بوش يهاجم إيران.. ووزير دفاعه يقترح تواصلا غير رسمي بين البلدين

الرئيس الأميركي يرفض «التهدئة مع الإرهابيين»

TT

بعد ساعات من اقتراح وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس زيادة الاتصالات غير الرسمية بين بلاده وايران، هاجم الرئيس الاميركي جورج بوش النظام الايراني. وقال بوش في كلمة امام البرلمان الاسرائيلي امس، ان «السماح لاكبر رعاة للارهاب في العالم بامتلاك اكثر الاسلحة فتكا في العالم سيكون خيانة لا تغتفر للاجيال المستقبلية».

واكد بوش، الذي يقوم بزيارة لاسرائيل مدتها ثلاثة ايام، «اميركا تقف معكم في تفكيك الشبكات الارهابية وحرمان المتطرفين من مأوى آمن. واميركا تقف معكم في معارضتها الثابتة لتطلعات ايران (بامتلاك) اسلحة نووية». وابدى بوش رفضه للتفاوض مع ايران بشدة، قائلاً: «يبدو ان البعض يعتقد بانه علينا التفاوض مع الارهابيين والمتطرفين، وكأن الحجج البارعة يمكن ان تقنعهم بانهم كانوا مخطئين من البداية». واضاف: «نحن مجبرون على تسمية هذا باسمه، وهو الشعور الوهمي بارتياح التهدئة الذي اثبت التاريخ مرارا انه كذبة». وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات من كلمة لوزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس، التي قال فيها ان ازدياد عدد الزيارات الخاصة التي يقوم بها افراد اميركيون لايران، قد يتيح ردم الهوة بين البلدين. وقال في خطاب ألقاه في الاكاديمية الاميركية للدبلوماسية، «علينا ان نجد وسيلة لايجاد مقابل (نقدمه الى) الايرانيين قبل ان نجلس ونتحدث اليهم». واضاف: «اذا كان لا بد من المناقشة، ينبغي ان يكون لديهم شيء ايضا (...) لا يمكننا ان نناقشهم وان نكون الجهة التي تطلب (منهم) في شكل كامل من دون ان يشعروا بانهم يحتاجون الى شيء منا».

وتتهم الولايات المتحدة، التي قطعت العلاقات الدبلوماسية مع ايران بعد وقت قصير من قيام الثورة الاسلامية عام 1979، طهران باذكاء العنف في العراق ضد القوات الاميركية والسعي لامتلاك أسلحة نووية. وتنفي ايران الاتهامات وتصر على ان برنامجها النووي سلمي الغرض منه توليد الطاقة. وعلى الرغم من ان الدولتين أجرتا خلال السنوات القليلة الماضية محادثات حول قضايا محددة منها أفغانستان والعراق، الا ان ذلك لم يصل الى حد التعامل الواسع الذي أوصى به تقرير جماعة دراسة العراق الذي نشر في ديسمبر (كانون الاول) عام 2006. ودعا غيتس الولايات المتحدة الى البحث عن سبل خارج الحكومة «لافساح المجال (امام مزيد من التبادل) وامام مزيد من الاشخاص الذين يسافرون بين البلدين». وأضاف: «في الواقع، ثمة عدد كبير من الايرانيين الذين يزورون الولايات المتحدة، وعلينا ان نزيد العدد الذي يقوم برحلة معاكسة، ولا اقصد الايرانيين، بل الاميركيين».

وتزداد حدة التصريحات بين الولايات المتحدة وايران في وقت تواصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وطهران المحادثات حول الملف النووي المثير للجدل.

ونقلت وكالة انباء ايرانية عن المندوب الايراني في فيينا علي اصغر سلطانية قوله، ان احدث جولة محادثات مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحسم قضايا باقية فيما يتعلق بانشطة طهران النووية المتنازع عليها كانت ايجابية وبناءة، ولكنها لم تخرج بنتائج ملموسة.

واختتم خبراء من الجانبين أول من أمس ثلاثة ايام من المحادثات استهدفت تبديد المخاوف بشأن برنامج ايران لتخصيب اليورانيوم. يعلق سلطانية على القضايا التي تناولتها المحادثات مع هيرمان نايكيرتس رئيس عمليات التفتيش الخاصة بضمانات منع الانتشار النووي في منطقة الشرق الاوسط. وقالت الوكالة في ابريل (نيسان) الماضي، ان طهران وافقت على خطوات كي توضح بنهاية مايو (ايار) معلومات مخابرات تقول ان طهران اجرت ابحاثا سرية حول كيفية تصميم رأس حربي نووي. وتقول ايران ان معلومات المخابرات مزيفة.

وفي فيينا امتنعت ناطقة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التعليق على المحادثات بقولها، ان النتائج سترد في تقرير الوكالة القادم بشأن ايران المقرر ان يصدر بين اسبوع وعشرة ايام.

وأوضح سلطانية: «لا اظن ان مزيدا من المحادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستجرى في الايام القادمة، لكن ذلك يتوقف على دراسات الوكالة، اذا كانت تريد فسنواصل المحادثات».