المغرب ينشئ أكاديمية محمد السادس لكرة القدم

مولها القطاع الخاص.. وتهدف لتخريج 20 لاعبا في السنة

الملك محمد السادس لدى تدشينه أول من أمس في سلا مشروع أكاديمية كرة القدم التي تحمل اسمه (تصوير: لين ماب)
TT

دشن العاهل المغربي، الملك محمد السادس، أول من أمس، مشروع إنشاء «أكاديمية محمد السادس لكرة القدم» بمدينة سلا، والتي يعلق عليها المغرب آمالا كبيرة في تخرج أجيال جديدة من الأبطال من مستوى عال.

ويقع المشروع على مساحة 18 هكتاراً، ويتضمن ملاعب رياضية ومرافق إيواء وترفيه خاصة بالمتدربين، بالإضافة إلى فصول دراسية لتمكين الأطفال المتدربين من متابعة تعليمهم في أفضل الظروف ووفق برامج وجداول مدرسية منسجمة مع متطلبات التكوين الرياضي. كما يضم المشروع مركزاً لتكوين المؤطرين الرياضيين والمدربين. وقال نصر لاركيت، مدير المشروع لـ«الشرق الأوسط» إن الأكاديمية مجهزة بكل ما يلزم من أجل التكفل الشامل بنحو 60 طفلا في السنة تتراوح أعمارهم بين 13 سنة و18 عاما، منذ التحاقهم بالأكاديمية حتى يتخرجوا فيها لاعبين محترفين. وأضاف أن طاقم الأكاديمية سيؤطر الأطفال تأطيراً شاملاً ومتكاملاً ليجعل منهم مواطنين صالحين وأبطالا من الطراز العالي.

وإلى جانب الأكاديمية، سيتم بناء مدرسة ترفيهية متخصصة في كرة القدم موجهة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و12 عاما، والتي ستعنى بالبراعم التي تتوفر على مؤهلات رياضية متميزة لكن سنها لا يسمح لها بدخول الأكاديمية.

وتنتظم الدراسة في الأكاديمية في ثلاثة مستويات، مستوى ابتدائي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و14 سنة، والذي سيتم خلاله التركيز على الإعداد البدني والنفسي لأبطال المستقبل. وخلال هذه الفترة يتم اكتشاف مؤهلات كل متدرب ويتم وضع مخطط توجيه مستقبلي خاص به. في المرحلة الثانية المخصصة للأطفال بين 15 و16 سنة، سيدخل المتدربون في مرحلة متقدمة من التدريبات التقنية تؤهلهم لولوج المرحلة الثالثة، وهي مرحلة التخصص والتدريبات عالية المستوى.

ويُرتقبُ أن تنطلق الدراسة في الأكاديمية مع الدخول المدرسي المقبل في سبتمبر (ايلول) 2009. ويقول لاركيت إنه يترقب أن يبدأ بفصلين يضم كل واحدٍ منهما ما بين 15 و30 متدرباً. وأضاف: «نترقب أن نصل في مرحلة نضج المشروع إلى نحو 60 متدرباً في الحد الأقصى، بمعدل 20 متدرباً في كل فوج من الأفواج الثلاثة». ويرتقب أن يتخرج في الأكاديمية نحو 20 لاعباً في السنة كحد أقصى. ويقول لاركيت: «نحاول أن نضعَ كل الحظوظ إلى جانبنا، انطلاقاً من انتقاءِ المتدربين الذين سيلجون إلى الأكاديمية».

ويقوم لاركيت بجولة في المدن والبوادي المغربية منذ توليه هذه المهمة في يوليو (تموز) الماضي بحثاً عن المواهب الرياضية التي تتوفر على المميزات والمؤهلات الرياضية المطلوبة لولوج الأكاديمية. ويقول لاركيت: «لن أحابي أحداً فيما يتعلق بانتقاء المتدربين، وأفضل بعض الخصومات وتحمل غضب البعض على أن أمنح مقعداً في الأكاديمية لطفل لا يمتلك فرصة إرضاءً للبعض، وأحرم بذلك طفلا آخر لديه الموهبة والإمكانات اللازمة ليصبح بطلا، وتكون النتيجة طبعاً هي فشل مهمتي». ويعتقد لاركيت، الذي مارس مهام إدارة مراكز التكوين في مجال كرة القدم في فرنسا لمدة تزيد عن 25 عاما، أن المنجم الحقيقي للأبطال يوجد في الأحياء الصعبة. لذلك تراه يتجول في الأحياء الشعبية للدار البيضاء بحثا عن مباريات الأحياء ومدربي فرق الأحياء ومؤطريها سعياً إلى تشكيل شبكته لاقتناص الطيور النادرة.

ويرتقب أن يكلف مشروع إنشاء الأكاديمية 140 مليون درهم (19 مليون دولار)، تم تمويلها بالكامل من شركات القطاع الخاص، والتي شكلت جمعية غير ذات مصلحة تجارية لقيادة المشروع. وتساهم في المشروع كل من مجموعة «أونا» ومجموعة «صندوق الإيداع والتدبير» ومجموعة عثمان بنجلون، وشركة «اتصالات المغرب» وشركة «الضحى» العقارية.

وخصص الملك محمد السادس منحة سنوية من ماله الخاص لدعم الأكاديمية. وكلف مدير كتابته الخاصة، منير الماجدي، رئاسة مجلس إدارة الأكاديمية.