مصدر فرنسي رسمي: حزب الله امتنع عن الاستيلاء على السلطة بناء على نصيحة إيرانية

TT

اعتبر مصدر فرنسي رسمي أن ما حصل في الأيام الأخيرة في لبنان يشكل تغيرا في موازين القوى ميدانيا حيث سمح لحزب الله أن يقوي مواقعه داخليا وإقليميا كما أنه أتاح لسورية وإيران تحقيق مكاسب على المعسكر المقابل. ورأى المصدر أن حزب الله امتنع عن الذهاب أبعد مما ذهب إليه على الصعيد العسكري لأنه لو أراد الاستيلاء على السلطة واجتياح السراي الحكومية لكان فعل. غير أنه لم يفعل بسبب المخاطر السياسية المترتبة على ذلك.

ويربط المصدر الفرنسي بين تصرف حزب الله من جهة وبين «النصائح» التي أسديت اليه من طهران من جهة أخرى.

وبحسب المقاربة الفرنسية، فإن ما حصل في لبنان الأسبوع الماضي «تطور جيد» للمسؤولين الإيرانيين. غير أن هؤلاء «لا يريدون أن يفلت الوضع بشكل كامل في لبنان» فضلا عن أنهم يرون أنه «لم يحن بعد زمن استعمال ورقة حزب الله الاستراتيجية» في النزاع الأكبر لإيران مع الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والغرب بشكل عام. من هذا المنظور، ترى باريس أن حزب الله «لجم» قوته وامتنع عن قلب الوضع عسكريا رأسا على عقب لمجموعة من الاعتبارات، بينها الاعتبار الإيراني ولكن، بينها أيضا «الحرج» الداخلي والخارجي الذي كان سيعاني منه لو سعى الى الاستيلاء على السلطة تماما.

ومن ضمن المنظور الفرنسي، مازالت طهران في وضع «الترقب» و«الانتظار» بخصوص كل الملفات: الملف النووي، العراق، لكن أيضا لبنان حيث «تراقب» طهران الحملة الرئاسية الأميركية لتحدد الخط الذي ستلتزم اتباعه. ولذا، فإنها لا تريد «حرق» ورقة حزب الله الآن. وبموازاة ذلك، ترى باريس أن التطورات الأخيرة في لبنان «نجاح» لسورية التي لديها انطباع بأنها «قوية». ومن الدلائل على ذلك، الى جانب المجريات العسكرية وسيطرة حزب الله على بيروت الغربية، تغيير هوية الوسيط العربي، إذ أن تكليف رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني يمكن اعتباره نجاحا لسورية خصوصا أن بعض حلفائها في لبنان اعتبروا الدكتور عمرو موسى متحيزا. ويبرز هذا العنصر وفق النظرة الفرنسية أن دمشق «قادرة على التأثير» على مناقشات الجامعة العربية وعلى قرراتها. وبالمقابل، فإن باريس ترى أن اغتيال عماد مغنية في دمشق وتدمير الطائرات الإسرائيلية موقعا غامضا تؤكد واشنطن أنه كان موقعا نوويا «علامات ضعف» لسورية. وترى باريس أن اغتيال مغنية «عقد العلاقة» بين دمشق وحزب الله وأدخل بعض الشكوك في قدرات السلطات السورية. وتنظر باريس الى موقف قيادة الجيش اللبناني التي اختارت الابتعاد عن خوض مواجهات عسكرية مع حزب الله سمح بتفادي التصعيد العسكري ومزيد من اشتعال الحرب الأهلية. وفي رأي المصادر الفرنسية أنه لو حارب الجيش حزب الله لكان الأخير «استولى على السلطة».وتعتبر فرنسا أن المرحلة الجديدة التي بدأت في الدوحة هي أشبه بسلسلة من العوائق والصعوبات التي يتعين «الفصل بينها وليس دمجها للوصول الى حل». ورغم أن وزير الخارجية الفرنسي أكد أن بلاده مستندة لـ «مواكبة» الجهود الحالية، إلا أن المصدر الفرنسي قال إنه «ليس لفرنسا خطط» محددة في الوقت الحاضر بل إنها تقف وراء الجهود العربية.