الجميل يطالب بتطمينات بعدم تكرار «المغامرة العبثية المدمرة» والأحدب يرفض أي اتفاق يبقي السلاح في يد «حزب الله» وحلفائه

ترحيب واسع بمهمة اللجنة الوزارية العربية لحل الأزمة اللبنانية

امرأة تمر أمام حائط رفعت عليه صور لقائد الجيش العماد ميشال سليمان (أ.ف.ب)
TT

في موازاة ترحيب مختلف الفرقاء اللبنانيين بمهمة لجنة وزراء الخارجية العرب الهادفة الى التوفيق بين اطراف الازمة والخروج بحلول سياسية على قاعدة المبادرة العربية، برزت مواقف تؤكد على ضرورة الحصول على تطمينات من ان «المغامرة العبثية والمدمرة» التي قام بها حزب الله لن تتكرر، كما اشترط رئيس حزب الكتائب اللبنانية امين الجميل. فيما اكد النائب مصباح الاحدب على ان «اي اتفاق يبقي السلاح في يد حزب الله مرفوض» داعيا الوفد العربي الى «ان يعي ان لا جدوى من الحوار تحت التهديد».

موقف الرئيس الجميل اعلنه، لدى قيامه امس، يرافقه رئيس حزب «الوطنيين الاحرار» دوري شمعون، بزيارة تضامنية الى المقر المؤقت لتلفزيون «المستقبل» في ضاحية سن الفيل شرق بيروت.

وبعدما جال الرئيس الجميل على مكاتب «المستقبل» تحدث الى المسؤولين عن المحطة. ومما قال: «انه وسام كبير لمؤسسة اعلامية مقاومة ومناضلة ان تمر بمعمودية الدم. وهذا دليل على اهمية هذه المؤسسة وتأثيرها على الوضع والرأي العام، وإلا لما كان تم لجمها بهذه الطريقة. اننا الى جانبكم قلبا وقالبا. ونشارككم النضال الذي تقومون به. والضغوطات الحاصلة شهدنا مثلها، ولن نستسلم ونترك الساحة، فالساحة ساحتنا انطلقنا فيها في 14 اذار 2005. واكدنا على الثوابت الوطنية الواضحة. لن نقبل ان نتنازل عن هذه الثوابت التي عمدت بدماء كل شهدائنا ... وما يحصل يبين انه ليس هناك تقدير كاف لهؤلاء الشهداء الذين سقطوا والذين دافعوا عن لبنان الحرية والكرامة. انتم في المستقبل في صلب هذا النضال وفي صلب هذه المقاومة ونحن الى جانبكم».

وسئل الجميل: هل تلقيتم اي ضمانة لكي لا يتعرض المدنيون لتهديدات في بيوتهم بعد حصول الاتفاق وانهاء العصيان المدني؟ فأجاب: «هناك مبادرة عربية رحبنا بها من اول الطريق. ونعول بادئ ذي بدء على اي جهد عربي، ونفضله على اي جهد آخر. وأكدنا انه يفترض الا تتكرر هذه التجربة وهذه المغامرة العبثية المدمرة. وهذا الامر يفترض ان يكون البند الاول على جدول اي حوار حتى لا ندخل في أي سجال حول المؤسسات، طالما ان الثقة مفقودة. فحتى لو شكلنا حكومة واتخذت هذه الحكومة اي قرار يتعلق بعامل تنظيفات او يتعلق بعلاقات دولية ولم تنل اعجاب الطرف الاخر، فسيعود وينزل على الارض، ويقتل ويدمر ويعتدى على المؤسسات الإعلامية ومؤسسات الدولة. فمن البديهي أن نحصل على كل التطمينات والتأكيدات أن هذه المغامرة العبثية والمدمرة لن تتكرر على الساحة اللبنانية». وسئل: هل تعتقد ان عودة الحكومة عن قراراتها هزيمة وهل أنت متفائل من الدعوة الى الحوار في قطر؟ فاجاب: «كل ما حصل على الأرض أخيرا هو هزيمة للبنان. ولبنان يعاني من نتائج مغامرة انتحارية، وهنا المأساة. نعتبر أن مصير البلد والأمة اللبنانية هو على المحك. الباقي هو تفاصيل. المهم هو أن نتمكن من التفاهم على مفهوم السيادة فهناك انتقاص من السيادة، وقيام سيادات خاصة على حساب السيادة الوطنية». واكد تصميمه على «الذهاب حتى النهاية، مع كل حلفائنا، للتوصل الى حل كل هذه الصعاب وبناء لبنان للأجيال المقبلة».

