وصف محمد احمد الأنصاري، الذي يرأس ما يسمى بحركة تحرير ابيي الغنية بالنفط المتنازع عليها بين شمال السودان بانها مدينة أشباح. وقال الأنصاري، وهو من ابناء قبيلة المسيرية التي تقطن المنطقة، لـ«الشرق الأوسط»، انه يعتقد بانها دمرت بنسبة 90%، واشار الى ان معظم مباني المدينة مبنية من الحشائش «وهذا ساعد في تمدد النيران فيها».
وشهدت المدينة اشتباكات منذ 3 ايام أدت الى فرار اكثر من 25 الفا من مواطنيها المدنيين. وتتنازع السيطرة على المنطقة قبيلتا «المسيرية» العربية، و«الدينكا» من الجنوب، وقتل العشرات في الاشتباكات المستمرة منذ 3 ايام، والمئات في اشتباكات متقطعة منذ عدة شهور. وأجلت الأمم المتحدة رعاياها من المنطقة.
وحمل الأنصاري، الحركة الشعبية مسؤولية ما جرى في المدينة، وقال ان وجود ادوارد لينو، القيادي في الحركة الشعبية في المنطقة، هو الذي عقد الأمور في ابيي. وفي نفس الوقت، اعلن الناطق باسم الجيش السوداني العميد محمد عثمان الاغبش ان 4 قتلى من الجيش سقطوا جراء الاشتباكات التي شهدتها مدينة ابيي، وقال في تصريحات صحافية ان الاشتباكات وقعت على خلفية «اعتداء قوة من الجيش الشعبي الجناح العسكري للحركة الشعبية لتحرير السودان على احد افراد الجيش بإحدى نقاط التفتيش التي وضعها الجيش الشعبي في المنطقة».
وكشف الناطق الرسمي باسم الجيش ان سوق المدينة إصابته اضرار بالغة بسبب العنف، وعزا الناطق باسم الجيش وقوع الاشتباكات لعدم انسحاب قوات الجيش الشعبي إلى الجنوب «جنوب الحدود بين الشمال والجنوب لعام 1956»، وقال ان التحركات مستمرة لاحتواء الموقف تماما. وكانت الانباء ذكرت اول من امس ان صداما دار بين قوات «سوم» بقيادة المقدم توماس وهي مليشيات انضمت حديثا للجيش السوداني بعد توقيع اتفاق السلام وبين قوات تتبع للجيش الشعبي.
من جانبه، اعلن الناطق باسم المنظمة الدولية بالسودان الموجود في ابيي حاليا خالد منصور في تصريحات، ان مسؤولي المنظمة اشرفوا على اجتماع ضم قيادات من الطرفين المتصارعين في محاولة لنزع فتيل الازمة، وقال انه تم الاتفاق على وقف فوري لاطلاق النار وانسحاب الطرفين من المنطقة، وسيطرة كل طرف على الامن في موقعه، ونوه الى انه رغم ذلك يسمع اطلاق متقطع للنار، وتوقع ان يتم تدارك الموقف خلال الساعات المقبلة.