3 رؤساء وزراء سابقون «عدلوا» مواقفهم من المعارضة على وقع تطويق قواتها بيروت والمناطق اللبنانية

صبيان ينظران الى أفراد من الجيش بعد بدء انتشاره في شوارع بيروت (أ.ب.)
TT

لوحظ في الايام القليلة الماضية وبعد اندلاع الاشتباكات بين انصار المعارضة والموالاة في أكثر من منطقة لبنانية، تبدّل وإن كان بسيطا طرأ على مواقف ثلاثة من الشخصيات السياسية السنية، وهم رؤساء الوزراء السابقون سليم الحص ونجيب ميقاتي وعمر كرامي.

وفيما يبدو الاخير وحده من اعلن صراحة موقفه المناوئ للحكومة ووقوفه بجانب قوى المعارضة، اكتفى الآخران بإعلان مواقف أرادوها على مسافة واحدة من الجميع. فالحص عمل على تأسيس «القوة الثالثة»، ومنها دأب منذ بدء الازمة اللبنانية على دعوة جميع الاطراف في غالبية تصريحاته، الى الهدوء والحوار، علما انه لم يتأخر في اعلان معارضته الصريحة سياسة الاكثرية في أكثر من خطاب وأكثر من مناسبة. ففي حديثه الى «الشرق الأوسط» في 4 مارس (آذار) الفائت، قال: «لو كنت مكان الرئيس (فؤاد) السنيورة لاستقلت قبل سنة. فالحكومات تستقيل لاسباب اقل من ذلك بكثير، فكيف اذا كانت موضع خلاف مع نصف اللبنانيين؟». لكنّه مع اندلاع الاشتباكات الاخيرة في 7 مايو (أيار)، لم يتوان عن تسجيل اعتراضه على تحرّك المعارضة. وقال في 11 مايو: «اننا نهيب بالجميع من دون استثناء التنكّب كليًا عن الاحتكام الى السلاح، والاعتصام من ثم بحبل التعقل والروية والانفتاح». وفي 12 مايو أكد ان «العصيان المدني الذي دعت اليه المعارضة سينعكس سلبا على من يدعو اليه». وسارع أمس الى التذكير بأن «مجتمعنا لا يتحمّل غالباً ومغلوباً»، بعدما أعلن في 8 مايو أن «الإجراءات الحكومية المتسرّعة كان من الممكن أن تكون مادة الحوار بين الأفرقاء، لو استجيب لتلك الدعوة. اللهمّ إلا إذا كان ذلك مطلوباً خارجياً ممّن بشّرنا بصيف حارّ ونحن نتمنّى أن لا يكون الأمر كذلك». أما كرامي وهو المعارض على الملأ والمسارع الى تسجيل اعتراضه على مواقف الاكثرية، فشغلت كلماته الاخيرة التي توجه فيها من طرابلس الى اهل السنة في 11 مايو، بعض المراقبين. فإذ شدد على «أننا منذ البداية وعلى السطوح أخذنا موقفاً لم نَحِد عنه وهو تأييد المقاومة لإسرائيل»، أعلن انه «إذا أصبحت القضية تناحر مذاهب، فإما أن نجلس في منازلنا أو نكون مع طائفتنا، لأننا على ثقة بأن السنّة طائفة في كل تاريخها تسير على خطها الوطني وتعتبر لبنان رأس حربة الدفاع عن العروبة». لقد أرادها «رسالة طمأنة» الى اهل طائفته ومدينته طرابلس الشمالية التي شهدت اشتباكات عنيفة، فيما كان «حزب الله» منتشرا في احياء بيروت. وذلك بعدما حمّل الحكومة مسؤولية ما حصل، بالقول: «إن آخر ما ابتدعته هذه السلطة الحاكمة من قرارات ارتجالية، هما القراران اللذان تسببا في نزول المقاومة للشارع واحتلال بيروت». كذلك حاول تلطيف صورة المعارضة بالقول ان «اللامسؤولية التي تعاملت بها هذه الجهات (الحكومة) هي التي دفعت المعارضة للنزول للشوارع بأسلحتها الخفيفة».

أما ميقاتي الذي تولى رئاسة الوزراء في الحكومة الانتقالية، بعد استقالة الرئيس كرامي في 2005، التي اشرفت على اجراء الانتخابات، فقد بدت تصريحاته الاخيرة لافتة.

فهو الذي دعا مرارا الى «المشاركة» و«التخلي عن سياسة العناد والمكابرة»، أكد أخيرا انه «مخطئ من يعتقد أن في إمكانه فرض ارادته بالقوة أو بالامر الواقع».

وقال: «المطلوب الخروج من الشارع والعودة الى المؤسسات الدستورية لبلورة حل يرضي الجميع، على أن تكون الخطوة الاولى انتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم تشكيل حكومة ووضع قانون جديد للانتخاب».

ووجه في 10 مايو نصيحة الى الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، قال فيها: «ان حب المقاومة لا يكون بالإكراه. وأهل بيروت كانوا في الظروف الصعبة الى جانب المقاومة وناصروها ودافعوا عنها.

لكنني أخشى اليوم من انزلاق المقاومة نحو الداخل».