من جهته، قال شمعون: «أمامنا مرحلة طويلة. فالمسألة لن تنتهي بمجرد الجلوس الى الطاولة. رأيناهم قبلا جالسين الى الطاولة (حزب الله) وأعطوا وعودا، ثم أطلقوا حروبا ومعارك دامية. وقد يأتي ويقول لنا في الغد لا تؤاخذونني لم أكن أعلم بأن النتائج ستكون على هذه الشاكلة، فعليه في هذه المرة أن يتحمل لوحده كل النتائج». واضاف: «لبنان ليس مزرعة لأحد. وهناك دولة لبنانية ستبنى. ممنوع بناء دولة أخرى ضمن الدولة اللبنانية. نحن مستمرون. ربما كانوا (المعارضة) ربحوا قليلاً، لكنهم خسروا سياسيا الحرب بكل معنى الكلمة».

من جهته، قال النائب مصباح الاحدب في بيان اصدره امس انه بعد الاتصالات والمشاورات التي أجراها مع المشايخ والمسؤولين عن هيئات المجتمع المدني والفاعليات واللجان الاهلية في طرابلس والشمال، يهمه ان يؤكد للمسؤولين في لبنان ان «اي اتفاق يعقد في ما بينهم ويحمل في طياته الموافقة على إبقاء السلاح بأيدي أدوات حزب الله في الشمال هو مرفوض وغير قابل للتنفيذ على أبناء هذه المناطق الذين لم يروا من هذا السلاح المسمى بالمقاوم سوى رصاصات الغدر التي اطلقت باتجاه المواطنين العزل في ساحة حلبا. ولولا ارادة اهالي الشمال بدرء الفتنة لكان الشماليون استفاقوا على حوادث مأساوية كانوا قد دفنوها مع انتهاء الحرب الاهلية المشؤومة». وشدد على ان «اي اتفاق يحافظ بموجبه على السلاح بأيدي هذه الميليشيات سيفتح المجال امامها للانقضاض مجددا على اهالي الشمال وفرض الشر المستطير عليهم بعد فشلهم في تحقيق ذلك في محاولتهم الاولى»، متمنيا على الوفد العربي ان يعي ان «لا جدوى من الحوار تحت تهديد السلاح الذي من الخطر ابقاؤه بأيدي هذه الميليشيات خصوصا أن اهالي طرابلس وعكار والضنية والمنية لن يقبلوا ان يبقى السلاح موجها الى صدورهم ليستخدم في اي فرصة يراها حزب الله مناسبة للانقلاب على الدولة والسيطرة على البلد».

ورحب وزير الاشغال العامة والنقل محمد الصفدي بجولة اللجنة الوزارية العربية، مؤكدا «أن المبادرة العربية لا تزال قائمة لمساعدة اللبنانيين على الاتفاق في ما بينهم والعودة إلى طاولة الحوار اللبناني ـ اللبناني لأنها الطريق الصحيح للحل». وحول ما يحكى عن تعديل اتفاق الطائف، قال: «لا شك في أنه بالممارسة تبين لنا أن أمورا عدة في اتفاق الطائف تستوجب إعادة النظر فيها. ولكن السؤال: هل نفتح النقاش حول الطائف على طاولة الحوار أم لا؟ إنه في الحقيقة موضوع شائك. ولا بد من الجلوس أولا حول الطاولة للاتفاق على المسائل الأساسية، على أن ننتقل تدريجا لبحث المسائل الشائكة في وقت لاحق».

واشترط النائب عاطف مجدلاني (كتلة المستقبل) ان يكون البند الاول في اي حوار «كل السلاح في يد الشرعية». وقال في تصريح له امس: «بعدما سقط القناع وبعدما ابتعد الحزب (حزب الله) عن كنيته، وبعدما نسي وعوده وتناسى قسمه، وبعد ممارسته لكل انواع الاعتداءات والاستفزازات والدهم ضد اهالي بيروت، وبعدما فجر حقده الاسود على سيد الشهداء رفيق الحريري بتدمير مؤسساته الاعلامية والتربوية والثقافية والصحية، بعد كل هذا: اين نحن اليوم، وماذا بعد؟». واضاف: «لا شك ان المحور السوري ـ الايراني ينفذ المخطط المرسوم المكون من ثلاث مراحل: المرحلة الاولى الفراغ، وقد تحقق حتى الان. المرحلة الثانية، الفوضى وقد اصبحنا في صميم هذه الفوضى ـ الفتنة. المرحلة الثالثة، طائف جديد في الدوحة، الهدف منه اعادة رسم خريطة التوازنات للانتقال من المناصفة الى المثالثة».