الشارع العوني مرتاح لـ«انتصار» حليفه في شوارع بيروت ويعتبره نصرا مزدوجا للمعارضة ولـ«رؤية» العماد عون

أحد منظريه انتقد استغلال «رموز الوصاية السورية» لما حققه «حزب الله»

TT

نجت المناطق ذات الغالبية المسيحية من شرارات المواجهات التي اندلعت في بيروت وامتدت الى معظم المناطق اللبنانية، لكنها لم تنج تماما من «الرعب» الذي تملك كثيرين من اللبنانيين وهم يرون السلاح ينتشر في الشوارع، رغم التفاوت في حجم الرعب، خصوصا من قبل فريق «التيار الوطني الحر» الذي رأى في ما حصل «انتصارا مزدوجا»: الاول للمعارضة، والثاني لرؤية قائده النائب ميشال عون في التفاهم مع «حزب الله».

وأتى وقع سلاح «حزب الله» في الشارع المسيحي متفاوتا بين التيــــارات المسيحية المختلفة، ففيما تأثر الشارع المؤيد لفريق الاكثــــرية والشارع المحايد سلبا بما جرى، كان فريق رئيس تكتل «التغيــير والاصلاح» النائب ميشال عون مرتاحا لـ«صوابية» قرار التفاهم الذي تحول تحالفا مع الحزب والذي ساهم في ابعاد المواجهات عن الساحة المسيحية. وفيما امتنع عون عن الاجابة عن اسئلة «الشرق الاوسط»، قال ناشط في التيار: «إن المسيحيين اصيبوا باحباط كبير نتيجة التحالف الرباعي الذي حصل في العام 2005 بين القوى الاسلامية الاساسية (»حزب الله» وحركة «امل» و»تيار المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي) وفقد الامل في الحصول على حقوقه. أما الان فقد عاد الامل، اذ نعود الى الدولة مع الشيعة، أو نخرج معا».

النائب عباس هاشم، عضو كتلة عون رأى أن ما حصل «أعطى صدقية أكبر لعون لأن ما كان يحذر منه منذ أكثر من سنتين وقعنا فيه» مشيرا الى ان ما حصل «اراح الشارع المسيحي، الذي لاحظ ولأول مرة وجود قيادة تحسن قراءة التطورات في سبيل تلافي الاسوأ». وقال: «البيئة (المسيحية) كانت سعيدة أو لامبالية. والقسم الحيادي الذي يميل وفق التطــــورات، رجع ليتصلب اكثر بموقف مؤيد للعماد عون ورفض لما يمكن ان يساهم في اعادة البلبلة أو الفوضى الى الشارع المسيحي ما انعكس ايجابا على جمهور العماد عون وسلبا على ممانعي حالة عون داخل البيئة المسيحية».

ويعترف هاشم بوجود «ألم واشمئزاز من الواقع»، لكنه اشار في المقابل الى «تقدير كبير لمواقف عون وسياساته».

ويتحدث مدير البرامج الاذاعية في تلفزيون «أو. تي. في» جان عزيز التابعة للتيار العوني بـ«صفته الشخصية والمهنية» عن رؤيته لما حصل في بيروت خلال الاسبوع الماضي، مشددا على ان كلامه «ليس رسالة من طرف الى طرف». ويقول انه لاحظ «استغلالا من قبل بعض الجهات التي كانت موجودة خلال فترة الوصاية السورية لتحرك حزب الله من أجل معاودة الظهور على حساب الحزب وحلفائه، خصوصا مع اتهام هذه الجهات ببعض التجاوزات التي حصلت في بيروت وبعض المناطق». ويضيف: «إن ما قام به حزب الله مفهوم ومنفصل عن اي اتهامات كان فريق السلطة يوجهها له عن محاولته اعادة الوصاية السورية وخدمة النظام في سورية».

وينفي عزيز وجود «نقزة» في الشارع المسيحي المعارض نتيجة ما جرى، مشيرا الى ان «الشارع المسيحي التابع لمسيحيي الحريري (14اذار) كان منخرطا في المعركة نفسيا واعلاميا، وبالتالي تأثر أكثر بما جرى. أما الحياديون فتأثير هذه الظاهرة يكون سلبيا لديهم» مشيرا، في المقابل، الى انه لمس «وجود ارتياح مسيحي لتوجيه صفعة الى (النائبين) وليد جنبلاط وسعد الحريري. وبالتالي كان هؤلاء يعيشون بين حساب السلبيات والايجابيات». وشدد على ان الخوف لم يكن موجودا «بدليل استمرار العمل على وتيرته في المناطق ذات الغالبية المسيحية خلال المواجهات».

أما مدير الاخبار في اذاعة «صوت الغد» التابعة للتيار حبيب يونس فقد لاحظ وجود «ارتياح عام» في الشارع المسيحي المعارض، معتبرا ان ما جرى أظهر «صوابية مواقف العماد عون وصحة رؤيته» مشيرا الى «ان ما حصل اثبت للمسيحيين ان ورقة التفاهم (مع الحزب) كانت خيارا صحيحا لو مشى فيه الجميع لما وصلنا الى هنا». ورأى ان الشارع المسيحي كان محصنا هذه المرة ضد حملة الشائعات والافتراء التي وجهت اليه. وأكد يونس ان الشارع المسيحي بشقيه، المعارض والموالي، كان مطمئنا حيال تجنيب مناطقه المواجهات نتيجة ورقة التفاهم، فكان غير العونيين واثقين من ان شارعا فيه عوني واحد هو شارع محمي». وخلافا لعزيز، لم ير يونس «الا صورة واحدة رفعت لبشار الاسد» معتبرا ان حملة شائعات كبيرة بثت في هذا الاطار. وقال: «نحن لم نرها، لأننا اصبحنا نمتلك حصانة ضد التحريف والتشويه».