عون يذهب إلى الدوحة متمسكا بالحكومة الانتقالية.. والموالاة ترحب بالحوار من دون أفكار مسبقة

نائب في «المستقبل» يرفض اعتبار الاتفاق انتصارا لأحد ويؤكد أن سلاح حزب الله سيطرح

TT

يذهب قادة الأحزاب اللبنانية الى العاصمة القطرية الدوحة اليوم، لبدء حوار على أمل التوصل الى حل للأزمة اللبنانية، بعد أن رفضت قوى الأكثرية ببدء حوار في بيروت، يرعاه نائب رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي أصبح طرفا واضحا في الأزمة، ونشر مسلحيه الذين قادوا الانقلاب الى جانب حزب الله، في شوارع بيروت ودخلوا في قلب المعارك.

وعلى الرغم من ان المراقبين لا يعلقون آمالا كبيرة على لقاء الدوحة، ويعتبرون ان القادة وافقوا على المشاركة فيه لكسب وقت يحتاجونه بعد اسبوع من المعارك، يذهب قادة الاكثرية الى الدوحة بروح ايجابية، آملين ان يأسسوا لحوار يحل الأزمة اللبنانية.

ويعول تيار المستقبل، الذي يرأسه النائب سعد الحريري على بندين يعتبرهما اساسيين ومهمين في الاتفاق، الذي تم التوصل اليه برعاية وزراء الخارجية العرب. وقال النائب في كتلة المستقبل عمار الحوري لـ«الشرق الأوسط» ان «الاتفاق بشكل معلن، يشكل بوابة صالحة لمعالجة الازمة ولبدء مرحلة جديدة، والاستفادة من الفترة السوداء الماضية».

وأشار الحوري الى أن «أهم ما في الاتفاق نقطتان، الاولى ان هناك طمأنة عربية في ان ما حدث لن يتكرر، والثانية تتعلق ببسط سلطة الدولة على كافة اراضيها، انطلاقا من الحوار الذي سيتم اطلاقه». واعتبر الحوري أن في البند الثاني، تلبية لنداء الأكثرية بطرح بند يتضمن الحوار حول سلاح حزب الله.

ورفض الحوري ان يعتبر البيان انتصارا لأي طرف، وقال انه «انتصار للعقل والمنطق والمواطن اللبناني، الذي عانى الكثير».

وردا على سؤال عن سبب الموافقة على بدء الحوار في الدوحة، علما ان قطر رفضت الى جانب سورية الموافقة على بيان وزراء الخارجية العرب، بسبب بند يدين حزب الله لجهة استخدامه العنف لفرض آرائه السياسية، قال حوري: «الذهاب الى الدوحة ليس العنوان بل التفصيل»، مشيرا الى ان وزراء الخارجية العرب، هم من اختار قطر لترأس الوفد، ولذلك أتى الاقتراح ان تكون قطر المضيفة.

أما الحزب الاشتراكي برئاسة النائب وليد جنبلاط، فيبدو أنه يتوجه الى قطر أيضا بروح إيجابية. وقال مصدر في الحزب التقدمي الاشتراكي، إن الحزب سيشارك في الحوار بروح «ايجابية» وأنه لن يذهب بأفكار أو شروط مسبقة، مشيرا الى أن مطلب الحوار لطالما كان مطلب النائب جنبلاط. وأكد المصدر ان الحوار هو الحل الوحيد في الوقت الحاضر، مشيرا الى ان المشاركة تؤكد ان الأكثرية لا تريد حلا الا عبر الحوار، وان الحزب يشارك بكل ما يحفظ استقلال لبنان، ويساعد على شرعية الدولة. وقال إن المقترحات التي طرحها العرب، وافق عليها جنبلاط بالشكل الذي هي فيه، لأنها تضمن شرعية الدولة وتؤكد على انتخاب رئيس للبلاد. وأكد أن لا تصورات مسبقة لشكل الحكومة، انما الاكيد ان الاتفاق هو على تشكيل حكومة وحدة وطنية، تتضمن عشرة وزراء للمعارضة وعشرة وزراء للموالاة، وعشرة وزراء حياديين.

كذلك تعتبر القوات اللبنانية، التي تنتمي الى الموالاة ويرأسها سمير جعجع، ان المشاركة في حوار الدوحة هدفه النقاش من دون عراقيل. وقال مصدر في الحزب ان القوات ستتعامل بإيجابية مع كل الطروحاتإ ولن تعرقل اية مباردة تساهم في حل الأزمة في لبنان، وفقا للاتفاقية التي تم التوصل اليها، مشيرة الى ان المكان ليس المهم بل الحوار.

واذا كانت أحزاب الموالاة تذهب الى الدوحة بروح ايجابية ومن دون شروط مسبقة، الا تلك التي جاءت في الاتفاق الذي رعاه العرب، يبدو ان رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون، يذهب الى الحوار متمسكا بشروطه التي عجز عن فرضها على البيان، الذي صدر عن الوزراء العرب. وقال مصدر في التيار الوطني الحر لـ«الشرق الاوسط» ان «العماد عون متمسك بالحكومة الانتقالية، بدلا من انتخاب الرئيس»، الا انه أضاف انه سيذهب الى الدوحة، ويشارك في الحوار ويفاوض على مطالبه.

وعلى الرغم من ان المراقبين يعتبرون ان اجتماع الدوحة قد يخفف من الاحتقان في بيروت، الا انهم يشيرون الى ازمات اخرى سترشح بعد اللقاء، مثلا حول توزيع الحقائب، في حال تم الاتفاق على شكل الحكومة.