الجيش الإسرائيلي متفائل من إمكانية التوصل إلى سلام.. لكنه لا يرى تحقيق الاتفاق

الحدود والقدس واللاجئون.. 3 قضايا جوهرية صعبة في المفاوضات

طفل فلسطيني يرفع علامة النصر امام جنود إسرائيليين أثناء مظاهرة في ذكرى النكبة في بيت لحم أمس (إ. ب. أ)
TT

في الوقت الذي يتحدث فيه القادة السياسيون الإسرائيليون عن التقدم في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية وعن إمكانية واقعية للتوصل الى صيغة اتفاق على التسوية الدائمة، خرج أحد قادة الجيش البارزين، الجنرال عاموس يدلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، بتصريحات يشكك فيها بنتائج هذه المفاوضات على الأرض.

وقال يدلين، في تصريحات خاصة بصحيفة «هآرتس» الاسرائيلية أمس، ان هناك ثلاث قضايا جوهرية صعبة في المفاوضات هي: الحدود والقدس واللاجئون. في قضية الحدود يوجد تقدم ملحوظ، لأن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبومازن)، وافق على مبدأ تبادل الأراضي «اسرائيل تحصل على بعض الأراضي التي تقوم عليها المستوطنات القريبة من الحدود وتعطي الفلسطينيين أراضي مساوية لها في المساحة أو القيمة من الأراضي التي تحتفظ فيها ما قبل احتلال عام 1967». وهناك أسئلة حول مساحة هذه المناطق، ولكن يوجد اعتراف بأن كتلا استيطانية معنية ستبقى مقابل مساحات بديلة تحصل عليها من إسرائيل. وبحسبه فمن الممكن جسر الهوة في هذا الشأن. أما قضية القدس فهي، وفقا للجنرال يدلين، متعلقة بترتيبات خلاقة وبترتيبات تتيح للطرفين أن يعيشا معها. وفي مسألة اللاجئين فالوضع أصعب، حيث أن هناك مطالبة فلسطينية بأن تعترف إسرائيل بمسؤوليتها، علاوة على الرغبة بإعادة عدد ملموس من اللاجئين إلى إسرائيل فعليا. ولم يتخل الفلسطينيون حتى الآن عن هذه المطالبة، ولذلك فإن موضوع اللاجئين هو الأصعب، على حد قوله.

وعلى الرغم من أن يدلين قال «في حال نظر الفلسطينيون إلى الاتفاق كعادل ومنصف فمن الممكن أن يتمكن أبومازن من المصادقة عليه في استفتاء عام، إلا انه رأى ان القدرة على تطبيق الاتفاق ستكون ضعيفة، فوضع السلطة ووضع أجهزتها الأمنية يصعب عليها السيطرة على عناصر الإرهاب، ويؤدي إلى عدم قدرتها على تطبيق التسوية في المستقبل المنظور. أبومازن يريد تسوية، ولكن يجب أن نشير إلى أن ابومازن لا يبذل ما فيه الكفاية لبناء بنية تحتية لدولة، ولإعداد الفلسطينيين للسلام».

ويتوافق ما قاله يدلين مع تصريحات وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي لفني، الليلة قبل الماضية، في مؤتمر بيرس الدولي، حيث قالت ان «اتفاق السلام الذي نتفاوض من أجل التوصل اليه، لن يكون مجرد ورقة، بل اتفاق كامل وشامل يحتوي على كل الشروط التي تجعله أساسا لما يمكن تطبيقه على الأرض». وأضافت، فيما بدا كأنه رد على الجنرال يدلين، ان المفاوضين الإسرائيليين، لن يسمحوا باتفاق لا يضمن القدرة على منع اقامة دولة فلسطينية تستطيع «حماس» غدا السيطرة عليها. وقد سئل يدلين إذا ما كان أبومازن سيستقيل ويغادر الأراضي الفلسطينية في حال فشل «أنابولس»، وستنتشر الفوضى وربما تنفجر انتفاضة ثالثة، قال يدلين إنه لا يستبعد إمكانية مغادرة أبومازن. وأما عن إمكانية اندلاع انتفاضة ثالثة، فقال إنها احتمالات منخفضة، إلا أن المعسكر الفلسطيني المؤيد للتسوية سوف يضعف ومن الممكن أن تختفي القيادة الحالية. ومن الممكن أن تحصل عملية تفكك في الجهاز الفلسطيني وفوضى، ثم سيطرة حماس، وهي أمور ليست جيدة لإسرائيل.

تجدر الاشارة الى ان موقف قيادة الجيش الاسرائيلي المطالب بالتصعيد الحربي ضد «حماس» في قطاع غزة، بدأ يكتسب أكثرية في الحكومة. وقد انضم نائب رئيس الوزراء، حايم رامون، الى تلك المجموعة، وقال، أمس، ردا على سقوط الصاروخ الفلسطيني على مجمع تجاري في مدينة اشكلون، أول من أمس، ان «حماس» أقنعته بهذه الضربة انه لا مكان للتهدئة معها وان اللغة الوحيدة التي تفهمها هي لغة القوة. وطالب رامون بوقف المحادثات حول التهدئة مع الفصائل الفلسطينية والانتقال الى العمليات الحربية اللازمة في قطاع غزة، لتصفية سلطة «حماس» ووضع حد أبدي لصواريخها.