طالبان باكستان تتوعد واشنطن ردا على قصف منزل قبلي

TT

منع سكان غاضبون في قرية باكستانية على الحدود مع أفغانستان مسؤولين حكوميين امس من الاقتراب من أنقاض منزل ضربه صاروخان يعتقد أنهما أطلقا من طائرة اميركية بدون طيار.

وقال سكان إن صاروخين ضربا منزلا في قرية دمادولا بمنطقة باجور القبلية المعروفة بنشاط المتشددين الاسلاميين أسفرا عن مقتل ثمانية بينهم ثلاثة أطفال وامرأة مساء أمس.

وقال رحمة الله خان وهو من سكان القرية «هذه وحشية.. كانوا أبرياء» في اشارة الى القتلى. وتعهدت حركة طالبان الباكستانية بالثأر من الولايات المتحدة انتقاما لهجوم صاروخي يشتبه في أن طائرة أميركية من دون طيار نفذته أمس الأربعاء في شمال غربي باكستان قرب الحدود الأفغانية وخلف قتلى وجرحى.

وقال المتحدث باسم الجماعة، مولوي عمر، إن الهجوم الذي استهدف منزلا يعود لأحد أفراد قبيلة من البشتون قرب قرية دمادولا في منطقة باجور القبلية، قتل أربعة من عناصر طالبان وثلاثة أطفال وجرح ستة آخرين، مؤكدا أن أيا من قادة طالبان لم يكن في المنزل المستهدف. واعتبر أن الهجوم محاولة من الولايات المتحدة لتقويض محادثات السلام بين طالبان والحكومة الباكستانية، مشددا على أن هذه المحادثات ستتواصل. وقال مسؤول أمني في المنطقة إن بين ستة وثمانية أشخاص قتلوا، ولم يستبعد احتمال ان يكون بعض منهم من المقاتلين الاجانب. وليس من المعتقد وجود أي مقاتل بارز بين القتلى. وكانت هذه هي الضربة الاولى منذ تشكيل حكومة باكستانية جديدة قبل نحو ستة أسابيع. وفي يناير (كانون الثاني) 2006 أطلقت طائرة اميركية بدون طيار (بريديتور) صواريخ على منزل في دمادولا اعتقدت القوات الاميركية أن أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» كان داخله.

ولم يكن الظواهري في المنزل وقتل 18 شخصا على الاقل في تلك الضربة الجوية من المعتقد ان بعضهم كانوا اعضاء في «القاعدة».

وفي وقت سابق هذا العام ضربت طائرات اميركية بدون طيار ثلاثة مواقع على الاقل يستخدمها مقاتلو القاعدة في شمال غربي باكستان ما اسفر عن مقتل عشرات من المتشددين المشتبه بهم. وفي هجوم اول من أمس فان المنزل الذي قال سكان انه خاص بأحد أفراد القبائل البشتونية ومسجد مجاور دمرا تماما، وكل ما تبقى منهما أجزاء من بعض الجدران.

وتجمعت الحشود في مكان الحادث وقال مسؤول اقليمي ان سكان القرية الغاضبين منعوا رجاله من الاقتراب من المكان وأبعدوهم. وقال متحدث باسم الجيش الباكستاني ان انفجارا وقع ولكن الجيش لم يحدد السبب. وقال متحدث باسم الحكومة انه ليس لديه معلومات. ولم تؤكد الولايات المتحدة ولا السلطات الباكستانية رسميا وقوع هجمات صاروخية اميركية على الاراضي الباكستانية والتي تمثل انتهاكا لسيادة باكستان ويرفضها الكثير من الباكستانيين الذين يعارضون الحملة التي تقودها الولايات المتحدة على الارهاب. وتعرض حلفاء الرئيس الباكستاني برويز مشرف الحليف القوي للولايات المتحدة للهزيمة في انتخابات أجريت في فبراير (شباط) وبدأت الحكومة الجديدة التفاوض بهدف إقناع المتشددين بإنهاء موجة من الهجمات. وقال مولوي عمر، المتحدث باسم طالبان، ان الهجوم الصاروخي الاميركي يهدف الى تدمير محادثات السلام مع الحكومة. وأضاف عمر «انهم لا يريدون سلاما في باكستان لهذا هم يفعلون ذلك ولكننا سنواصل المحادثات».

ويقول حلفاء غربيون لباكستان ان اتفاقات السلام السابقة أطلقت أيدي المتشددين في اعادة تنظيم الصفوف والتآمر على تنفيذ هجمات عنيفة في أفغانستان وخارجها.

وجاء هذا القصف في وقت تتفاوض فيه الحكومة الجديدة المنبثقة عن الانتخابات التشريعية التي أجريت في 18 فبراير الماضي منذ شهر ونصف الشهر بشأن اتفاق سلام مع طالبان الباكستانية التي يتزعمها بيعة الله محسود.

وانتقدت واشنطن تلك المفاوضات بشدة واعتبرت أن الاتفاقات السابقة من هذا القبيل التي نبذت في 2007، أتاحت لطالبان و«القاعدة» استعادة قواها في المناطق القبلية مغتنمة فرصة انسحاب الجيش. وتشتبه الولايات المتحدة في ان اسامة بن لادن زعيم «القاعدة» الذي كان اعلن في ايلول (سبتمبر) الماضي «الجهاد» ضد الرئيس الباكستاني برويز مشرف ونظامه المتحالف مع واشنطن في «الحرب على الارهاب»، يختبئ في مكان ما في هذه المناطق القبلية الباكستانية مثل الظواهري وقيادات «طالبان» افغانستان. وفي 29 يناير الماضي, قتل صاروخ اطلق من طائرة بلا طيار احد الاعوان البارزين لبن لادن في افغانستان هو ابو الليث الليبي في منزل زعيم قبلي في اقليم شمال وزيرستان.