروايات اخرى. ورداً على سؤال حول تقارير افادت بأنه يعتمد على نصائح توني بلير، لفت براون الى ان «توني بلير صديق لي واتحدث اليه كثيراً واتحدث اليه بشكل خاص وايضاً عن عمله الجيد في الشرق الاوسط» في اشارة الى منصب بلير ممثلاً للرباعية الدولية. وبينما طغت الاسئلة حول مستقبل براون السياسي على النصف الاول من المؤتمر الصحافي، كان النصف الثاني مركزاً على الاقتصاد، وهو الموضوع الذي يشعر براون بالارتياح في الحديث عنه بعد ان كان وزيراً للمالية لعشر سنوات اثناء حكم بلير. وشدد براون على ان المشاكل الاقتصادية التي تواجه بريطانيا مماثلة لتلك التي تواجه دول العالم وتأتي ضمن اطار الازمة الاقتصادية الاميركية وارتفاع اسعار النفط والغذاء. وقال: «تجربتي خلال السنوات الـ11 الماضية تجعلني قادراً على معالجة هذه المشاكل». واضاف انه على اتصال دائم مع قادة الدول الصناعية الثماني، ويساعد اليابان التي تستضيف اجتماعات مجموعة الثمانية هذا الصيف لانجاح تلك الاجتماعات. واضاف انه يناشد الدول المصدر للنفط ان تزيد من انتاجها لخفض اسعار النفط. وعند خروج الصحافيين من «10 داوننغ ستريت»، تفاجأوا بوجود عارضة الازياء العالمية نعومي كامبل متوجهة الى مقر الحكومة البريطانية. وبينما توقع البعض بأن كامبل كانت متوجهة لمساعدة براون برفع شعبيته، اكد المكتب الاعلامي للحكومة البريطانية لـ«الشرق الاوسط» ان كامبل كانت تزور زوجة براون، سارة، للعمل على مشاريع خيرية تخص مكافحة الوفيات اثناء الولادة.