موسى لـ«الشرق الاوسط»: غموض وثيقة الاتفاق «بناء» وفكرة ارسال قوات عربية رهن بنتائج الحوار

اعتبر أن عون لن يقف في وجه إجماع أطراف الحوار على الرئيس

عون يصافح رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير في مطار بيروت قبل مغادرته (أ ف ب)
TT

وصف الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، الانتقادات التي أثيرت حول خلو بيان الاتفاق الذي توصل اليه الوفد العربي في بيروت من اشارة واضحة الى سلاح حزب الله بـ«الغموض البناء»، قائلا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن المسألة ستكون متروكة للتفاهمات الجانبية وتوافر أجواء مرتاحة تتيح للأطراف ان «تتكلم بصراحة عما يقلقها».

وأكد أن فكرة ارسال قوات عربية او اجنبية للحؤول دون تكرار استخدام سلاح حزب الله في الداخل اللبناني طرحت على بساط البحث ويبقى مصير الفكرة مرهون بنتائج الحوار الجاري.

كما اعتبر موسى ان زعيم تكتل التغيير والاصلاح المعارض الجنرال ميشال عون، بامكانه ان يعبر عن تحفظاته على الاتفاق على طاولة الحوار، لكنه لن يعرقل الإجماع في حال توصلت اليه أطراف الحوار. وقال الأمين العام للجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي معه من لندن «أنا راض بالطبع عن الاتفاق، وأعتبره وثيقة مهمة سوف تطلق الحوار، وأتمنى ان ننتهي منه بفترة قصيرة بانتخاب الرئيس وتنفيذ المبادرة (العربية) لننتقل من المربع الأول الى المربع الثاني».

وعن الصيغة التي اعتمدت في الحديث عن سلاح «التنظيمات» بشكل عام وعدم الاشارة الى سلاح حزب الله بشكل خاص والتي أخذ عليها أنها فضفاَضة، شدد موسى على ان «الوثيقة واضحة وليست فضفاضة فالمرحلة الآن مختلفة تماما ولم يعد مسموحا العودة الى ما حصل، والوثيقة فتحت بابا جديدا، وليس بالضرورة ان تصاغ بشكل يحوز رضى الجميع وان تأخذ بكل ما يريده الجميع، هنالك غموض بناء في بعض الاحيان»، واصفا الصيغة المعتمدة بأنها «رصينة جدا وتؤدي المطلوب».

وشدد على ان «الضمانة هي النجاح»، شارحا ان شروط نجاح الحوار الجديد في حين تعرقلت المحاولات السابقة التي بذلتها الجامعة العربية وأمينها العام، هي «وجود كل الزعماء حول طاولة واحدة ووجودنا معهم».

ويضيف «حصل انفجار ودم وإحداث خطيرة كان يمكن ان تؤدي الى ما لا تحمد عقباه، الا ان الجامعة العربية تحركت بسرعة لإطفاء النيران وعدنا الى ما كنا نقوم به سابقا أي جمع الاطراف من اجل انتخاب الرئيس».

وحول الانتقادات القائلة بعدم اشارة البيان الى أي ضمانة عربية بتدخل فعلي للحؤول دون استخدام حزب الله سلاحه مجددا في الداخل اللبناني، قال موسى «كل ذلك سنراه لاحقا، اذا أنتج الحوار تقدما جديدا عبر انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة، ربما استطعنا ان نصل الى منطقة لا تحتاح الى القيام بخطوات خاصة كقوات عربية أو اجنبية، اذا فشل الحوار الجاري فالفكرة مطروحة وسبق ان طرحت ونوقشت داخل الجامعة. اذا اثمر الحوار نتائج ايجابية وعدنا الى وضع آمن ومقبول دستوريا، فلا حاجة لاتخاذ خطوات اخرى. الأمور اذن مرهونة بنتائج الحوارات القادمة».وعن توزيع الادوار بين الرئاسة القطرية والجامعة العربية، اكتفى موسى بالقول «نحن مفوضان سويا (هو ورئيس مجلس الوزراء القطري) وانا مطمئن، واستطيع ان اقول ان الانصاف والتوازن كانا حكم الموقف» اثناء النقاشات التي سبقت تبني الاتفاق بين الاطراف.

ويشدد موسى على ان الحوار الجديد لن يكون بين مجموعتين منفصلتين بل «سيكون بحضور الجميع وسوف نستمع الى كل مداخلة ونتابع كل جهد».

وقال موسى انه يتمنى الا يكون الحوار طويلا معلقا «لا اتمنى ذلك ولا أتوقعه، لكن الحل النهائي لا يزال امامه مراحل عديدة، انتخاب رئيس وتشكيل حكومة وانتخابات برلمانية، اذن المسار طويل ولكن اتمنى ان تكون الحركة سريعة بالانتقال من محطة الى اخرى».

اما عن تحفظ الجنرال ميشال عون عن تسمية قائد الجيش ميشال سليمان بوضوح في الوثيقة، باعتباره الرئيس المزمع انتخابه للبلاد ودعوته الى اعتماد صيغة الحكومة الانتقالية عوضا عن حكومة الوحدة الوطنية، قال موسى ان «الجنرال عون له مكانه على طاولة الحوار وبامكانه ان يعبر عن رأيه وسوف يستمع ايضا الى الآخرين، ولكن اذا تم التوصل الى اجماع بين الآخرين حول نقطة معينة فانا اعتقد ان الجنرال سيوافق ايضا ويسير بها».

وينفي الامين العام للجامعة ان يكون «متفائلا جدا» بل متفائل فحسب قائلا «عندما نرى الامور عادت الى حالتها الطبيعية بشكل او بآخر والمطار عاد الى الحركة والطرقات فتحت والناس مرتاحون، هذه بحد ذاتها نتيجة ليست بالبسيطة».

وردا على سؤال حول وجود ضمانة فعلية لبحث سلاح حزب الله في جلسات الحوار القادم، قال موسى «الحوار سيقوم على نقطتين رئيسيتين وهما تشكيل الحكومة وقانون الانتخاب وما عدا ذلك متروك للمباحثات الجانبية والتفاهمات بين الافرقاء، وأعتقد اننا اذا توصلنا الى ارضية للتفاهم وكانت الاجواء مرتاحة فان ثمة ظروفا جديدة تقوم وتسمح للأطراف بأن تتكلم بصراحة عما يقلقها».