محادثات بين عدد من الأحزاب الإسرائيلية للاستعداد لسقوط أولمرت قبل نهاية السنة

الاتفاق على صيغة تحالف لوقف مفاوضات السلام واستبدال «التعاون الاقتصادي» بها

TT

في الوقت الذي يسعى فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود أولمرت، لإنجاز اتفاق مبادئ للتسوية الدائمة للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، قبل نهاية السنة الجارية، كشف النقاب في تل أبيب أمس، عن محادثات يجريها حزب الليكود المعارض مع عدة أحزاب في اليمين، وكذلك في الائتلاف الحكومي، استعدادا لسقوط أولمرت قبل هذه المدة وتبكير موعد الانتخابات العامة.

وحسب مصادر مقربة من الليكود، فإنه يتوقع انتهاء التحقيق مع أولمرت بإعداد لائحة اتهام له حول تهمة تلقي الرشوة. وعندئذ سيضطر للاستقالة من رئاسة الحكومة، وفي هذه الحالة ستتولى رئاسة الحكومة مكانه، القائمة بأعماله وزيرة الخارجية تسيبي لفني، بشكل مؤقت، وسيكون على رئيس الدولة أن يكلف أحد أعضاء الكنيست لتشكيل حكومة في غضون 7 أيام. ويتوقع الليكود أن ينشغل حزب «قديما» في صراعات داخلية حول هذا المنصب، حيث ان معظم قادة هذا الحزب يعارضون تولي لفني رئاسة الحكومة. ويريد رئيس الليكود ومرشحه لرئاسة الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن يستغل حالة «قديما» ليفشل جهود لفني حتى يتاح له الحصول على تكليف رئيس الدولة بدلا منها وتولي رئاسة الحكومة.

وحسب هذه المصادر فإن نتنياهو لا يدير هذه المحادثات بشكل مباشر، حتى لا يتهم بأنه حكم على أولمرت قبل صدور لائحة اتهام ضده، علما بإن نتنياهو نفسه كان قد خضع للتحقيق عندما كان رئيسا للحكومة في السنوات 1996-1999 ولم تقدم ضده لائحة اتهام في حينه. ويتصل مندوبون عن نتنياهو مع قادة الأحزاب للاتفاق على صيغة تحالف في الحكومة القادمة، يقوم على أساس وقف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين واستبدالها بمفاوضات حول «التعاون الاقتصادي بين إسرائيل والفلسطينيين في هذه المرحلة وجلب استقرار أمني»، علما بأن الليكود يؤيد الخيارات العسكرية أولا، واسقاط حكم حماس، وفقط بعد ذلك التوجه للمفاوضات السياسية برعاية الولايات المتحدة (وليس الرباعية الدولية). ويتضح من هذه الاتصالات ان نتنياهو ليس معنيا بحكومة جديدة لفترة طويلة الأمد، لأنه يتوقع ان تكون حكومته في وضعية الكنيست (البرلمان الاسرائيلي) الحالي، ضعيفة وخاضعة لتأثيرات اليمين المتطرف وابتزاز الأحزاب الصغيرة. وهو يرمي الى تبكير موعد الانتخابات حتى يحقق فوزا كبيرا لأحزاب اليمين يتيح له تشكيل ائتلاف متين بأكثرية ساحقة، علما بأن استطلاعات الرأي تشير الى احتمال مضاعفة الليكود عدد نوابه في البرلمان (له اليوم 12 نائبا والاستطلاعات تتنبأ له 26 – 27 نائبا).

ويبدو ان قادة حزب «قديما» باتوا واعين لنشاط الليكود هذا، لذلك يجرون المشاورات الداخلية حول كيفية مجابهتها. ولكنهم مختلفون حول سبل الوصول الى طريق يضمن استمرارهم في السلطة. فهناك من يرى ان السبيل الأفضل هو منح الدعم لرئيس الوزراء أولمرت وانجاح مفاوضاته مع الفلسطينيين وتقوية العلاقات مع الولايات المتحدة، فإذا حقق النجاح سيصبح من الصعب على الشرطة الاستمرار في تحقيقاتها بشكل حثيث، وقد تتراجع عن اتهاماتها. ولكن هناك من يرى أن الحل الأفضل هو في استقالة أولمرت والتضحية بنفسه في سبيل الحزب، حتى لو كان بريئا، وذلك لكي يضمن بقاء الحزب في السلطة.