باريس: لا تغيير في قواعد اشتباك اليونيفيل والتوجه في مجلس الأمن لإعلان رئاسي عن لبنان

مسؤول أميركي: ندعم العماد سليمان والجيش والجهود العربية

TT

قالت مصادر فرنسية رسمية إن المناقشات في مجلس الأمن الدولي حول الموضوع اللبناني ما زالت في بداياتها لكن التوجه الغالب في الوقت الحاضر هو لإصدار «إعلان رئاسي» وليس لإصدار قرار جديد يضاف الى القرارات السابقة. واستبعدت هذه المصادر أن يناقش المجلس في الوقت الحاضر وضعية القوات الدولية «اليونيفيل» مؤكدة أن قواعد الاشتباك المعمول بها منذ العام 2006 «تناسب فرنسا تماما وهي لا تجد سببا لتغييرها». وكان الملف اللبناني موضع نقاشات في مجلس الأمن على هامش جلسة مخصصة للسودان أول من أمس بطلب من الولايات المتحدة الأميركية.

وأفادت مصادر دبلوماسية تحدثت اليها «لشرق الأوسط» أمس أن باريس وواشنطن «تشاورتا بشأن مسودة إعلان رئاسي أعدتها الدبلوماسية الفرنسية» وهي «تستعيد النقاط الأساسية» التي جاءت في بيان أصدقاء لبنان الذي صدر ليل الاثنين الماضي. وتعتبر باريس أن تمهل مجلس الأمن سببه «انتظار ما ستسفر عنه مهمة البعثة العربية في بيروت» إذ أن أمين عام الجامعة العربية الذي شارك في مشاورات مجموعة أصدقاء لبنان كان قد «طلب مهلة» وأن هذه المهلة «أعطيت له». وبحسب المصادر الفرنسية فإن مضمون ما سيصدر عن مجلس الأمن «مرتبط بما ستؤول اليه اللجنة العربية».

غير أن المصادر الفرنسية استبعدت الأخبار التي روج لها في نيويورك بخصوص السعي الى قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع ينص على تدابير بحق سورية أو حزب الله أو يوسع صلاحيات القوة الدولية في جنوب لبنان لإعطائها دورا داخليا وليس فقط في الجنوب اللبناني. وأفادت باريس أن التحرك الفرنسي يحكمه عاملان: «الأول الدفع باتجاه التهدئة والثاني الفعالية و«البراغماتية». ويعتبر الجانب الفرنسي أنه حتى لو لم تسفر الجهود العربية عن نتيجة فإن مجلس الأمن «لن يرفع العصا» بل «سيتم اللجوء الى لغة متشددة تؤكد على دعم الشرعية والمؤسسات اللبنانية وتدعو الى انتخاب رئيس للجمهورية فورا والى وضع حد للتدخلات الخارجية في الشؤون اللبنانية" مضيفة أن ما "نسعى اليه هو وقف العنف ودعم الحكومة». وترفض باريس البحث في موضوع تغيير انتداب اليونيفيل وهو ما كانت طالبت به إيطاليا قبل أن يتراجع وزير دفاعها عن ذلك أول من أمس. على صعيد آخر، قال مايكل بيلوتييه، مدير مكتب التواصل الإقليمي الأميركي في دبي التابع لوزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن «تدعم الجهود التي تقوم بها البعثة العربية» كما أنها «تدعم العماد ميشال سليمان والجيش والمؤسسات اللبنانية». وأفاد بيلوتييه في لقاء مع مجموعة من الصحافيين العرب أمس في باريس إن واشنطن «تريد تسريع المساعدات» التي تقدمها للجيش اللبناني التي بلغت قيمتها منذ ديسمبر (كانون الاول) 2006 ما يوازي 371 مليون دولار منها 75 مليون دولار لقوى الأمن الداخلي. وبحسب مايكل بيلوتييه، فإن الإدارة تسعى لتسريع المساعدات للجيش «لأنه يستطيع أن يحمي الشعب اللبناني من المجموعات التي تستخدم العنف والسلاح ضده وضد الديمقراطية والمؤسسات اللبنانية الشرعية وهذا شيء محزن ومؤسف لكل أصدقاء لبنان». ولدى سؤاله حول ما إذا كان يعني حزب الله أجاب: «واضح أن حزب الله تسبب في كثير من المشاكل».

واعتبر المسؤول الأميركي الذي يتبع ما يسمى بـ«قسم الدبلوماسية العامة» في الخارجية الأميركية أن «دور الجيش أساسي» وأنه «قام بجهود كبيرة للعب الدور المناسب»، لكنه «ما زال يحتاج للمساعدة». وامتنع بيلوتييه عن «تقويم» أداء الجيش اللبناني الأسبوع الماضي وشدد على أهمية «ألا تقوم دويلات داخل الدولة اللبنانية» منتقدا «الدور السلبي» لسورية وإيران في لبنان.