جنرالات ومفكرون إسرائيليون يطالبون أولمرت بالتحاور مع حماس

الحركة لا تعارض إدراج صفقة شليط ضمن مبادرة التهدئة

TT

بعث عشرات الجنرالات المتقاعدين والمفكرين والكتاب الإسرائيليين برسالة الى كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت ووزير دفاعه ايهود باراك مطالبين بإجراء محادثات عاجلة مع حركة حماس، بغرض التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار، وعدم شن أي حملات عسكرية مخطط لها في القطاع. وتكتسب هذه الرسالة أهمية نظراً للشخصيات الرفيعة التي وقعت عليها، وعلى رأسها الجنرال أمنون ليبكين شاحك رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، ورئيس الموساد السابق ابراهام هليفي والجنرال شلومو زكاي، الذي كان قائداً لقوات جيش الاحتلال في قطاع غزة قبل تنفيذ خطة «فك الارتباط»، ويوسي بيلين الرئيس السابق لحركة «ميريتس»، ووزير القضاء الإسرائيلي الأسبق. واكد الموقعون على الرسالة أن أي عملية كبيرة تنفذ في غزة ستنتهي بوقف اطلاق النار وتدخل أطراف دولية، لذلك من المفضل أن يتم التوصل لاتفاق فوري من دون دفع ثمن من القتلى والجرحى من الجانبين. من ناحية ثانية قالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إنه على الرغم من أن اسرائيل ربطت بين موافقتها على التهدئة وإطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط، إلا أنها في المقابل لا تشترط أن يكون الشروع في التهدئة متزامناً مع اطلاق شليط، الى جانب ادراكها أن اطلاق شليط سيكون مرتبطا باطلاق سراح عدد كبير من المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال. من جهة اخرى، قال ألون بن دافيد المعلق العسكري في القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، إنه على الرغم من أن معظم الجنرالات في الجيش يطالبون في العلن بشن حملة عسكرية واسعة، إلا أنه في واقع الأمر يتوقعون أن تقوم المستويات السياسية بلجمهم وعدم قبول مواقفهم. وتعليقاً على الأنباء التي تحدثت عن تغيير رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الجنرال جابي اشكنازي رأيه وتحوله للمطالبة بشن حملة على القطاع، شدد بن دافيد على أن اشكنازي مثله مثل عدد من الجنرالات يفضلون الظهور بمظهر الذين لا يخافون تداعيات شن حملة عسكرية على قطاع غزة وتداعياتها، لكنهم في الوقت ذاته يعون أن المستويات السياسية العليا لن تسارع للموافقة على مقترحاتهم بشكل تلقائي. من ناحيته حذر «أبو مجاهد»، الناطق الرسمي للجان المقاومة الشعبية الفلسطينية بان التهديد الإسرائيلي المتواصل بالعدوان على قطاع غزة لن يقابل إلا بمزيد من الصمود وتسديد ضربات المقاومة في عمق الكيان الصهيوني. وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط»، شدد ابو مجاهد على أن حركات المقاومة الفلسطينية تعد لإسرائيل «مفاجآت عجزت اجهزته الاستخبارية عن توقعها». وحول دعوة عدد من كبار وزراء حكومة اولمرت لتصفية قادة حركات المقاومة، قال «ابو مجاهد»، إن استهداف القادة لن يفلح في وقف عجلة المقاومة الفلسطينية، مستذكراً أن اسرائيل سبق أن قامت بتصفية عدد كبير من قادة الفصائل الفلسطينية، لكن المقاومة لم تزد إلا تعاظماً. من ناحيتها اعلنت حركة حماس أن تأجيل زيارة وفدها للقاهرة للتباحث مع المسؤولين المصريين حول التوصل للتهدئة مع اسرائيل، جاء بسبب الزيارة التي يقوم بها الرئيس الأميركي جورج بوش لمصر حالياً، وانشغال مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان. وقال ايمن طه القيادي البارز في الحركة ان وفد حماس سيذهب منتصف الأسبوع المقبل للقاهرة بناء على دعوة من مصر لمعرفة الرد الإسرائيلي على اتفاق التهدئة، بعد أن كانت الزيارة مقررة الجمعة. وشدد طه في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» على رفض حركته اضافة أي اشتراطات اسرائيلية جديدة على المبادرة المصرية للتهدئة. وأشار الى أن حركته لا تمانع من ادراج صفقة تبادل الاسرى في التفاهمات على التهدئة، في حال وافقت اسرائيل على الشروط التي تضعها حركات المقاومة لإطلاق سراح شليط. ويذكر أن حركة حماس تطالب بإطلاق سراح جميع النساء والأطفال والمرضى المعتقلين في سجون الاحتلال، بالإضافة الى اطلاق سراح 450 اسيرا من ذوي المحكوميات العالية الذين أدينوا بقتل جنود ومستوطنين. وكانت اسرائيل قد طلبت من القاهرة تكثيف الجهود التي تبذلها لدفع صفقة تبادل الاسرى لإطلاق شليط قدماً.