أبومازن: أمن إسرائيل مرتبط باستقلالنا وآن للاحتلال أن ينتهي

الفلسطينيون أطلقوا بالونات سوداء بعدد أيام إسرائيل ووقفوا دقيقة حداد

فتى فلسطيني رسم على وجهه العلم الفلسطيني يشاهد اطلاق البالونات السوداء في اطار احياء ذكرى النكبة (أ.ف.ب)
TT

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس «ان أمن إسرائيل مرتبط باستقلالنا وأمننا»، مؤكدا ان «استمرار الاحتلال وديمومة النكبة لا يجلب الأمن لأحد»، وأضاف «آن لهذا الاحتلال ان ينتهي، آن لهذا العار ان ينتهي». وجاءت اقوال عباس في خطاب مسجل في الذكرى الـ 60 لنكبة الفلسطينيين وتهجيرهم من ارضهم. وأحيى الفلسطينيون امس الذكرى الستين للنكبة، بمهرجانات ومسيرات كبيرة، اعقبت اطلاق صفارات الانذار في منتصف النهار. واتشح العديد من المشاركين بالسواد ورفعوا الاعلام السوداء ووقفوا دقيقة صمت اجلالا لضحاياهم الذين قضوا خلال 60 عاما. كما طيروا 21915 بالونا اسود اللون وذلك بعدد ايام اسرائيل، من مدن القدس، وبيت لحم ورام الله، تذكيرا بالاحتلال الاسرائيلي واحتجاجا على الاحتفالات الاسرائيلية بذكرى قيام اسرائيل والتي يشارك فيها الرئيس الاميركي جورج بوش الى جانب زعماء اخرين. وقال فلسطينيون اطلقوا البالونات لـ«الشرق الأوسط» اننا نقول للمحتفلين في القدس انكم تحتفلون بنكبتنا واحتلالنا وتهجيرنا، وأنه يوجد هنا شعب على الطرف الآخر ما يزال مهجرا ومتمسكا بحقه. وقال عباس «ستون عاماً قضت، وما زلنا هنا وهناك متجذرين في الأرض، ومتشبثين بالأمل في العودة، والخلاص وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي البغيض لأرضنا وشعبنا، وكنا وما زلنا نحمل رسالة لا لبس فيها، آن لشعبنا الفلسطيني أن يتمتع بالتحرر والسلام». وتساءل «أما آن الأوان لمعاناة شعبنا وترسيخ نكبته أن تنتهي؟، أما آن لإسرائيل أن تستجيب لنداء السلام العادل والشامل وتحقيق المصالحة التاريخية بين الشعبين، على هذه الأرض المقدسة والمعذبة؟».

وقال ابومازن «آن لشعبنا أن يُسخر طاقاته وإمكانياته العظيمة لبناء وطنه ومستقبل أبنائه، آن للطفل ألا يخشى فقدان أبيه وأمه، آن لتلاميذنا الصغار أن يذهبوا إلى دروسهم بدون أن تصطادهم قذيفة أو رصاصة، كما حدث مع الآلاف من أطفالنا وطلابنا الصغار، آن الأوان لهذا الاحتلال أن يرحل عن أرضنا ودمنا، آن لهذا العار الإنساني الذي يُسمى نكبة الشعب الفلسطيني أن ينتهي».

واعتبر عباس ان رغبة الفلسطينيين بالسلام، ليس من باب الضعف قائلا «ان يدنا الممدودة للسلام بدون ضعف أو تهاون، هي اليد التي كافحت طوال ستين عاماً وأكثر من أجل الحرية». وأشار عباس الى ان الاستيطان، رغم كل هذا الامل «يدمر فرص السلام». وكانت الرئاسة الفلسطينية قد قالت اول من امس، ان قرار اسرائيل بناء وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة «جيلو» جنوب القدس يكشف عن نيتها تدمير العملية السياسية. واحيى اللاجئون امس، الذكرى الستين للنكبة في تجمعات كبيرة في كل مدن الضفة الغربية، وبمسيرة كبيرة نظمتها حركة حماس في قطاع غزة، وعدة مهرجانات داخل اسرائيل، تم التأكيد فيها جميعا على حق الفلسطينيين بالعودة، واقام الفلسطينيون خياما في شوارع المدن تحمل اسماء القرى التي هجروا منها وبداخلها. وأكدت اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة 60، على حقوق الفلسطينيين كما نص عليها القرار 194، واستعادة وحدة الوطن وإنهاء حالة الانقسام عبر الحوار، وقالت اللجنة في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن أولى الخطى الملحة على طريق العودة تتمثل في «اعتماد اصطلاح (النكبة مستمرة) في خطابنا السياسي لربط الجرائم الإسرائيلية الحالية بحق شعبنا والبشرية بجذور الصراع المتمثل في ارتكاب النكبة عام 1948. واعتماد اصطلاحات شعبنا الفلسطيني في داخل الخط الأخضر عند الإشارة إليهم، وفلسطين التاريخية عند الحديث عن فلسطين بحدودها الانتدابية، وقرن حق العودة بالديار الأصلية».

