فشل محادثات السلام بين الحكومة الصومالية والمعارضة في جيبوتي

عملية إنزال للبحرية الفرنسية في شاطئ مقديشو لحماية باخرة محملة بالأغذية

TT

انتهى مؤتمر المصالحة الصومالية الذي كانت ترعاه الأمم المتحدة بين الحكومة الصومالية وتحالف المعارضة (التحالف من أجل تحرير الصومال) دون عقد لقاء مباشر بين ممثلي الحكومة والمعارضة، وقال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصومال السفير أحمد ولد عبد الله في مؤتمر صحافي مقتضب عقده في مطار جيبوتي حيث كان متوجها إلى مقر بعثة الأمم المتحدة إلى الصومال في نيروبي بأنه توصل إلى اتفاق بين الطرفين في عدد من القضايا من بينها حل الخلافات بين الأطراف الصومالية بالحوار، وعقد جولة أخرى من المحادثات في الـ 31 من الشهر الجاري. وكان ممثلو المعارضة قد رفضوا الجلوس وجها لوجه مع الوفد الحكومي الا بعد سحب القوات الإثيوبية من البلاد، ولذلك كان مبعوث الأمم المتحدة يلتقي بكل طرف على حدة، وجرى تبادل للرسائل لتوضيح المواقف، حيث أن وفدي الحكومة والمعارضة كانوا يقيمون في فندقين مختلفين.

وافاد مصدر مقرب من المحادثات الصومالية في جيبوتي لـ«الشرق الأوسط» بأن المفاوضات وصلت الى طريق مسدود، حيث لم يتم التوصل إلى أجندة مشتركة بين الحكومة والمعارضة فيما أصر وفد المعارضة على رفض اللقاء المباشر مع الطرف الحكومي، وقال المتحدث باسم وفد المعارضة طاهر جيلي «انه ليس بيد الجانب الحكومي أي قرار ويملي الإثيوبيون كل شيء عليهم ولذا نحن نتفاوض مع الأمم المتحدة لبحث سحب القوات الإثيوبية»، فيما رفض رئيس الوفد الحكومي عبد القادر أشكر تصريحات المتحدث باسم المعارضة، وقال إن الحكومة تملك قرارها السياسي وتريد أن تتفاوض مع المعارضة دون أية شروط مسبقة. وتوقف المؤتمر طوال الأيام الماضية عند الأجندة المطروحة للحوار وتم تأجيل ذلك الى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري في اجتماع آخر سيعقد في جيبوتي أيضا. وفي الوقت الذي كانت تجري فيه المفاوضات غير المباشرة في جيبوتي ظهرت انقسامات داخل قادة تحالف المعارضة، حيث صرح يوسف سياد سكرتير شؤون الأمن والدفاع في تحالف المعارضة بأن وفد المعارضة في المفاوضات لا يمثل التحالف وأن اللجنة المركزية للتحالف لم توافق على الذهاب الى جيبوتي والتفاوض مع الحكومة» كما وصف الشيخ حسن طاهر أويس أحد القادة البارزين في تحالف المعارضة المحادثات بأنها مضيعة للوقت».

على صعيد آخر قامت البحرية الفرنسية صباح امس بعملية إنزال محدودة في شاطئ العاصمة الصومالية مقديشو، وكانت هذه القوات تحرس باخرة محملة بالمواد الغذائية مستأجرة لبرنامج الغذاء العالمي التي وصلت إلى ميناء مقديشو. وقد تمركزت 5 دبابات برمائية قرب ميناء العاصمة كما انتشر أفراد المارينز في التلال الرملية القريبة من الميناء فيما كانت المروحيات تحلق فوق أجواء مقديشو.

وقد استمر وجود القوات البحرية الفرنسية لعدة ساعات عادوا بعدها إلى سفينتين حربيتين كانوا قد انطلقوا منهما، حيث كانتا واقفتين قبالة سواحل مقديشو. فيما كانت باخرة برنامج الغذاء العالمي تفرغ حمولتها من المواد الغذائية في ميناء العاصمة . وشهدت السواحل الصومالية أعمال قرصنة متكررة من قبل المليشيات الصومالية المسلحة التي تختطف السفن المتوجهة الى الصومال ومن بينها السفن التي تحمل المساعدات الى عشرات الآلاف من الصوماليين الذين نزحوا بسبب الحرب الأخيرة بين القوات الحكومية التي يدعمها الجيش الإثيوبي وبين فصائل المعارضة التي يشكل الإسلاميون أغلب عناصرها.