الجيش العراقي: ننتظر الضوء الأخضر لدخول مدينة الصدر برفع العبوات الناسفة أولا

الناطق باسم التيار الصدري لـ«الشرق الأوسط»: على قوات الأمن أن ترفع العبوات بأجهزتها

طفل يمشي على جسر تقطع عربة عسكرية السير فيه في منطقة الشعلة ببغداد أمس (رويترز)
TT

ما زالت القوات الأمنية العراقية تنتظر الضوء الاخضر من التيار الصدري أو من الائتلاف العراقي الموحد، لدخول مدينة الصدر، باعتبارهما طرفي الاتفاقية التي أبرمت السبت الماضي لوقف إطلاق النار في المنطقة. وفيما تتوقع القوات الأمنية، وحسب الاتفاق، ان ترفع الميليشيات العبوات الناسفة منها اولا لتدخلها بعد ذلك وتقوم بعمليات بحث عن المطلوبين واعتقالهم، وفق اوامر قضائية، الا ان التيار الصدري اعلن ان القوات الامنية، التي كان يفترض ان تدخل المدينة أمس، يجب ان تتولى إزالة العبوات الناسفة بأجهزتها، فيما قال بعض عناصر «جيش المهدي»، انهم سيتجاوبون فقط في حالة ظهور زعيمهم مقتدى الصدر على شاشة التلفزيون واصدر أمرا بهذا المعنى.

وقال اللواء الركن قاسم عطا الناطق باسم خطة فرض القانون ببغداد: «اننا ننتظر الضوء الاخضر من التيار الصدري او الائتلاف للدخول الى مدينة الصدر، اذ لا يمكن للقوات الامنية الدخول والعبوات الناسفة مزروعة في الطرقات». وأضاف في تصريح لـ«الشرق الاوسط» امس، ان التيار الصدري هو الذي يعرف مواقع هذه العبوات، وهناك اجتماعات واتصالات حول هذا الامر لتهيئة الاجواء لدخول القوات العراقية وبسط سلطة القانون في نزع السلاح ايا كان نوعه، وإلقاء القبض على المطلوبين». وحول ما اذا كانت هناك مناطق اخرى سيتم فيها ما تم في مدينة الصدر، مثل منطقة الشعلة، قال عطا «لقد عززنا مواقعنا في منطقة الشعلة، ونحن مصرون على عدم اراقة قطرة دم واحدة، وسنفرض سلطة القانون وننزع السلاح في اية منطقة يوجد فيها ومع أي فئة او شخص». واضاف عطا ان هناك بعض الخروقات قد تحصل، او انها حصلت بالفعل، وان الجهات العليا تتابع أي خرق قانوني في عملية تطبيق القانون او نزع السلاح، مؤكدا ان «العناصر المندسة من الميليشيات في اجهزة الشرطة والجيش بدأت تتضاءل، بعد كشفها وهي متابعة وسوف تنحسر رويدا رويدا». من جانبه اكد صلاح العبيدي المتحدث باسم التيار الصدري، «ان الضوء الاخضر نعطيه للحكومة العراقية لدخول المدينة»، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الاوسط»، ان الاجهزة الامنية اتفقت مع طرفي الاتفاقية ان يتم رفع العبوات من قبلها «وقد قالوا لنا ان لديهم اجهزة كشف عن هذه العبوات وتحديد اماكنها وحجمها». وأكد عدم ممانعة التيار الصدري في دخول القوات العراقية تحديدا الى مدينة الصدر، محذرا من ان دخول القوات الاميركية يعني الغاء الاتفاقية.

وحول بعض العناصر التي ظهرت على شاشة احدى القنوات الفضائية العراقية، وقالت انها من عناصر جيش المهدي، وانها لن تمتثل للاتفاقية الا بعد أن يظهر مقتدى الصدر في التلفزيون ويطالب بتنفيذها، قال العبيدي «ان هناك بعض العناصر التي تخرق الاتفاقية من كلا الجانبين وهذا امر وارد، لكن السيد مقتدى ارسل مندوبيه للاتفاق حول الامر، ولا يمكن لاحد ان يتفاوض باسمه من دون علمه». وطالب العبيدي بتشكيل لجان لتقديم الشكاوى من قبل المواطنين الى الحكومة وان تكون مقرات هذه اللجان «قريبة داخل مدينة الصدر او قريبة منها وليس في المنطقة الخضراء ليتسنى لاهالي المدينة التواصل في تقديم مطالبهم وشكاواهم». على الصعيد نفسه قال احمد المسعودي عضو مجلس النواب عن التيار الصدري لـ«الشرق الأوسط»، انه كان قد تم تشكيل ثلاث لجان لحقوق الانسان ولجنة قضائية واخرى ترافق القوات الامنية لمتابعة عملها. وقال ان على الحكومة ان تقوم بتفعيل هذه اللجان كجزء من الاتفاقية. من جهة اخرى، اعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية مقتل سبعة اشخاص واصابة 19 اخرين بجروح خلال مواجهات الليلة قبل الماضية وصباح أمس في مدينة الصدر، حسبما افادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وأكدت مصادر طبية في مدينة الصدر ان «مستشفى الامام علي تلقى جثث اربعة اشخاص واحد عشر جريحا»، فيما استقبل مستشفى الصدر العام الاخرين. لكن الجيش الاميركي اكد مقتل ثلاثة «مجرمين»، خلال الاشتباكات.