الأجواء التفاؤلية لحوار الدوحة تنسحب على خطاب الموالاة والمعارضة في لبنان

المعلم يدعم جهود اللجنة الوزارية العربية في قطر

TT

انعكست الاجواء التفاؤلية التي خيّمت على الحوار اللبناني ـ اللبناني في الدوحة على الخطاب الداخلي، وتميزت مواقف نواب وشخصيات سياسية في الموالاة والمعارضة بالـ«التهدئة وبانخفاض في النبرة» في محاولة لتنفيس الاحتقان الذي خلفته الاحداث الامنية الاخيرة.

وفي هذا الاطار، اعلن وزير الاتصالات مروان حمادة «ان النضال من اجل لبنان المستقبل سيستمر في الدوحة بالاساليب السليمة التي نادينا بها ومارسناها، الا في مواقع الدفاع عن النفس». وامل ان «تحمل الايام المقبلة فتح الآفاق وتكريس وجهات النظر التي لاتزال متباعدة، فهناك مشروعان ويعمل الاخوة القطريون على محاولة ايجاد التسوية التي تسمح للبنان بان ينطلق بمؤسسات دستورية رئيسا وحكومة ومجلسا».

وعن توصيفه لليوم الاول في الحوار في الدوحة قال حمادة: «لم نشعر بصعوبات حتى الان ولا بانفراج كامل، مازلنا باللمسات الاولى والحوار يقوم به (رئيس وزراء قطر) الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني بدبلوماسية التواصل والانتقال بين الوفود توطئة للاجتماع العام بعد سعيه لتشكيل لجان جانبية للبحث في المواضيع التقنية من قانون الانتخاب وغيرها».

أما نائبا «امل» و«حزب الله» في البرلمان علي خريس وحسن حب الله، فشددا في خطابيهما في احتفال تأبيني لأحد ضحايا الاحداث الاخيرة، على «ضرورة الاستقرار الوطني الداخلي وانهاء الازمة السياسية اللبنانية عبر الحوار الوطني، لأن الكيان الصهيوني الغاصب مازال يطمع بارضنا ومياهنا، ولولا المقاومة الباسلة ووقوف الجيش اللبناني الى جانبها لكانت ارض لبنان مستباحة». وأكدا «ان الحل في لبنان له ثوابته، ومنها المقاومة وسلاحها».

ورأى رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي «ان اجتماع القيادات اللبنانية في الدوحة، بدعم عربي كبير، يشكل فرصة جديدة لحل الازمة اللبنانية الراهنة ينبغي الافادة منها لطرح كل القضايا والسعي لإيجاد حل متكامل قوامه الاساسي إعادة بناء الثقة بين مختلف الافرقاء اللبنانيين وانتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم تأليف حكومة جديدة ووضع قانون جديد للانتخابات وإعادة الاعتبار الى المؤسسات الدستورية وإبعاد الجيش اللبناني وسائر المؤسسات الدستورية عن التجاذب السياسي المدمر، وذلك استنادا الى القواعد والثوابت الوطنية التي أرساها اتفاق الطائف الذي كان محطة اساسية في حماية لبنان وأهله والسلم الاهلي فيه». من جهته، أبدى رئيس تيار «المردة» النائب السابق (المعارض) سليمان فرنجية تفاؤله بلقاء الحوار المنعقد في الدوحة، معتبرا انه «يشكل بداية حل للازمة اللبنانية»، مشيرا الى «ان اقل ما يمكن ان يخرج به المجتمعون هو هدنة طويلة الامد تبعد القلق عن الساحة اللبنانية، اما الحد الاقصى فهو الحل الكامل المتكامل»، وشكك في «ان يأتي الحوار بحل كامل»، معربا عن تأييده لما تقوم به الرابطة المسيحية من مساع لاعادة جمع الشمل المسيحي. بدوره امل رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه في أن «يعود القادة اللبنانيون من الدوحة بحل يساعد على اخراج لبنان من ازمته» وقال: «اذا ما خلصت النوايا وتحمل اللبنانيون المسؤولية التي يجب ان يتحملوها يمكن الوصول الى حلول ولو كانت حلولا مرحلية تنتهي بانتخاب الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان ليكمل وضع الاتفاقات التي تم التوصل اليها موضع التنفيذ».

وعقدت فاعليات صور (جنوب لبنان) النيابية والروحية والسياسية لقاء بعنوان «ستبقى صور عاصمة السلم الاهلي». وألقى المشاركون فيه كلمات شددت على «اهمية الحوار كسبيل وحيد للوصول الى بر الامان، وضرورة التلاقي بين كل الشرائح اللبنانية بما يحفظ لبنان وامنه واستقراره ويرسخ السلم الاهلي ويكرسه بلدا للعيش الواحد». وفي دمشق، عبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن دعم سورية لجهود قطر واللجنة الوزارية للوصول الى اتفاق بين اللبنانيين لتنفيذ المبادرة العربية، حسبما ذكرت صحيفة تشرين الحكومية. وقالت الصحيفة ان المعلم «اتصل امس (الجمعة) بحمد بن جاسم بن جبر ال ثاني رئيس وزراء قطر وزير الخارجية واكد دعم سورية وتقديرها للجهود التي بذلها هو واللجنة الوزارية العربية بغية التوصل الى اتفاق بين الاطراف اللبنانية».

واضافت ان الوزير السوري «عبر عن امله في ان يتوصل الحوار بين اللبنانيين في الدوحة الى توافق حول تنفيذ المبادرة العربية».

وقالت الصحيفة ان المعلم تلقى الجمعة اتصالا هاتفيا من الامين العام للجامعة العربية «وفيه تقييم الجهود التي بذلتها اللجنة الوزارية العربية مع الاطراف اللبنانية والتي توجت بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في بيروت».