وأكدت اللجنة تنظيم «حملة عالمية لإعادة تبني قرار دولي يقضي باعتبار الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية، والتأكيد على الفرق ما بين اليهودية والصهيونية».

وأطلق الجيش الاسرائيلي النار والغاز المسيل للدموع تجاه مجموعة من الطلاب الذين تظاهروا قرب حاجز قلنديا الفاصل بين رام الله والقدس بعد اطلاقهم مجموعة من البالونات السوداء بالتزامن مع اطلاقها من مدن اخرى. وقال تيسير نصر الله مقرر لجنة احياء الذكرى الستين للنكبة لـ«الشرق الأوسط» ان البالونات حملت رسائل كتبها اطفال المخيمات بخط اليد يقولون فيها انهم متمسكون بالعودة. وبحسب نصر الله فان الفعاليات ستستمر ولن تتوقف «تأكيدا على حقنا بالعودة وانه خط احمر». وأعلن الطلاب العرب في الجامعات الاسرائيلية الاضراب امس، احياء لذكرى النكبة. واشتبك الطلاب في الجامعة العبرية في القدس مع الشرطة الإسرائيلية، بعدما حاولت إنزال علم فلسطيني، إلا أن الطلاب العرب أصروا على رفعه. وشهدت بعض اجزاء القدس اضرابا وتجمعات سلمية لنشطاء اجانب واسرائيليين بدون مواجهات. كذلك، اشتبك المئات من الفلسطينيين مع الجنود الاسرائيليين بعد ظهر امس بالقرب من حاجز «بيت حانون» الذي يربط بين قطاع غزة واسرائيل في اعقاب مسيرة نظمت للتنديد بالحصار المفروض على القطاع واحياءً للذكرى الستين للنكبة. وجاء هذا التطور ضمن الفعاليات التي دعت حركة حماس لتنفيذها امس احياءً للنكبة وللمطالبة برفع الحصار المفروض على القطاع منذ منتصف يونيو (حزيران) من العام الماضي. وبدأت الاشتباكات بعد أن فرغ الفلسطينيون لتوهم من المشاركة في المسيرة الحاشدة التي انطلقت من مخيم جباليا باتجاه المعبر، عندما تصدت لها آليات اسرائيلية. وذكر شهود عيان أن دبابات من طراز «ميركافا 4 » اطلقت النيران وقنابل الغاز المسيل للدموع على المشاركين في المسيرة، الأمر الذي أدى الى اصابة احد المشاركين بجراح، في حين اصيب عدد كبير بالاختناق، مما استوجب اسعافهم. وأضاف شهود العيان أن الجيش الاسرائيلي استعان بمروحيات «أباتشي» اميركية الصنع في اطلاق النار على المشاركين في المسيرة، الى جانب استخدام طائرات استطلاع بدون طيار لرصد تحركات المشاركين في المسيرة. واكد شهود العيان أن اطلاق النار المكثف ادى الى اشتعال النيران في حقول القمح الفلسطينية التي تقع في تخوم معبر ايريز.

وكانت حركة حماس قد حذرت من مغبة مهاجمة المسيرة «السلمية» التي نظمتها أمام معبر بيت حانون. وقالت الحركة في بيان «نحذر سلطات الاحتلال من مغبة الإقدام على كبح جماح المسيرة وقمعها ونحمل العدو المسؤولية الكاملة على ذلك والنتائج المترتبة». واضاف البيان ان «مليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون في سجن كبير نتيجة الحصار الجائر المفروض عليهم وهم في حالة من الكبت والضيق والظلم ويفتقرون إلى أدنى مقومات الحياة من وقود وغذاء ودواء وجاهزون لكل خيارات كسر الحصار».