السلطة تسعى لإثبات قدراتها الأمنية.. وحماس تتهم اللجنة الرباعية بالتورط في المواجهات الفلسطينية

بعد ربط بلير الأمن بالدولة

TT

تبذل السلطة الفلسطينية كل جهد ممكن، لإثبات قدرتها على فرض الأمن والسيطرة على مدن في الضفة الغربية، بدعم من الولايات المتحدة الاميركية، والرباعية الدولية اللتين تمولان وتشرفان على تدريب «افضل» للاجهزة الامنية الفلسطينية. وتنظر كل من السلطة واسرائيل والولايات والمتحدة والرباعية للحملة الامنية، التي بدأتها السلطة في مدينة جنين الاسبوع الماضي، على انها احد اهم التحديات القائمة امام السلطة لاثبات قدراتها الأمنية. اما حماس فانها تتهم كل هؤلاء بالتورط في الحرب على المقاومة، بل قالت في بيان لها امس ان «جهات دولية بينها اللجنة الرباعية متورطة في المواجهات الفلسطينية الداخلية». وجاءت اتهامات حماس بعد تصريحات لممثل اللجنة الرباعية في الشرق الأوسط توني بلير، قال فيها ان قوات الأمن الفلسطينية التي تخضع حاليا للتدريب في الأردن، تتحضر لأن تكون أكثر فعالية. بهدف الانتشار في جنين، وذلك بموازاة زيادة في قدرات السجون والمحاكم والمؤسسات القضائية. وتقول السلطة انها قادرة على ضبط سيطرتها على كل الضفة الغربية. وتستعد حاليا لتسلم مدينة الخليل جنوب الضفة، بحسب ما اعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي. وتؤكد السلطة انها نجحت في تجربتها الأولى في نابلس شمال الضفة، لكن الاطراف ذات العلاقة ومن بينها اسرائيل تشكك في ذلك. وأوضح بلير «أن الهدف (تدريب القوات) هو خلق وضع في منطقة جنين تستطيع فيه إسرائيل الاعتماد على القدرة الأمنية للسلطة الفلسطينية»، آملا في أن يساعد النجاح في جنين بتحقيق تقدم مماثل في أمكنة أخرى في الضفة الغربية.وقال بلير «إنه إذا لم يحصل الفلسطينيون على تغيير حقيقي على الأرض، فسيكون من الصعب جدا عليهم أن يقدموا التنازلات المطلوبة للسلام». وأضاف «إذا لم ير الإسرائيليون في المقابل أي وضع يحقق فيه الفلسطينيون القدرة على الحكم كما يجب وتحديدا في منطقة الأمن، فإنه لن يكون باستطاعة الإسرائيليين الاعتقاد بإمكانية القبول بدولة فلسطينية». وردت حماس على بلير امس قائلة في بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة عنه «إن تصريحات بلير هي اعتراف صريح بتورط أطراف دولية، بما فيها اللجنة الرباعية في المواجهات الفلسطينية الداخلية». وأوضح سامي أبو زهري المتحدث الرسمي باسم حماس أن هذه الأطراف ما زالت تواصل دورها في تسليح وتدريب طرف فلسطيني ضد طرف آخر. وأشار أبو زهري إلى أن هذه التصريحات تمثل دليلاً على أن هدف إنشاء القوى الأمنية وتسليحها هو مواجهة قوى المقاومة وفي مقدمتها حركة حماس، وكذلك التنسيق الأمني بما يخدم ويكمل احتياجات الاحتلال الأمنية.

وأكد أبو زهري أن هذه الممارسات لن تفلح في كسر مشروع المقاومة وأن النتائج ستكون عكسية، داعية هذه الأطراف الى التوقف عن ممارسة هذا الدور وقراءة نتائج درس غزة جيداً.