الرئاسة الفلسطينية ترفض التخلي عن حق العودة وتعتبر قضية اللاجئين مثل القدس

الموقف الجماهيري يزيد الضغوط على أبو مازن ويكبل موقفه

TT

رفضت الرئاسة الفلسطينية طلبا للحكومة الإسرائيلية بالتخلي عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وقالت في بيان للناطق الرسمي باسمها نبيل ابوردينة «إن قضية اللاجئين هي من القضايا الأساسية مثل قضية القدس».

واعتبرت الرئاسة في بيان لها ان التصريحات الإسرائيلية بهذا الشأن (إسقاط حق العودة) هي لوضع العراقيل أثناء سير المفاوضات، ولن تؤدي إلى تحقيق أي تقدم. محذرة من «فرض الحقائق خارج طاولة المفاوضات». واتهم ابوردينة اسرائيل بمحاولة التهرب من الالتزامات. قائلا ان تصريحاتها حول التخلي عن حق العودة تلحق أفدح الأضرار بعملية السلام. واوضحت الذكرى الـ60 للنكبة (تهجير الفلسطينيين من قراهم عام 1948)، ان الحديث عن اتفاق محتمل حتى نهاية العام «هش». وان الفجوة وانعدام الثقة كبير بين الطرفين في المفاوضات الدائرة بين السلطة واسرائيل. واحتجت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيفي ليفني على استخدام الفلسطينيين مصطلح النكبة، واعتبرت أن الحل الذي يقوم على إيجاد دولتين لن يكون قابلاً للحياة إلا بعد أن يُسقط الفلسطينيون كلمة النكبة من قاموسهم. وقالت ليفني، «سيتمكن الفلسطينيون من الاحتفال بذكرى استقلالهم إذا أقدموا في اليوم نفسه على شطب كلمة نكبة من قاموسهم». وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس شخصيا، قد قال ان حق العودة هو حق لكل الفلسطينيين. وهو ما اغضب الحكومة الاسرائيلية التي اكتشفت ان الفلسطينيين بعد 60 عاما ما زالوا متمسكين بحقهم في العودة. وقال مارك ريجيف المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ان الاصرار الفلسطيني على حق عودة 4.5 مليون لاجئ وذريتهم سيكون «السبب الاساسي لانهيار الاتفاق»، مضيفا «هذا المطلب لحق العودة غير الموجود في ظل القانون الدولي هو السبب الاساسي لانهيار الاتفاق. لا يمكن الجمع بين السلام وهذا المطلب في نفس الوقت».

وارتفعت مخاوف الفلسطينيين بعد خطاب المديح الذي ألقاه الرئيس الاميركي في الكنيست الاسرائيلي. من دون ان يتطرق لمعاناة الفلسطينيين. وسيطلب عباس من بوش في لقائهما في شرم الشيخ ممارسة ضغوط اكبر على اسرائيل، في محاولة لاحداث انطلاقة في المفاوضات. وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات انه كان يجب على بوش ان يقول للإسرائيليين انه لا يمكن لاحد ان يكون حرا على حساب الاخر. وازدادت الضغوط الشعبية التي يتعرض لها الرئيس الفلسطيني وقيادته بشأن حق العودة. ووقع عباس على وثيقة العهد للارض في مخيم العودة في رام الله. وقال تيسير نصر الله مقرر لجنة احياء ذكرى النكبة الـ60 «توقيع ابو مازن ملزم له، من الصعب التراجع الآن». واضاف لـ«الشرق الأوسط» بعد هذا الاستفتاء الشعبي لم يعد من الممكن التراجع عن حق العودة. واكد نصر الله انه (حق العودة) احد الثوابت الفلسطينية وقد عاد وارتفع الى مستواه واحتل مكانته الطبيعية. وتابع: موقف الجماهير يكبل الموقف الرسمي، ولن نقبل المواقف المرنة العمومية مثل الحديث عن حل عادل.. الحل العادل هو تطبيق القرار 194 بالعودة الى ديارنا الاصلية.