السودان: أبيي تشتعل وفرار 25 ألفا من المدنيين بسبب المعارك

الأمم المتحدة تجلي رعاياها من المنطقة الغنية بالنفط.. واختطاف 4 موظفين هنود

TT

فيما لم تفق الخرطوم بعد من صدمة الهجوم الذي تعرضت له السبت الماضي من قبل مقاتلي دارفور، حتى اشتعلت مرة اخرى في منطقة نفطية متنازع عليها، على الحدود الادارية بين الشمال والجنوب. وأعلن مسؤولون حكوميون وعسكريون أن آلافا من المدنيين فروا من اشتباكات تفجرت في منطقة أبيي المتنازع عليها بين قبيلة المسيرية العربية، والدينكا من الجنوب، وقتل العشرات في اشتباكات مستمرة منذ يومين، وأجلت الأمم المتحدة رعاياها فيما اعلن السفير الهندي عن اختطاف 4 من موظفي بلاده في منطقة أبيي.

وأبرزت الاشتباكات التي نتجت عن نزاع محلي التوترات في منطقة تطالب بها كل من الحكومة المركزية في الخرطوم وحكومة جنوب السودان بالسيطرة عليها. وبعد أكثر من ثلاث سنوات من معاهدة السلام التي أبرمت بين الشمال والجنوب عام 2005 لم يتفق الطرفان على الحدود أو على تشكيل حكومة محلية للمنطقة. وترددت أصداء أعيرة نارية بشكل متقطع في اليوم الثاني من الاشتباكات وتصاعد الدخان من البلدة.

وقال مالوني تونج، المسؤول المحلي من الحركة الشعبية لتحرير السودان الجناح السياسي للجيش الشعبي لتحرير السودان، في تصريحات صحافية «فر أغلب المدنيين من البلدة. هناك نحو 25 ألفا الى الشرق من أبيي... الوضع ليس هادئا». ولجأ نحو 50 مدنيا أمام بوابات مجمع لقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة وسمح لهم بالدخول في نهاية الامر. ويجري اجلاء العاملين الدوليين بالأمم المتحدة من المنطقة.

وقال موسا مالي، نائب حاكم ابيي، إن الطرفين اتفقا على نشر وحدات مشتركة في وسط المدينة لتعمل كعازل بين الجانبين. واضاف ان الاوامر صدرت بالفعل لتلك الوحدات بالتوجه الى وسط المدينة. لكن اصوات قتال عنيف ترددت مع انتهاء الاجتماع الذي عقد على مستوى رفيع بين الخصوم السابقين من الشمال والجنوب.

وتتصاعد التوترات منذ شهور بين جنوب السودان والخرطوم بسبب تأخير تنفيذ معاهدة سلام 2005. ويتبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن هذا التعطيل. وتقول الحركة الشعبية لتحرير السودان ان حزب المؤتمر الوطني الحاكم أخذ أكثر من مليار دولار من عائدات النفط من أبيي بدلا من تقاسمها مع الجنوب كما تنص معاهدة السلام.

وعلى الرغم من الاشتباكات التي تدور في أبيي فان العلاقات بين الشمال والجنوب تحسنت بصورة ملحوظة منذ وقوع هجوم غير مسبوق من متمردي دارفور على الخرطوم في مطلع الاسبوع، وعرض جنوب السودان تقديم المساعدة العسكرية للحكومة المركزية. ولا تشمل معاهدة سلام 2005 منطقة دارفور بغرب السودان التي حمل فيها المتمردون السلاح ضد الحكومة عام 2003. وأجلت الأمم المتحدة امس موظفيها من منطقة ابيي، وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة خالد منصور لوكالة الصحافة الفرنسية «اجلينا كل موظفينا خلال الـ 36 ساعة الاخيرة وهم حوالي 259 شخصا». واضاف ان «هؤلاء هم كل موظفينا المدنيين الدوليين ومعظم الموظفين المحليين». ولكنه تابع انه لا يزال للأمم المتحدة «قرابة 400 رجل في المنطقة من بينهم خمسة سودانيين فضلوا البقاء هناك ومئات من قوات حفظ السلام».

وقال السفير الهندي في الخرطوم إن اربعة موظفين هنود وسائقهم السوداني اختطفوا بالقرب من منطقة ابيي. واكد السفير ديباك فوهرا ان الموظفين الاربعة وسائقهم «اختطفوا بعد ظهر الثالث عشر من مايو (أيار) اثناء عودتهم من حقل نفط نيم» في منطقة ابيي الى مقر إقامتهم المجاور. واضاف «اننا نعرف اين هم وانهم في صحة جيدة». واوضح ان «الاشخاص المعنيين يتحدثون مع الخاطفين ونتوقع اطلاق سراحهم قريبا جدا». واضاف انها اول مرة يتم فيها اختطاف مواطنين هنود في السودان، معربا عن اعتقاده بأن «قبائل محلية» تقف وراء عملية الاختطاف.