إسرائيل مقتنعة بأن سورية لن تحاربها.. وأنها تريد بصدق السلام

الظروف الاستراتيجية هي التي جعلت دمشق في «محور الشر»

TT

صرح رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي، الجنرال عاموس يدلين، بأن سورية غير معنية بمحاربة اسرائيل وانها تريد بصدق السلام معها. ولكنها تفعل ذلك مرغمة، حيث انها تريد بالأساس السلام مع الولايات المتحدة، لكي تفك الحصار عنها.

وأضاف يدلين في مقابلة مع صحيفة «هآرتس» نشرت أمس، ان السوريين يدركون الفارق في القوة العسكرية بين إسرائيل وسورية في المجال الجوي بالإضافة إلى التفوق التكنولوجي وأنظمة الأسلحة الموجودة لدى إسرائيل، ولذلك فهم يعملون على تطوير قدرات عسكرية لحرب أخرى، ليس في مجال الطائرات والدبابات، وإنما في الصواريخ المضادة للطائرات، والصواريخ المضادة للدروع والدبابات، والصواريخ البعيدة المدى. ولكن هذا لا يعني ان الحرب واقعة «فالرئيس السوري حذر جدا ويدرك جيدا حجم القوى العسكرية». وقال يدلين إن سورية أعجبت بنجاح حزب الله في الحرب الأخيرة مع اسرائيل، وهي تحاول الاستفادة منها فتعزز من قوتها في مجال حرب العصابات والتزود بالأسلحة المضادة للدبابات وحتى الصواريخ البسيطة وتحول سلاح المدرعات إلى سلاح مشاة، وسلاح الجو إلى صواريخ أرض ـ أرض. وردا على سؤال حول قدرة سورية على ضرب أهداف في تل أبيب أو قواعد سلاح الجو، قال يدلين إن سورية لديها هذه القدرة منذ سنوات. وأضاف أن سورية تعمل على زيادة الكتلة والدقة في الصواريخ القادرة على ضرب الجبهة الداخلية. كما أشار إلى أن الفارق بين سورية وحزب الله يكمن في أن الأولى دولة ولديها منشآتها الإستراتجية.وقال إن السوريين تابعوا إعلام حزب الله خلال الحرب الثانية على لبنان. وبعد الحرب تبين لهم أن ما يمكن لمقاتلي حزب الله أن يقوموا به، يستطيع أن يقوم به السوريون أيضا. إلا أن التفكير الاستراتيجي السوري، والمثير على حد قوله، يدرك الفارق بين وضع سورية وبين وضع حزب الله، من جهة الجيش وسلاح الجو والأسطول وبنية الدولة التحتية، ومن هنا فإن سورية لا تسعى إلى حرب شاملة وصدام شامل على الجبهة، على حد قوله. وعن مدى اهتمام الرئيس السوري بشار الأسد بالسلام مع إسرائيل، ادعى يدلين أن سلم الأولويات في دمشق يتألف من الاستقرار أولا، ولبنان ثانيا، واستعادة الجولان ثالثا. وفي حال كان السلام يخدم هذه الأهداف فعندها تكون سورية معنية به. وربما قد يوافق الرئيس السوري على نوع معين من السلام بحسب شروطه، على حد قول يدلين.

وتابع أنه قد مرت 8 سنوات منذ فشل المفاوضات في شبردزتاون، ومنذ ذلك الحين حصلت تغيرات مهمة وملموسة، من جهة علاقة سورية بحزب الله، ومن جهة أخرى علاقتها مع إيران، حيث تعتبر الأخيرة بالنسبة لسورية سند استراتيجي يزودها بالسلاح والتدريب والمال، ومن هنا فإن إمكانية الفصل بين سورية من جهة، وبين حزب الله وإيران من جهة أخرى محدودة، وأن القضية معقدة جدا. وادعى يدلين أن الظروف الاستراتيجية هي التي جعلت سورية في «محور الشر» الراديكالي طهران ـ حزب الله ـ حماس. وبحسبه فإن «سورية العلمانية ليست عضوا طبيعيا في هذا المحور»، وأن «أسبابا استراتيجية ميكيافيلية تجعل مصالح سورية تفرض عليها الانتقال إلى محور السلام».

وحول إمكانية موافقة الرئيس السوري على الانفصال عن إيران كشرط لاتفاق سلام، قال إنه من الممكن القول بشكل واضح أن الأسد لن ينفصل عن إيران وحزب لله قبل أي اتفاق سلام، أما ما بعد ذلك فمن الصعب الإجابة عن هذا السؤال.