سياسيون سودانيون: الخرطوم لن تسقط عسكريا.. وهجوم إبراهيم قفزة في الظلام

اعتبروا أن الحرب تم تجريبها ولم تحل مشكلة

TT

تباينت قراءات الخبراء والسياسيين في الخرطوم حول مرامي وجدوى نقل حركة العدل والمساواة معاركها مع القوات الحكومية من دارفور الى العاصمة الخرطوم، وبينما اعتبرها البعض مجرد فرقعة إعلامية، قال آخرون إن الحركة كانت تسد بالهجوم فواتير لجهات خارجية، حددها البعض بدولة تشاد، وقطع آخرون استحالة إسقاط الخرطوم عسكريا من قبل حركة مسلحة. وقال سليمان حامد القيادي قي الحزب الشيوعي المعارض وزعيم كتلته الحزب في البرلمان السوداني لـ«الشرق الاوسط» إن خطوة زعيم الحركة خليل ابراهيم غير محسوبة، وانها لا تساعد مطلقا في حل مشكلة دارفور، وقال ان قضية دارفور تحل بالحوار «لأن طريق الحرب قد تم تجريبه ولم يوصل الى حل للمشكلة».

واتهم حامد الحكومة وقال إنها تتحمل مسؤولية تأزيم الأوضاع، لأنها لم تترك الامور لتمضي في اتجاه الحل السلمي». وحسب المسؤول الشيوعي السوداني، فان أحداث أم درمان ستكون لها تأثيرات على التوجه نحو الحريات وبسط النظام الديمقراطي. وحذر حامد من مغبة اتخاذ الهجوم على أم درمان ذريعة للحد من الحريات المتاحة والنشاط السياسي والخطوات نحو التحول الديمقراطي.

من ناحيته، يرى الدكتور ابراهيم الامين القيادي في حزب الامة بزعامة الصادق المهدي، أن خليل ابراهيم زعيم العدل والمساواة يعرف هدفه الذي دفعه الى الدخول الى أم درمان، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن نشاطه في الفترة السابقة يوحي بذلك، حيث ظل يردد بأنه سيتفاوض مع الحكومة بمعزل عن حركات دارفور الاخرى، كما ظل يهاجم حزب المؤتمر الشعبي، كما أن دخول السيارات المحملة بالذخيرة أكثر من الاسلحة، كل هذه إشارات تقول إن إبراهيم يعرف ما يريد من الهجوم. ولكن الأمين قال إن هجوم أم درمان «أشبه بقفزة في الظلام». وقال مسؤول سابق في جهاز المخابرات السوداني لـ«الشرق الأوسط» ان خليل ابراهيم مجبر على تنفيذ الهجوم بأي ثمن وإلا فكيف ينفذه في حين ان السلطات تصرح بأنها ترصد تحركه صوب العاصمة، واعتبر المسؤول الأمني السابق، الذي طلب عدم ذكر اسمه، ان الخطة انتحارية لصالح آخرين. وعلى غرار المسؤول الأمني قال حسب الله عمر مدير الامن الخارجي، ان العملية خلفها أطراف كثيرة يعتبر خليل ابراهيم وحركته طرفا من تلك الاطراف، وقال لـ«الشرق الاوسط» إن هناك جهات لها مصالح في الهجوم مولت الحركة بالمال ووفرت لها الدعم اللوجستي، ووفرت لها الغطاء السياسي ودفعت بزعيمها ابراهيم لتنفيذها، ليصبح هو الاداة وهو الضحية وهو الذي دفع الثمن، في حين حققت تلك الجهات كل أهدافها التي تريدها من العملية. وقسم المسؤول الامني السابق حسب الله الجهات الى اقليمية ودولية، وقال ان الاقليمية من بينها دولة تشاد، ولم يسم اي جهة دولية، وقال ان القوى الاقليمية أوصلت رسالة والقوى الدولية سوت حساباتها، والضحية خليل ابراهيم وقضية دارفور. وطبقا لعمر فان استيلاء تلك القوات على العاصمة كان امرا في باب الاستحالة، وقال ان مدينة مثل الخرطوم لا يمكن ان تسيطر عليها بسذاجة بكل ما فيها من قوة عسكرية وما لديها من خطوط دعم من خارج العاصمة». ويتفق مع عمر الدكتور حسن مكي المحلل السياسي، بأن عملية الهجوم ممولة من دولة كبيرة، كما رأى أن التسليح الذي ظهرت به القوة فوق طاقة حتى دولة تشاد، وقال في تصريحات ان كلفة العملية من السلاح ليست اقل من «500» مليون دولار، وهذا رقم ليس موجودا لدى تشاد، وحسب مكي فان العملية لها عناصر لم تتكامل في العاصمة، لذلك فشلت ودحرت، ويرجح أن هناك قوة كان عليها ان تستلم الأمر من خليل ابراهيم في الخرطوم ولكنها لم تفعل، ولم يسمها.